أيها السودان
أيها المارد الذي فقد وزنه
ايها المرأة التي تفقس وتبيض كلابا
أيها الحداد الذي يطرق الرؤوس مع بعضها حتى تنفجر
ايها المنسي كتاريخ افريقيا
أيها الحار كالانتقام
النبيل كطعنة في قلب طاغية
ايها البسيط كضحكة مراهقة دغدتها مغازلة
أيها الساخر كشاعر مفطور القلب
أيها البارد كاصابع ارملة
أيها...
يطل من شباك الحديقة
ذاك العجوز
صاحب النظارات السميكة
والعينين الغائمتين
والفم المليء بالضباب والشتيمة.
صاحب الوجه المسرحي الساخر
القامة الأبدية التي لا تنحني
يحمل سيجارا فخما بين أصابعه
ويفكر في قتل المزيد من الرهائن
يفكر في سرقة أجنحة النور
في طرد الشمس من غابة الشعراء
إخفاء الرب في معطفه...
غادتي ....
لطفاً ؛ غزلاً وليس شعرا
في حقل شروقاتك الصامتة
ضمير الجمال أزهر مفناطيسات فواحة
لا لوم على نظرات مكبلة بالسحر
الأقداح ودافقات الخمور أمامها
ولا تستطيع التمشي في جنة الثمل
كيف أغني للأشجار ؟
أنا ما سألت ولكن طيري سأل
أتجهلين الجواب يا آسرة ؟
يقول الشعر كل قلب في الأنغام...
انطفأت شَمْس المدينة
توهجتْ شمْس الخضرة
في ابتسامةٍ على الباب
في أغصان تتفرغ
في فضاء لا يتوقف.
على اليمين
ينبوع يتدفق بين الصخور
منظره روى ظمأي.
أمام بيت خشبي
يرتفع بين الأشجار
آلهة أحيلت إلى التقاعد
تنتصب بعيون تدمع خلف النوافد
ورأيت إلهاً يضغط بيده على العكاز
كما لو أنه يتحكم بالنسغ.
كانت...
نشرب ونبكي
على موتانا الجدد
العائدين من المقابر
في شكل فراشات
تشربنا كلمات الوداع
يشربنا أخطبوط القلق
بينما الفراغ
هندي أحمر
يطلق الرصاص في الهواء
أيتها النجمة المتوهجة
لا تذهبي بعيدا
بصري قيد الإنطفاء
وصديقي عيناه المكعبتان
مليئتان بالحيرة والقذى
والعتمة تحمل فأسا حادا
فوق رأسي المهوشة
السكارى...
لا تسألني
كان دخاناً وكان مهولا
لكنه ليس من نسل النار
لقيط ؛ لا بحر له ولا ضفاف
جاء مجهولاً ورحل مجهولا
ازدحم الصمت في الحدقات
لأن عواصفك بلا مصباح
لن تعثر على قطعة الصوت الغريدة
انطفأ الشعر ؛ نامت القصائد
غرقت المدينة في الهواء العميق
وما بالليل حيلة
عتمة قانية وضباب مسحور...
عزّ الرجال فليس في
كل المدى غير الزبد
عزّ الرجال فليس في
أمم المذلة من أحد
في كل شبر دولة
وشعوب نمل لا تعد
كالرمل تنثره الرياح
كمثل بركان خمد
في كل واد معبد
أصنام قهر تستبد
الذل أصبح قبلة
والكل يتبع ما عبد
فإذا دعوت إلى الجهاد
فلا مجيب ولا مدد
كيف الجبال تبخرت
والجمر فيكم قد برد
كيف...
لا أحد فكَّرَ
تملَّى
أو تمعنَ
فجاءت النار تحرقُ الشجر
تجفف في أعين السماء المطر
لا أحد فكر
كنا نقول
للأرض رب يحميها
ولنا ان نختار
ما يسمح به
القدر
فاخترنا الحلم في حقول الكوابيس
قالوا "غرسوا فأكلنا..."
كانوا حكماء طيبين
فغرسنا ناطحات سحاب
أدمينا الغيم
فجف ضرع السماء
لاشيء في الصحون على...