أفنان إبراهيم سليمان

الميلاد
May 9, 1999 (العمر: 25)
نموذج من كتاباتك
طويلة الشتاء

24567
الكمين الشمالي
خمسة خطوات من حقل الألغام

إلى سمُوّ قلبك الأُمِّي أكتب

السلام عليك، أخُط لكِ أحروفي من وكر التوق الثامن والخمسين، الأوضاع آسية للغاية! سقط نصف جنودي موتى ونصفهم الآخر إتخذتهم الخيبة أسارى، السقف فوقنا يهتز مهددًا بالسقوط، أرتقب بتوجس انقضاض جنود رحيلكِ لينسفوا ما تبقى لدي من تماسك، خارجًا تتطاير الطلقات النارية كحبات الفشار فوق النار، آخِر واحدة أصابت كتفي الأيسر بعد أن اغتالت أختها فخذي الأيمن، أكتب لك بكف التناجي على الضمادات البيضاء، أكتب لك بدمع جنودي الذين قُتلوا غدرًا وأوقن أن رسالتي هذة ستصلك محمولة في تابوت، فلا تنسي طبع قبلة الوداع على جبين جثتي الهامدة.
أما قبل
قرار التمرد على سطوك كان أردى قرار أتخذه، كان تمردي مثيرًا للشفقة والسخرية؛ لم أقوى على رفع أسلحتي نحوك، لقد هزمت أمامك يا مجد الهزائم وإنتصرتِ علي يا مُر الإنتصار، أنتِ كنتِ كمن يتنظر أعلان الحرب ليستعرض جبروته، تخبئين جيشكِ خلف الباب بإنتظار لحظة رنين الجرس، واجهتِني بجيش مدجج وواجهتُك بأبيات مبتورة من الشعر وشهقات من النثر، فيا شتان بين بأسك وبؤسي، لو تعلمين مدى وهن بغضي لك؛ فأنا ما زلت أراكِ الملاك الناصع وسط كل هذا الخراب، ما زلت أسمع حديثك القاسي كأنشودة سلام، يبدو أن العلة لم تعد تسكن قلبي فقط بل استباحت السُكنى في جوارحي، اللهم إني مسني الخذلان وأنت أرحم الراحمين.
(الحرب خديعة الحرب أليمة، الحرب لعبة الحرب لعنة، في الحرب رغدي فالحرب أنتِ)
الوكر يتداعى النهاية تقترب، طيفكِ الملائكي يداهم المكان يحمل خنجرًا وبندقية ومقصلةً للآمال، تبتسمين كأم تراقب طفلها هو يخطو أولى خطواته، تقتربين بتهادي كعصفور يتمشى فوق أغضان شجرته المفضلة، تغرسين خنجركِ في قلبي وترشقين جسدي بالرصاص، كيف لمِيتَةٍ بأن تكون بهذا الجمال؟ أشعر أن قلبي تفرهد بعد طعنكِ له أشعر بطلقاتكِ تعانق جسدي بترف، أعتقد أنها نهايةٌ سعيدة بعد كل شئ. المهل المهل إلى أين تذهبين؟! ما زلت أحتضر لم أمت بعد! يجب أن تشهدي تحرر روحي، لقد تخليتي عني كحبيب فلا تتخلي عني كعدو.
أما بعد
سأموت شهيدًا! سأموت في سبيل إحياء قلبكِ القاحل، سأموت بأرضك لأوسمكِ بوصمة الإجرام، سيضع الناس فوق قبري الكثير من الزهور وهكذا ستبدأ رحلة إخضرار روحكِ، ستتحول جثتي لبذور وستنتشر على بقاعكِ المتصحرة لتنبت بعد خريفكِ المنتظر، لقد طال شتائك فهلا استغثتي الله للمطر؟.


أفنانك ولو عصفت بي الرياح.
أفنان إبراهيم.
البلد
السودان
أعلى