أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
عقيل هاشم الزبيدي
الميلاد
Oct 10, 1960
(العمر: 64)
نموذج من كتاباتك
قصة قصيرة جداً:رسائل البحر
تتقاطر أعوام العمر كحبات مسبحة (تك-تك)،- وأمام وهج المرآة البلورية ينبت الشيب مسرعا فوق هامتي ،قد أتناسى ألوان سراويل وقبعات الرأس ومعاطف الشتاء وبساطيل الجنود القديمة ، فاغرة تستقبل وتودع الأقدام المهروشة، وصور المعارك من مسرح لوحات الحياةلاكن من ينسى هول الفجيعة ،وصراخ من يختنق بها ،حكايات الشتاء سمر مجنون وأزميل يفضي إلى أزميل أخر يدق حافته المسننة في نحافة ذاكرتي الواهنة ،أما رأسها المستدق يقذف إلى الخلف ليمزق هول الفجيعة و بنفس همة استذكار فراستها في ذاكرة الزمن المليء بالأسى،ذالك الملاذ ابيض كالكفن يدون حشرجات لهاث الموتى الأخيرة وهم يسحلون إلى مخادع مهيأة لاستقبالهم ولاكن بدون إقامة مراسيم الموت ألبته! في عربات النقل الطويلة حين يجلسك القدر القرفصاءلايام إلى جانب الموتى---!تملي على ذاكرتك عنوانين رسائل الجند المعدومين وتعيش قصص رسائلهم المتبادلة والتي لايعرف خسارتهم للحياة سوى الملائكة والقدر وكلاب الليل الهاربة من جنون تلك الصرخات الملعونة في خنادق الموت في ليل مجنون!
دقات قوية ومتسارعة على بابي الخارجي ، الوقت متأخرا جدا ،يرجع الصفيح تلك الدقات بوجع ،استيقظ في ليل شتوي الهث إلى الباب ،ياترى من القادم ؟ تنتشلني من ذاكرة
الصمت الطاحن، تكتكات الساعة المعلقة على الحائط (تك-تك) تعلن نهاية وصول المؤشر إلى مكان انطلاقه،-لغط يلف المكان،رهط من حركات الأقدام تسير بعجالة إلى الإمام والى الخلف ،بأعلى صوتي ،من القادم ؟---الصوت المرتد لازال يرن في بالي بفتور ثم مايلبث أن يتسارع -؟ (تك-تك)-(تاك-تاك)أ الزقاق يضج بالمارة الأشباح،أصوات البساطيل ذاتها ،لازلت اعرفها تلك المسيرة المنضبطة تذكرني بحاملي نبا الأموات ليلا من الجبهة،أيام الهجوم على القطعات -وفرق الإعدامات تسير خلفهم بتؤدة تتصيد من يرجع خائفا لتحتضنه بوابل من الطلقات الساخنة الرحومة ،فيتقاسم وهج الفجر حمرته من حمرة دمهم القاني ،فأسرع إليهم أتفحصهم واجلب ماتيسر في جيوبهم من صور حبيباتهم ورسائلهم إلى ذويهم ،كي احملها أمانة إلى ذويهم بعد دفنهم في مكان ما --- ؟وكأني أخذت تلك المهنة من أبي ،يحرقني الحزن في أعماقي -أحسه ثقيلا إلى حد الإعياء -شيء ما يمعنعني من فتح باب الصفيح، راسي يدور ويتصاعد القيء إلى قمة راسي ---!عرقي المتفصد يثير في شيء من القرف -اهرب إلى الباب الخارجي محاولا فتحه ،ثم أعود أدراجي،شيء ما يمنعني من ذلك ! ---تقابلني ظلال مشرعة من الجنون بلا انتهاء ---فاصرخ، من هناك ؟
