أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
فتحي نصيب
الميلاد
Apr 3, 1957
(العمر: 67)
نموذج من كتاباتك
الحفل
قصة قصيرة
فتحي نصيب/ ليبيا
سيدي
لا أعرف من أين ابدأ ؟ ولكن الخطأ خطئي ، فما كان يجدر بي اصطحاب ابني معي ، إنما كان هدفي أن يدخل ولدي البهجة على ابنتكم الكريمة ،وأن يشاركها فرحتها ببلوغها عامها السابع . كنت اعتقد أن الأطفال يتحلون بالبراءة والطيبة إلا أن ولدي اثبت أن رؤيتي كانت خاطئة . فلم يدر بخلدي – على الإطلاق – أنه سوف يعكر صفو احتفال ابنتكم على هذا النحو. بالفعل لم يكن ولدي مهذبا ولا في مستوى سلوك ابنتكم الراقي ،تصور أن هذا الفأر – كما تلقبه أمه – قال لي بعد أن أشبعته ضربا أن ابنتكم الكريمة تعمدت أهانته أمام أصحابها ، أليس هذا تفكيرا ساذجا ومضحكا؟ من أين له ابن إل (....) أن يعرف معنى الإهانة والكرامة وفي مثل هذا العمر ؟ شرحت له إن ابنتكم الكريمة تمزح معه ، وأنها طفلة مهذبة – صانها الله ورعاها – ولكنه كتم عبراته ولاذ بالصمت موجها إلي نظرة حادة ومتحدية عبر دمعتين متحجرتين في عينيه الخبيثتين .
لقد اجتهدت أن اعلم ولدي الرضا، وغنيت على رأسه مرارا أن القناعة – كما لايخفى عليكم – كنز لا يفنى ، وألا ينظر لمن هم في الأعلى بل يتمعن في من هم تحت ، عندها سيكون راضيا بما قسمه الله لنا ، وسيعيش سعيدا طوال حياته في الدنيا والآخرة. وولدي – والحق يقال – صبور ومجتهد في دراسته ويعمل كالبغل ، فهو يمضي العام بحذاء واحد ،ويرتدي كنزة صوفية الشتاء بطوله ، ينهي فروضه المدرسية ويخرج للعب مع أقرانه في الشارع ، ويبدو أن سبب مصائبي في هذا الولد من تأثير الشارع واحتكاكه بالأولاد غير المهذبين لذلك قررت منذ اليوم أن امنعه من الاختلاط بهم وإلا – بالله عليك – كيف أفسر كلامه حين قال لي أن ابنتكم الكريمة رمت بهديته في كيس القمامة أمام جميع أصحابها ، وانه شعر بالغضب من تصرفها غير اللائق – لاسمح الله – وتصور معي خيال الأطفال عندما يجنح نحو البعيد ، حين قال إنها تعمدت أهانته واتخاذه وسيلة للتسلية أمام أصحابها ، أفهمته بعد أن قرصت إذنيه إنها لاتهينه ولكنها طفلة بريئة وقلبها أصفى من بياض الثلج وفي رقة الفراشات ، وذات أخلاق رفيعة وتربية راقية ، وإنها قصدت أن تدخل البهجة على أصحابها وصويحباتها ، وهذه هي الحقيقة فقد اخبرني إن أصحابها انفجروا بالضحك من تصرفها إزاء هديته . قلت له: إنها لاتهدف – إطلاقا – للسخرية منك أيها المغفل ولقد صدقت أمك حين تصفك بالفار . وسبب هذا اللقب – سيدي الكريم – أن ولدي يحب كل أنواع الجبن ، ونتيجة لارتفاع أسعارها فقد كنت اجلب نوعا واحدا فقط هو ( البقرة الضاحكة ) على أمل أن يتعلم الحكمة من وراء سعادة هذه البقرة التي تدر الحليب ويستمتع بجبنها ملايين الأطفال في العالم ،ولكن ولدي كره هذا النوع من الجبن ، ويطلب مني ذلك النوع الممتلئ بالفراغات ، الذي يظهر في مسلسل الرسوم الهزلية ( توم اند جيري ) ، قصدت من هذه الحكاية أن اريك كيف يفكر ويتصرف أبناء هذا الجيل ،فهو يريد كل ما يراه ، ولا يقنع بما قسمه الله ، وكم أفهمته أن يرضى بحاله وان يسير بجانب الحائط وان يغلق عينيه وإذنيه وفمه ، ولكن بعد تصرفه غير اللائق مع ابنتكم الكريمة سوف أغير أسلوب التربية معه .
سيدي..
اعرف أنكم تتحلون بقلب نبيل ، وتعرفون أنني أخدمكم منذ عشرين عاما ، لذلك آمل ألا تتأثر علاقتنا بتصرف سخيف من ولدي ، هم أطفال وسينسون سؤ الفهم البسيط هذا ، المهم عندي أن أظل أخدمكم بإخلاص واعدك أن اربي هذا الصبي ليصبح مهذبا ، وألا يبالغ في تفسير التصرفات وخاصة من الأسر الكريمة مثل أسرتكم .
تقبلوا تحياتي .
البلد
ليبيا
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.