أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
عبدالله الحسن فحل
الميلاد
Dec 6, 1991
(العمر: 32)
نموذج من كتاباتك
هل كنت تتوقعين أن تقابلي العيد هكذا؟!؟
وأنت التي لم تنامي من فرحة الثوب الجديد، تسريحة الشعر المفضلة، مجموعة الحلويات البراقة ذات الأشكال الجذابة، أصوات المساجد التي تعلوا بتكبيرات شباب استئجروا لهذه المناسبة خصيصا _ لكنك لا تعلمين _ مكالمات الأهل التي لا تنقطع، دموع أمك التي لم تلحظيها، وجوههم التي تود أن تخرج من شاشة الهاتف ولكن هيهات هيهات!
أنا مثلك ياصغيرتي، أرهقتني الخيبات، أثلجني صقيع الرتابة، وذرتني رياح العادية، ولا قلعة أحتمي بها من سهام الذكريات، ولا دروع توقيني من هجمات الحنين ونزاعات الغياب.
طيرتني طائرة أضخم من التي تحملينها، إنسللت من بينهم مغيب الذهن، خالي الروح، علي حين غفلة من طعم الحياة ولذتها، لكنها الأيام، تدور ثم تدور، وتخبئ لنا ما كنا نحسبه عيدية، لنفاجأ بحياديته التامة، بهتانه المطلق، وزيفه المتصل، لا مناص ولا منجأ من أن تنفطر قلوبنا، ولا عزاء ولا مراسم مرتين.
أين منا الأصحاب والأحباب؟! مدارات حنينهم _ كانت_ تشدنا شدا، ودوائر حبهم تحيطنا بلا إفلات، أينما وليت وجهك تجد الترحيب والإبتسامة، و حيثما حللت طابت بك الإقامة، يفتحون القلب لك، يحسونك قبل أن تطرف، يتسارعون نحوك قبل أن تصل إليهم.
تسربت اللحظات من بين أيادينا، وتسرب العمر، تشربنا بلون الإغتراب، و تدثرنا بنوم يغض طرفنا عن المناسبة.
ياصغيرتي، أنا مثلك لم أظن أن هذه الشكليات ستكون بهذا التأثير الباهت، واللزوجة المفرطة المقذذة، و إن لم تشاهد عيانا بيانا، مثلك كان لي وطن، وأهل، مثلك كان لي حضن وعيدية، مثلك كان. لي رفاق ورفاق ورفاق...
أحس تمام شعورك بعدم المزاحمة، أتذوق فقدك للأيدي العابثة بطائرتك، بل أعلم أن دموعك وقت يتجاذبونها منك هناك في ساحة قريتكم التي تضجك بالنوبة، والمعايدات، أحلى عندك من دموعك التي خانتك الآن!
هل كنت تتخيلين وقوفك هكذا بالمنتصف؟!؟ لا كتف يلاحمك، ولا أيدي تداعبك، ولا رقصة هياج تفتعلونها لتصنعوا طعم العيد؟
لم نحتمل، ولن نقوى، سنينا و سنينا كنا نردد هذا الكلام، مذ كنت جنينا في رحم الغيب، لا تملكين غير ذاكرة صغيرة لكنها غنية، ومشهد صراخ وأيدي تجرك للعب جرا.
كل هذا و أقل، كفيل بأن يجعلك تقفين هذه الوقفة، هي نفسها قد وقفها قبلك كثيرون، يبحثون ويبحثون، عن الحرية وقفها عظمة، وعن وطن وقفها توتو، وعن حبيبة يدفع بيها الشجن وقفها بازرعة، وعن الصمود وقفها ليونيداس، وللصحبة وقفها الصديق أبوبكر، وطردا للمنافي وقفها مصطفي، ولإرساء حقيقة وقفها محمود و عبدالخالق، وعن إحقاق حق وقفها المختار، و بحثا عن لحن وقفها وردي، وعن وعن وعن . . .
ويطول الوقوف ويطول البحث في حياة تمضي ولا نترك فيها غير الأثر !
*الصورة لطفلة يوم العيد بممشي ساحة مسجد قباء بالمدينة المنورة لساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام.
البلد
السعودية
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.