يأتي الصدى المفزع - وادخل من جديد وحيدا في تلك اللعبة ،اهوي إلى مخبأ أسفل الدار ،قبو رطب تحيطه قاذورات القوارض ،وبعيون بليدة بت أتفحص خزانة أبي -اعبث بترباسها المحكم-كي استعجله للدفاع عن مخاوفي ؟أتذكر ه جيدا كان يحوي على مسدس برونيك فضي محشو قصير الماسورة وعدد من الرصاصات ، كان أبي قد امتلكه عهدة أيام خدمة العلم زمن الملك ،- وعدد كبير من رسائل الجند المتوفون وقد ضجت خاصرة الخزانة بها ،في الليل كان يهوى إليها فيقراها مرات كثير ويجهش بالبكاء بعد أن يكون قد افرغ قيء من جوفه ،كان يخفيها عن عيوننا -فيغط بنومة لايبرح منها ألبته-تلك عادة أخذتها عن أبي !أتقدم نحو النافذة تلفني حدة الإحباط المتنامي من حولي ،-اتامل الطريق الممتد نحو الزقاق-!-الصمت يتخلل كل شيء ثم لايبرح أن يعاود ثانية - على عجل تركت يداي تعبث بضلفة الخزانة-أحرك عيني وأحاول أن أمدها بين مسافات رقمه السري ،أحاول جاهدا تذكر تلك الأرقام اللعينة ، رقمه السري والذي يذكرني بليلة سقوط بغداد تماما على يد هولاكو ؟-لحظة وقد انفض غطاءه من الأعلى وتهادى إلى الخلف تسنده أضلاع البلاط اللامعة،عيناي تتقافزان كي تلمم محتوياته مجددا ،داخل الصندوق عيون أبي تعمدني بالحنين إلى أيام خلت - يجمعني به بين الحلم وضياع الذكرى ،-يوصيني بعدم قرأتها أبدا،خوفا أن يتلبسني جنون الرسائل ؟،ضاع كل شيء عيناني تدمعان ،الحزن والقلق يأخذني وتموت الكلمات في صدري ،لازالت طبول الصحو تضرب في الفضاء -أصوات حركة المسير المنضبطة ذاتها،-تسقط يداي على مظروف اصفر ضخم ،وفي الأخرى على عتلة المسدس القديم ،شعار الملكية مطموغ على جانبه --- رسائل الجند المجهولين في المعارك -ق14 الفوج 4-سرية 3)----اجمع نفسي وابقي في عنادي في السير إلى الكشف عنها إلى النهاية ؟ (أمي العزيزة)-
عندما تصلك هذه الرسالة سأكون مع أبي في السماء -أمي الحبيبة لاتحزني لان الله معنا -!أمي العزيزة -خذي مسبحتي للذكرى ---أنا أسال الغفران ممن سببت لهم الأذى -وأخيرا اقبل الجميع وقبل كل شيء أتمنى لك طول العمر!
حبيتي (زوجتي العزيزة )-
اشعر بالهدوء ألان-لأني استطيع الموت بعد أن تركت لك عشا بني لأجلك ،صغيرا لكنه يعود لك وتستطعين أن تقضي حياتك تحت سقفك دون الاتكال على أي كان -رغبتي الأخيرة ألا تعيشي وحدك -هذا أمر صعب عليك ،ولكنك حرة في اختيار الشخص الذي ترغبين ---بإمكانك بيع الأثاث والعودة إلى اهلك --
حبيتي الغالية--
(لقد وقعت الواقعة -والشكوى عبث -مات ناس كثيرون ويجب أن أموت أنا أيضا فلست أفضل منهم -إنا ألان أتقدم إلى منصة الإعدام - ‘طال وقوفي أمام الكلمات الأخيرة عاجز عن النفاذ منها ،أناملي النحيلة تلكز المظروف بكسل لتعيدها إلى مكانها ،كدت ا توسل الظلال المرسومة على الجدار،كانت على هيئة هياكل ضخمة مدججة بالحراب ،مواكب من الضجيج -،دعوني اذهب ،قلتها :مرتعد! الضجيج يفزعني يجعلني استوطن الوقف على هيئة صليب ،بانتظار غرس الحراب في فروة جلدي البض ،وبعد صمت ،صوت يتناهى إلى سمعي قف إلى الخلف !-توالت على ذاكرتي الصور كشريط سيمي
خطت ،اخبط بحذائي وجه الأرض متعثرا بعنف حصى القبو ،سحبت نفسا عميقا جدا ودون أن التفت إلى الوراء-ولكن نظراتي وجسدي يغوص تدريجيا بجوف من لجة صليل الحراب،نهار جديد يتزحلق في حضن القبو،وأخبار عن قتلي تطفو كالمطر لتغرق صدور والرسائل--؟
البلد
العراق
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.