خفيفا كجسم البداهة
أبت إلى النهر
أمتشق الكلمات الحديدات
أبحث عن خضرة العتَبات التي اندلقت
في الضفاف
أهيئ من جسد الطين
فاكهة الأنبياء
أزوج هاجرة اليوم بالانتماء
إلى حجر صائل في الظهيرة
يمتح من شغب الطير
عذقا وثيرا
يسميه بحبوحة العصر
إني أبارك رف اليمام
على الطرق المستحيلة
أفتح نافذة
وأرسم في...
مبعثر
كالدقيق في حقل من الشوك
في جهات السؤال
فما لم تَجْتَمِعْ في كُلِّكَ
لن تصل
لا إلى إليك
و لا إلى جزئك الصغير
في نظرتك
تبقى مبعثرا كالنجوم فوقك
فيّك من يصرخ كالرعد
من يبكي كالمطر
من يغني كالصباح
من يضحك كشلال ماء
من يئن كالبحر في منتصف الليل
فيك من يصمت كالكون
تعددتَ في واحد
هو أنت
أنت...
كراكيب مغطاه بالسكر
وهم هذه الأرض
وصفير التوجس الذي يكسو انتصاراتنا
فزاعات تطرد الغفو
أحب الألوان الشمعية
تلك التي لا تمحوها الأصوات العالية
ولا يكتنزها سكون العابرين
هذه الصناديق المغبرة وهم
في داخلها زرع الليل قلبه
ودفنه في عيوننا
لا أملك الكثير لأقوله الآن
إلا بعض الهزائم
المباني التي وقعت...
(العالم نصفه فجيعة
والنصف الآخر منه ملهاة
ترشو الألم بالضحك)
أن تكون بشراً
تلك المحنة الكبرى
والشدّة التي تتعالى
على الزوال
أنا نطفة مجهولة
حملتني الأرض
ثم أطلقتني
إلى الصراخ
الصراخ
صدى
الرغبة
أنا نجمة ضالة
آوتها الأرض
وألقت عليها الأسمال
أنا
أثر
على...
لمْ يَعُد لي سواكْ
ربما كان لابد لي أن أطوفَ جميعَ الربوعِ
لأعلم أني خُلقت لأجلكِ
قُومي لنشكر هذي الجموعَ
فقد جرَّدوني إليكِ
وقد صحّحوا لي هواكْ...
أنتِ كل القصيدةِ
تلك التي كنتِ منها تغارينَ
تستفسرينَ
لِمنْ هذهِ..؟؟
من غزالُكَ..
من طلعة البدرِ..
ما جُرعة النورِ
ما الوجدُ
ما الوصلُ...
سوف أمكث في جسدي
بعد ذاك آخذ داليتي وأغادر
لن أكتفي بالسبيل الحديثة
لن أتبع النخل حتى مساقطه...
في السنين التي سبقت أبْجدياتنا
قد فتحنا النوافذ للروح
والطير كانت ترى في البيوت
مفاخرها الدنيوية
ثم إذا العيد لاحت بيارقه
أقبل الغيم وهْو يسلسل تحت سرادقه
نزوات المدى
ويعيد إلى الأرض طين بكارتها...
وحيدة أتجوّل في الخلايا
نثار العصور لا يشغلني
ثمّة من يزيل القشرة عن القشرة
فتنبض حشرات العقل
في الشطر الأخير من قراءة العتمة
حيث "بورخيس"
حافيّ القدمين
يرقص فوق نافورة
لا لينفيّ المركز
بل ليشرحه.
للبصيرة مطرها أيضاً:
متكوّمٌ في الأعلى
مطر البصيرة
كحساء تعدّه الملائكة
لطفلة عمياء
يسقط كلّ ليلة...
لا تقتربوا كثيرا من نصوصي في الليل.
إنها مسكونة بالأشباح الشريرة.
بريش حمامة مكسورة الخاطر.
بإيقاع الموتى في قاع الجحيم.
ببنادق تنبح طوال الليل.
تنادي جنودا ماتوا مشنوقين
في حجرة النسيان المظلمة.
بزئير شعراء ماتوا مختنقين في خرم الإبرة.
لا تقتربوا كثيرا من نصوصي في العتمة.
أنا ملعون...
الى عمر
من وضع كفي قسما على الكتاب
إلى سعود وشلة طفولة الماء
"الصداقة هي تجانس الأرواح"
( الكوين )
" ليكبر الطفل تلزم قرية بكاملها "
( مثل افريقي )
"كتاب جيد هو صديق جيد "
(جاك هنري برناردن دو سان بيير)
البحر ازرق
كتمرد زمرد زمن طفولي
عصي على التصنيف
حصيف الطوية جلي المعاني
في...
(1)
أرى البُحيرات تحوّلت إلى عيونٍ
والعيون إلى حدائق منتشيةً في الأزهار
أكتوبر :
أنا مثل هواءٍ
يهزجُ معي الشجرُ
أنا مثل شفقٍ
يأخذني المساءُ إلى خمّارةٍ
أو تأخذني الأسماءُ
إلى وجهٍ
أتفقّدهُ في صدأ الأسماءِ
أيّها الفصل الأُبهةُ
يدٌ أم قدمُ
بأيّهما يركضُ نحوي الموتُ؟
صلابةٌ
كدتُ أُخطئُ...
يتهمونك ياحبيبتى ..
بالبوار
ويوصدون فى وجهك ..
أبواب النهار
ويصبغون جدائل شعرك الأشقر ..
المسافر فى كل الدنيا
وفى لون ..
سنابل القمح ..
بالأحبار
وحين يسقط فى أيديهم
حصاد آخر العام
تقام الزينات ..
وعرس الأفراح
تدور الكأس
ويصابون بالدوار
ويكثر الصغار
وحين تنضب أيديهم
يعودون لإتهامك...
لو أفقدُ ذاكرتي
وأنسى لغتي
ولا التقي بمن يلوذ بكِ
وأن يتغيرَ شكل السّماء
وطعم الهواء
وشكل الماء
وتختفي العطور
وترحل الطّيور
ويتصدع المطر
ويتنكر الشّجر
ويتوارى عني الضّوء
وأن تشرق الشّمس من غير مكانٍ
وتبتلع الأرض البحار
ولا يبقى غير الموت
يعاشرني ..
وعلى الليل
ألَّا يحتكّ بي
وكذا النّهار . ...
سلمتُ عليك البارحة
ويلزمك الآن الوقت
لتحديد متاهك
تنشأ في راحتك الواحات بفتنتها
والغابات تثير مراجعك الأزلية
وأنا لم ألبس قانون الفيضان
كما ساد الظن
ولم أعبر طرق التؤدةْ
آنسني أني في أرقي
أنحاز إلى الحجر البكْر
أداعب فيه عراجين القارات الخمس
وأعفي كل غدير دمث
من أسئلتي
حتى تحضرني كاملةً
أتذكر...