د. سليمة مسعودي - مرآة النهر المتجمد

تتمدد ذاكرتي في نبض الآن..و ما كان من الماضي..أو ما يحمله الآتي ..فأراه...
ما أبعد ما نطلب ..نستجدي..من هبة النسيان..!
يا مرآة النهر المتجمد..قد فاض بماء عذوبته...بردا وصقيعا قاسي القلب...
يا ظمأ الروح إليك..و قد جفت خطوات الدرب...
سأعود لأغسل قلبي ..من شوق ودم ..
يغشى كالظلماء سماه..
ما أقسى ما احتمل القلب من الصلب على أعجاز هزائمه..!
تساقط خيبات الذكرى..واحدة تلو الأخرى..
لتؤكد ما اقترف الخذلان.....
كم عاث فسادا.....لم يرحم !
ما أوجع هذا الدرب يعود ..و ما ...!
ياااه..كم صارت تهرب مني الكلمات.. !
فلا ألفي في كل معاجمها
ما يصف الموت..ال..يجتاح القلب...
هل فينا من واجه روح الموت وعاد ليحكي قصته..وكيف رأى صورته ؟!
هل فينا من غامر صوب الأعماق الغامضة المجهولة في أقصى منطقة للروح ..
وأوقد منها موسيقى يائسة باردة.. تصاعد مثل زفير التعب المضني. وتجلي ما أورق في مشرقها من زهر ربيع بري..
وتساقط في مغربها أوراق خريف منسي.. ؟؟
ورأى السر الأكبر..يتلو طقس الغربة والمنفى...
و رأى....كيف تخط له سيرته في كتب الغيب...
لتكتمل الرؤية والرؤيا...
ها عاد يقلب في الكلمات حقيقته..
و في شغف يقرأ.ما خطته قصيدته..
كم كنا نبحث عنا فيما تخفيه الكلمات...
ونحس وراء الإيقاع.. بما يجتاح القلب من الأسئلة الحيرى.
ماذا ..كيف..لماذا ..إلى أين..متى؟!
ما جدوى أسئلة..و إجابات..
جاءت بعد مواسمها كذئاب جوعى ترعى قطعان الذكرى.. ؟!
ها نحن نخاتل صمتا.. ما أكثر ما قال ودل..!
أكثر مما قالته..قصائدنا في لحظتها القصوى..
و هناك وراء تخوم قصائدنا..ما زال السر هيولى..لم تتشكل بعد..
غبار التكوين الأول نحن وما وسع القلب... سديم بدايتنا...
حتى حين اجتاح الموت برارينا..
واحترق الغاب..رأيناه...
كم كان جميلا..ما كان. !
و كم أوجعنا فيه غريبا..
لم يرحم فينا مدا أو جزرا...أغرق كل مراكبنا في كف الريح..
.لم يرحم نارا ورمادا..ورمى وهج الجمرات بقلب الريح
لم يرحم ما يتدفق من شك ويقين.... لا..
لم يرحم يتما..شاب القلب ....و لا... ..
لكن...كم وضاع وضيعنا فيه..!
كم تهنا عبر أقاصيه...!
وما زلنا..نركض في منفاه. بلا جهة..
الأكثر وجعا..هذي العتمة..تغرز خنجرها في القلب...
قبل عام...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى