رأى خوسي ساراماغو، فيما يرى النائم، أنه يجلس في قاعة الانتظار، في عيادة الدكتورة آدريانا مونيز، في العمارة رقم 5، بشارع فيريرا، في مدينة لشبونة.
كان هناك أكثر من خمسة عشر شخصا، ينتظرون دورهم لرؤية الطبيبة.
كانت المكلفة بالاستقبال امرأة شابة، ذات ابتسامة خلابة. لم يكن خوسي ساراماغو يعرف اسمها، فقرر مع نفسه أن يسميها فابيانا.
بالقرب من فابيانا، على المنضدة الدائرية، كانت هناك لوحة سوداء، كُتب عليها بحروف بيضاء كبيرة:
"عيادتنا هذه هي الوحيدة التي تَقبل الأوراق المالية المزورة والشيكات دون رصيد."
أما مكتب الطبيبة، فقد كُتبت على بابه المعادلة الفيزيائية الشهيرة : E=MC2.
قرب النافذة المطلة على الشارع، كانت هناك صورة كبيرة بالأبيض والأسود، للممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، في إطار خشبي نفيس. كان الجزء الأكبر من صدرها النافر مكشوفا، وكانت تضغط على شفتها السفلى بأسنانها البراقة، بكيفية شديدة الإثارة.
عن يمين فابيانا الحسناء، كان هناك ببغاء بألوان زاهية، داخل قفص كبير.
وكلما جاء دورُ أحدهم لرؤية الطبيبة، ناداه ذلك الببغاء باسمه الكامل.
أحد زبائن العيادة كان مرفوقا بقرد من فصيلة الماكاك. كان ذلك القرد يرتدي لباس الجودو، ويضع حزاماً أسود، وكان يقوم بحركات وإشارات جنسية كلما التقت نظراته بنظرات فابيانا.
كان خوسي ساراماغو قد نسي السبب الذي جعله يأتي لرؤية الدكتورة آدريانا مونيز. وحين سمع الببغاء يدعوه باسمه، بعد انتظار طويل نسبيا، نهض متوجها نحو فابيانا، المكلفة بالاستقبال، ففوجئ بأن مونيكا بيلوتشي هي التي صارت تجلس في ذلك المكان.
هز الكاتب المسن كتفيه بلامبالاة وهو يدلف إلى مكتب الطبيبة. ولم يكن قد تذكر بعد سبب مجيئه لتلك العيادة.
---------------------------------------------------------------
(من كتابي: النمر العاشب)
كان هناك أكثر من خمسة عشر شخصا، ينتظرون دورهم لرؤية الطبيبة.
كانت المكلفة بالاستقبال امرأة شابة، ذات ابتسامة خلابة. لم يكن خوسي ساراماغو يعرف اسمها، فقرر مع نفسه أن يسميها فابيانا.
بالقرب من فابيانا، على المنضدة الدائرية، كانت هناك لوحة سوداء، كُتب عليها بحروف بيضاء كبيرة:
"عيادتنا هذه هي الوحيدة التي تَقبل الأوراق المالية المزورة والشيكات دون رصيد."
أما مكتب الطبيبة، فقد كُتبت على بابه المعادلة الفيزيائية الشهيرة : E=MC2.
قرب النافذة المطلة على الشارع، كانت هناك صورة كبيرة بالأبيض والأسود، للممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي، في إطار خشبي نفيس. كان الجزء الأكبر من صدرها النافر مكشوفا، وكانت تضغط على شفتها السفلى بأسنانها البراقة، بكيفية شديدة الإثارة.
عن يمين فابيانا الحسناء، كان هناك ببغاء بألوان زاهية، داخل قفص كبير.
وكلما جاء دورُ أحدهم لرؤية الطبيبة، ناداه ذلك الببغاء باسمه الكامل.
أحد زبائن العيادة كان مرفوقا بقرد من فصيلة الماكاك. كان ذلك القرد يرتدي لباس الجودو، ويضع حزاماً أسود، وكان يقوم بحركات وإشارات جنسية كلما التقت نظراته بنظرات فابيانا.
كان خوسي ساراماغو قد نسي السبب الذي جعله يأتي لرؤية الدكتورة آدريانا مونيز. وحين سمع الببغاء يدعوه باسمه، بعد انتظار طويل نسبيا، نهض متوجها نحو فابيانا، المكلفة بالاستقبال، ففوجئ بأن مونيكا بيلوتشي هي التي صارت تجلس في ذلك المكان.
هز الكاتب المسن كتفيه بلامبالاة وهو يدلف إلى مكتب الطبيبة. ولم يكن قد تذكر بعد سبب مجيئه لتلك العيادة.
---------------------------------------------------------------
(من كتابي: النمر العاشب)