د. سليمة مسعودي

وحدي أحاور في الدجى مرآتي.. وأفك لغز الصمت في خلواتي جيش من الأفكار يزرع حيرتي .. فتضيع في قلب المساء أناتي وحدي ولست معي.. كأي غرببة عني..و لست قريبة من ذاتي تنأى وتبعد في قرار غائر وكأنها لا تنتمي لحياتي... ذات تلبسها سكون غامض ليست أنا..ليست هنا ..لحظاتي وهي التي كانت كمهرة قلبها وغزالة...
بكل مرارة الأشواق.. سال الماء في قلبي.. كنهر في اتجاه الريح.. وعكس عقارب الساعات والتوقيت... كمنفى في مدار التيه تسبقني إليك خطاي.. وتسبقني إليك رؤاي.. نباتا من ربيع القلب...منكسرا على ظمأ.. كطفلة عيدها النبوي ..أعيد إلي إيقاعي...أعطر فجري المجنون بماء الخفق سر الخطوة الأولى..إليك..إلي...
من داخل الطبيعة الإنسانية الأكثر حساسية وإرهافا، من قلب الشاعر يصاعد الشعر ليقدم للبشرية نوعا من المعرفة التي تتراوح بين عالم الإلهي وعالم الطبيعة، فتقدم لنا عوالم الكائن الإنساني الذي ينتمي إليهما معا، ليحقق خصوصيته ككائن مرهف الإحساس، عالي الشعور، متقدة البصيرة، قوي الإرادة، لذلك كان النص...
وهي تسرح بروحي.. في بحرك البعيد.. الليل مدجج بالظلمة.. و الغياب.. ووحدي أرتق للذكرى ثوبها الوحيد.. و الأشرعة كلها ممزقة.. والشواطئ لا تؤدي.. لا تنتظر مني أن أمتلئ بك.. يا زمن الشعر الفائض في.. فقلبي متصدع كثيرا.. لا يقوى على الإبحار.. في مدك الكبير.. وليس لي.. في ظمأ الوقت والمسافة.. غير أن...
تتمدد ذاكرتي في نبض الآن..و ما كان من الماضي..أو ما يحمله الآتي ..فأراه... ما أبعد ما نطلب ..نستجدي..من هبة النسيان..! يا مرآة النهر المتجمد..قد فاض بماء عذوبته...بردا وصقيعا قاسي القلب... يا ظمأ الروح إليك..و قد جفت خطوات الدرب... سأعود لأغسل قلبي ..من شوق ودم .. يغشى كالظلماء سماه.. ما...
يا روح الروح.....وملح الدمع يمزق كل خلايانا.. يا حزن الفرح الطفل الغائر سكينا في القلب. يا وجعا ما كان لنا أن نتحمل قسوته ... كم أنهكت حنايانا.. !! ماذا ترك الموت لنا..لنودع فيه ضحايانا...! يا روح الروح وقلب القلب...... وزهرة عمر وارفة في شجر الحب.. كم كانت تعبق أيامي...فرحا..و هياما...
عشاني الأخير... وتصاعد الروح في ملكوت الضياء .. تغادر ليل الوحوش البهيم... تغدر عالم أوثانهم..كذبهم، ..ظلمهم ، كيدهم... وكل حياة هنالك في كوكب الأرض.. رجس..وباء.. وعيش سقيم.. تغادر أرواحنا بعد هذا العشاء الأخير... إلى المستقر الأخير.. ولا نفس بعدها في حياة تبيد معاني الحياة.. وتكفر...
في خريف سبتمبر.. أنشودة تتلبس لحظاتنا.. مع كل لفحة شوق تصيبنا بارتعاش المسافات.. مستحيلا ممتدا في تشذر الروح.. وتمددها على قامة الهواء اهتزازا من أثر الحنين..... النص : سأغمض عيني.. و أمضي.. بعيدا.. بعيدا.. هناك.. ستأخذني أيها الناي فيك.. رذاذ المساءات في شجر الروح.. ذبذبة لحفيف الوريقات...
لم يعد للحظة من معنى.. أكثر من هذا الظمأ الذي يطال عروق الوقت.. و ينسج أنشوطته حول ما كنا نحلم به..و نؤجله باستمرار.. ما كنا نريده..لكننا نخافه..و نرهبه.. كلما اقتربنا منه انتابتنا قشعريرة الصمت... و حلق فوقنا طائر الخوف و الهلاك.. أيها الظمأ الذي يشبه الشتاء العاري.. و خيوط العنكبوت الواهية في...
كم فيك ضاعت.. كل خطواتي إليك.. ترددا.. و تبعثرا.. خجلا.. يخط الحرف .. يمحوه.. و يمسح دمعة في الخد..! ترتبك المعاني بين هذا القلب.. بين حيائه.. و تضييع... و كم أنا....! كم أنت تدري ماذا تعني وحشة الروح التي.. هي بيننا..! كم ذاهب في صمته حزن يغلف لحظة الفرح الجميل.. توحدٌ بالجرح و النيران ما...
مساء الخير .. أيها الحريق الذي يشتد ضراوة في القلب. أيتها الانهيارات التي كسرت ظهري. أيتها العشبة الأزلية للفناء يا ومضة الربيع الأخيرة.. وزمهرير وقتنا المرير .. عندما يحدث الموت الكبير الكثير.. كيف لشمس ما أن تهب من جهة الصقيع... لتبعث الدفء في أوصال .. مهترئة.. فقدت حرارة الحياة..في...
مثل ليل القوافل سرنا على أفق الروح..نحلم بالحلم.. أبعد من أمسنا كان هذا الطريق.. و أروع من جنة الخلد..كان يزخرف بلورنا المتألق في القلب.. يسكننا زرقة البحر.. يفتحنا باتجاه السماء.. أيهذا الهدوء الذي يسكن القلب عند المساء. أعدنا إلى موطن الجرح.. تلك الطلول القديمة..برزخ أشواقنا النائمة.. في هبوب...
عميقة هذه الموسيقى.. وهي تسرح بروحي.. في بحرك البعيد.. الليل مدجج بالظلمة.. و الغياب.. ووحدي أرتق للذكرى ثوبها الوحيد.. و الأشرعة كلها ممزقة.. والشواطئ لا تؤدي.. لا تنتظر مني أن أمتلئ بك.. يا زمن الشعر الفائض في.. فقلبي متصدع كثيرا.. لا يقوى على الإبحار.. في مدك الكبير.. وليس لي.. في ظمأ...
أتأمل ظلي في المرآة.. فأراه.. لا أدري كيف أسميه.. هذا المتلبس روحي.. نبضا يفجؤني.. و اللحن خريفي الإيقاع.. يا منحدرا نحو الموت.. كم مختلف هذا الصمت..! و كل هدوء يعروني في حضرته.. من أثر البرد.. ما أوجع أن نبلغ فينا خاتمة الرحلة.. أقصى معراج الوجد...! تتوقف فينا الخطوات.. تتغير ألوان الطيف ...
كخيبات العائدين بهزائمهم.. أرسم الليل وحيدا .. هذا الليل.. وخاليا منك.. ومني.. ومن روح اكتسحها مد الخراب ونجت بأعجوبة.. لم يعد مكان سوى للفراغ المهول.. أعيد فيه ترتيب ذاتي.. بتدرج مغر للأولويات.. أنا.. أنا... أنا.. لكن الأنت ترفض المغادرة.. أيها اللجوج.. كان الصمت ميثاقا بيننا.. لكنه تحول فجأة...

هذا الملف

نصوص
64
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى