محمد مجدلاوي

الميلاد
Mar 20, 1962 (العمر: 62)
نموذج من كتاباتك
جلست إليها وقد شعرت بمدى قهرها لأسمع بعض ما تعانيه، استطعت أن أتقرب منها بما أوليتها من عناية واهتمام، وهي التي لا تتكلم إلا بعبارات قليلةٍ مقتضبة، قالت وقد مسها القهر مما تعانيه من تجبر الجميع في غياب نبيه بك.
: إيه ماذا أقول، وأنا العاملةُ الضعيفةُ التي لا حول لي ولا قوة، أنفذ كل أمرٍ ولا أقول لا، والكل هنا يأمرني من أصغرِ موظف حتى مساعد المدير، أمضي يومي ذاهبةً آتيةً، أخرج من مكتبٍ لمكتب، أنظف، أُعدُ القهوةِ والشاي، تعالي يا سارة، اذهبي يا سارة.

لماذا يخاف الناس من الموت؟! وفيه عدلٌ تام لا يضيع حق فيه ولا باطل ولكل نفسٍ ما قدمت إن خيرا ً فخير، وإن غير ذلك فلكل نفسٍ ما كسبت.

الحياة بائسة بشعة، لم تعد تطاق، لا أدري لماذا نخشى الموت وهو الذي يضع حدا ً للبؤس والشقاء. إن جاءني الموت فأهلاً به، وأحمد الله أن صفحتي بيضاء لا رتوش فيها، أما الحياة فإن استمرت كما هي عليه، فلا أهلا ولا سهلاً بها.
كانت كلماتها توجعني، وأنا لا أحسن إلا الصمت والأصغاء، وقد لمست فيها كل ألام المعاناة، والقهر، وأنا أكثر الناس درايةًبمعاناةِ هؤلاء الضعفاء الذين لا يحس بضعفهم إلا من كان مثلهم وتذوق مرارة الظلم الذي يتجرعونه حتى الثمالة، أما أولئك الناس المتغطرسون، الذين لا يعيرون بالاً إلا لذواتهم، فلا يشعرون بمدى ما يعانيه أمثال هؤلاء المقهورين.
إيه يا سارة ماذا سأقول لك وأنا الأخرس الذي انعقد لسانه عن الكلام، لقد قلت ما يكفي، وسمعت منك ما لا يمكنني من سماع ما سيقال اليوم وغداً وبعد غدٍ.
البلد
الأردن
أعلى