الاغتيالات ليست من ممارسات الدول.. وإنما من سياسات العصابات، هذه واحدة "لا ينتطح فيها عنزان"
أما الأخرى فهي أنني لم يصدر مني أية شماتة لا في مقتل نصر الله ولا في غيره بل إنني أدنت شماتة بعض منتسبي "الإسلام السياسي" في وفاة خصومهم السياسيين أو الشماتة في اعتقالهم وإيداعهم السجون.
عام 2008 قاد حزب...
وإذا عذتُ بربي..
من شيطاني الخنّاسْ
حبسونيْ.. سَألونيْ..
وأنا تَحتَ الرّكلِ وتحتَ الضّربْ
من تقصدُ يا بن الكلبْ؟!
قلتُ: الشّيطانُ الوسْوَاسْ
أمَروا الحُرَّاسْ
حملوني ـ إذ ذاك ـ لمولانا السّلطانْ
هَذا يَا مَوْلانا
رجلٌ يذكرُ مولانا وبسوءٍ
وأمامَ الناسْ
ولقد رَاعينَا فِيهِ.. مِيثاقَ حُقوقِ...
علامَ العِتابُ أنا ساكتٌ
وإنْ أطعموني لحومَ الكلابْ
أنا ساكتٌ ما شتكيتُ وإنْ
أكلتُ "الزبالة"َ مثلُ الذّبابْ
أنا ما ركبتُ عليكم بثورةٍ
أو عقيدٌ أتى بانقلابْ
أنا مَنْ تزوجَ أمِّي يَكنْ
أبي دونَ عقدٍ ودونَ كتابْ
أنا العربيُّ ومَنْ غيرُهُ
الذي يُستباحُ بغيرِ حِسابْ
محمود سلطان من قصيدة "علام العتاب"
يا أمةً هَجَرَتْ قُرآنَهَا فَغَدتْ
لا شيءَ يُذكرُ بينَ النّاسِ والأمَمِ
هلْ تعرفون مقامًا قَبلَ مَبعَثَهِ.. ؟!
كنتمْ حُفاةً بلا عِلمٍ ولا قلمِ
وتضربونَ رقابًا من ذَوَيْ رحمٍ
مِنْ أجلِ قطعةِ تمرٍ أو على لُقمِ
تقاتلونَ على شاةٍ إذا خُطفتْ
والرُّومُ إنْ شخطوا "بُستم" على "الجزمِ"...
علمتُ من "عمر" نجل الأستاذ نزار قباني، أن والده تعلم "الخط".. فكان يخطط اللافتات لجده الذي اعتمد عليه لعمل ذلك. وتعلم الرسم، والمفاجأة أنه درس الموسيقى والعزف على "الكمان" وعلى "العود".
المدهش.. هنا أنني مررت بذات المراحل التي مر بها الأستاذ نزار: تعلمت ـ في عمر مبكر ـ الرسم وأصول الخط العربي،...
كتبتُ القليلَ من الشّعر في "الغزل".. ربما لأني أدركتٌ مبكراً أن "المرأة " العربية ليست موضعاً للغزل.. ليس ـ ما معاذ الله ـ لأنها لا تستحق ذلك.. وإنما لأسباب أكثر إنسانية ونضالية تتقاطع عندها حقوقُها مع مآسي العالم العربيِّ البائسِ والمحطم.
المرأةٌ العربيةُ هي "معتقلةٌ" محتملة.. "سجينةٌ سياسية"...
شاهدوه يخرج فجرًا من داره في حارة برجوان، غادر مسجد السلطان حسن، يسوق بغلته محمَّلة بكومة من الكتب، استوقفوه عند باب زويلة.. استجوبه متولي الحسبة، أمَرهم بتفتيش متاعه، تحسسوا جيوب جلبابه ومعطفه، شخط فيهم:
ـــ أغبياء! .. أريد كتبه لا ماله.
رمقوه بدهشة:
ــ أكوام من الورق لا فائدة منها، إلا إذا...
-4-
رأى في المنام الخليفة سليمان بن عبد الملك، في حلة صفراء، ثم نزعها ولبس بدلها حلة خضراء، واعتمّ بعمامة خضراء، وجلس على فراش أخضر، وقد بسط ما حوله بالخضرة، ثم نظر في المرآة فأعجبه حسنه، وشمر عن ذراعيه وقال: أنا الملك الشاب.
نهض الشيخ من فراشه، هجر دفء الفراش واشتهاء أصغر زوجاته وأجملهن: اللهم...
لم أرَ جدي، مات قبل أن أولد، لكن سمعت أبي يقول: إنه لم يمتْ، ولقطع الطريق على تفشي فضيلة السؤال والحوار بين أبنائه.. أستدرك متسائلاً: كيف يموت من مسَّه قبسٌ من روح قدسية؟
ظلت صورة جدي في أذهاننا مبعثرة، تتقاذفها ريحٌ، شاء أبي دائمًا أن تظل تعصف بالصورة، فتبقى في التيه بعيدة عنّا، ويبقى أبي وحده...