مصطفى زكي

الميلاد
Mar 22, 1977 (العمر: 47)
نموذج من كتاباتك
بشهيق وحيد

بطن وباطنٌ مظلمين.. أحدهما سنتيمترات باتساع الكون فى عيون ملكه ومالكه.. والآخر بضعة أمتار بضيق العدم لمن لا يملكه.. بطن الأم وباطن الأرض.. وبينهما رحلة قصيرة أحيانًا.. ممتدة غير منتهية حينًا.. بين طامح فى لُقمةٍ، وجامح لِقمِةٍ، ترى الهوة ساحقة بين اثنين على أرض واحدة، من يحيا خطوطا طولية مستقيمة، أو غـير مستقيمة.. لا يرى إلا نفسه فلا تراه سواها.. ومن يحيا خطوطًا عرضية عامرة وغامرة، جميعها على استواء تحت شمس تراه، فيزداد ضوؤها.. وتشير إليه، فيكتمل دفؤها.. يدرك كنه إنسانيته، فيبصر كل محيطيه وغير محيطيه.. معاصريه فى زمنه وأسلافه، وخلفائه، فى أزمنته أيضا الـتي عاشها وعاش ذويها قارئًا سامعًا.. مُطرِبًا ومطرَبًا.. خطوط وخطوات يرسمها دوائر متتابعة متوازية متسعة، بحجر كريم ألقته روحه فى ماء "زمن" راكد.. خامن ومتنمر، ليدرك خطاه، وحنان "زمنه" أو قسوته.. عمقه أو ضحالته، هدوءه أو اضطرابه.. سكونه أو جنونه.. مِن بعده من يعقلون.

حـين يفرد "الزمن" جناحيه لينطلق فى ارتفاعه المخيف.. يتوجب على البعض دفع الثـمن.. هنا نجد القليلين الذين يعلنون ـ برضا كامل ـ التأهب لتلك المهمة الثقيلة، واعتلاء جناحيه ـ "الزمـن" ـ فى رحلته اللانهائية ومبتغاه الغامض.. تفقد جاذبية الأرض والوقت قدرتها على حبسهم فيهما.. لا تراهم أعين، بل تبصرهم قلوب.. يخرجون من إطار "الزمن" ويعتلونه، طـالت رحلاتهم ـ بمقايـيس المراقبين فى صمت ـ أم قصرت.. "يعيشون الزمن".. يطوعونه إن حاد.. يمهدون ـ من فوق جناحيه ـ ومن شاهق ارتفاعاتهم، شهيقًا صافيًا، لمتابعيهم ممن "يعيشهم الزمن" ويعبرهم بسرعته الخانقة، ثم يتجاوزون ـ أولئك القليلون المرتفعون المترفعون ـ زمنهم لأزمنة أخرى، ومراقبين صموتين آخرين.. أزمنة تليق بخطاهم وحروفهم.. هكذا هم، من لا يقبلون أن يعيشهم "زمن" عابر ـ مهما بلغت قسوته وجبروته ـ ويرفضون أن تكون أرواحهم ذرات ترابٍ على طريق أسود بلا بداية أو انتهاء.
البلد
مصر
أعلى