حسن محمود حسن

الميلاد
Sep 6, 1993 (العمر: 31)
نموذج من كتاباتك
......... جنون.........


الخرطوم المدينة التي لا تنام، جميلة بعمرانها فقط، وبائسة في كل تفاصيلها. عشت بها فترة لا يمكن نسيانها.
أحببت فيها مرة. وهجرتُ فيها أيضاً، صارت من أبغض الأمكنة إلى قلبي.
إنقلبت حياتي رأساً على عقب لا يفصلني من الحضيض إلا خط بسيط يكاد يرى بالعين المجردة.
صراعي ضد العزلة أدخل فيني الرعب ونزع عني الطمأنينه بعنف. اضحيت جسداً بلا روح، اتنفس الصعداء فقط.
الشمس في أعلى السماء تزمجر وتغلي من الحنق فتطلق أشعتها كأنها اللهب،شعور الصيف في السودان هكذا وبالاحري الخرطوم.
كنت تحت جذع شجرة قرب المنزل. اندب الحظ وأغني الندم، الشجرة غير ظليلة تماماً تتخللها بعض الاشعة الحارة، أو أن تلك الاشعة شقت طريقها بصمت لذاك الرجل اليائس القابع تحت تلك الشجرة البائسة.
الجو حار جداً لا أقوى على الحراك ولهيب الشوق أحرقني، ودواخلي تأججت حباً ونار.
اضحيت اُكوي بنارين نار العشق ونار الشمس.
ازهو بروحي في الفضاء محلقاً نحو الحبيبة، أُجابه مرارة الأيام وطول الساعات.
دخلت دوامة مفرغة من التفكير، أصبحت أدور في دهاليز السراب، شممت عطرها، تذكرت صوتها.
القمر صار بائس مثلي فقد كان شاهد على حبنا لحظة بلحظة.
كان الشاهد للقُبل، والسمر والأغاني العذبة.
لونه صار باهتٌ كقلبي.
الليل بات قصير للغايه وستارةُ تمزق إرباً وصار أشلاء تحول في الفضاء الواسع.
آمنت بأن العشق مدعاة الجنون فجننت كما كانوا ينظرون إلى من هم حولي.
اسموني مجنون وكل ذنبي أني احببتك
دعوني بالمجنون وكل ذنبي اني عشقتك
إن كان العشق هكذا نعم انا مجنون. مجنون بك يا عزيزتي.

أصبحت أجول بخاطري في الشوارع والمساجد والكنائس،
أجول بقلبي على أجدها في منعطف من منعطفات الحياة.
وفي كل منعطف كنت أرشق بالحجارة واركض خوفاً.
صرت أواجه الأمرّين. الحب والناس، فبت اخاف العشق واكره الناس، ومن ذلك الوقت لم أتحدث إلى أحد إلا عقلي. لا أحد يستحق ان اتكلم معه
أبعث بالرسائل بلا هوادة في إنتظار ردها ولكن لم تردي يوما.
إنتهى بي المطاف في مستشفى المجانين وأصبحت أُدعي بالمجنون الصامت
البلد
السودان

المتابِعون

أعلى