أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
عبدالباقي قربوعة
روائي وقاص جزائري له عدة مؤلفات منها: "التربية مفهوم وعمل"، و"احتراق الألوان" مجموعة قصصية. و"مضغة النار" رواية. و"زغب الخوخ" رواية. "ودفء معطفها" رواية. و"رقصة السلو" رواية. حاصل على عدة جوائز وطنية كثيرة أهمها: جائزة محمد العيد آل خليفة، وجائزة معهد البحوث التاريخية في أدب الثورة.
يجد العابرون رهبة عظيمة أن يجلسوا هنا، فالمكان صار له وحده.! لا يريد أن يريح هيكلا متعبا كما ينوي الآخرون، إنما يريد أن يريح ما يحمل هيكله المستريح جدا!
هو مصر أن الأشجار المحيطة به مثمرة رغم الشوك الذي يبرز كالدبابيس.! شمسه تبزغ كل غروب، وتغرب كل فجر ويبدو له النهار فيما بعد ليلا حالكا.!
انفتاح النافذة يُخلج كل أعضائه، يغير من وضعية رجليه، يمسح وجهه، يرفع يديه كأنما قد طلت عليه ليلة القدر، أزيز الشباك كبوق الباخرة يشهر الإبحار، يتفقد جلسته، يضم رجليه إلى بعضهما، يخرج قطعـة قماش فيلمع حذاءه، يُبعد قليلا من القش في محيطه، ثم يتفقد ما حوله يتأكد من نقاء المكان، ينفض كتفيه من الغبار، يطلق بعضا من شعره على حاجبيه ثم يحمل ذقنه فوق إبهامه، ويمضي بأسنانه يلوك ظفر سبابته، كيف ما يشتهي بدّلت شكل الستار، غيرت وضع المزهرية، أشعلت عود البخور، الشريط خلفها شريطان: واحد يرتل مشتهاه، والآخر يعلن وسطها الراقص تحت خيوط حزامها الملون، شعرها لابد كالسحاب يخبئ المطر والربيع، بينه وبينها تغرد العصافير تعلن بدء العمر.! العطر رائج متوهج يشبه النار يأكل نبضه، ويُفحّم النخاع في عظامه، كان يقولها دائما:
- هي الحياة واحدة كما الموت واحدة.!
وتسأله القيامة في ساعته:
- كم لبثت قرب النافذة؟
يقول: ساعة أو بعض ساعة.! ويُقلبه الشوق ذات اليمين وذات اليسار، وقلبه باسط خفقه كالوليد! ويسألها:
- آه لو اطلعت لملئت مني سلاما وحنينا.!
البلد
الجزائر
Gender
Male
Occupation
مشرف رئيس للتربية متقاعد.
المتابِعون
هذا الموقع يعتمد على ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماته، الاستمرار في تصفح الموقع يعني موافقتك على استخدام هذه الملفات.