محمود سلطان

أعلمُ أنَّهُ قضَاءٌ وقدرْ وكلُّ شئٍ في كِتَابٍ مُسْتَطَرْ لَكِنْ.. أنَا إنسَانْ! نَعمْ ـ أنَا ـ إنسَانْ ولستُ صَخرًا أو حَجَرْ فلا تُعاتبونيْ.. على انكِسَاريْ.. حَالَ خَاطِري انكَسَرْ لا ترشُقُوني نَظرَةً كالنّصلِ ذَبَّاحَهْ لدمَعتينِ تفضَحَاننيْ.. وعُيُنُ الحُزنِ فَضّاحَهْ إنْ غَيمَةً...
قَدَرَيْ يَا سَيّدتي أنّي فِي مَنطِقَةٍ المُخبِرُ يَعدلُ ـ مِنْ أتقَى رَجُلٍ فِيَنا ـ أَلفَاْ يَتَقَدّمَهَمْ شَرَفَا يَجري فِي شُريَانيْ مَجرَى الشّيطَانِ وَمَجرى الدّمْ مُختبئٌ فَوقَ لِسَانيْ.. يَنصُبُ أَكْمِنَةً بِينَ الأَسْنانِ وَبَينَ الفَمْ في مَحبَرَتي يَتَتبعُ هَمْهَمةَ الأقلامْ يُلْصقُ...
حتى وقت قريب، كنت لا أشعر بـ"الود" مع ما تُسمى "قصيدة النثر"، بطبيعتي يزعجني "زحمة" الصور في القصيدة العمودية.. تشعرني كأني استقل أتوبيس نقل عام: خنقة..عرق وزهق.. أنتظر بفارغ الصبر، أول عطفة لأقفز منه. فما بالي بقصيدة النثر، التي تُسَتفُ الصورُ فيها كما تُستفُ "أجولة" البطاطس في "شوّن "الغلال؟...
أنا تُصَاحِبُني الأفكَارُ والشَّغبُ مَا قِيمةُ النَّايَ إنْ لم يأتنا الطَّربُ وَجَدتُ للكَلِمَاتِ القَاسِيَاتِ صَدىً بينَ النّيَامِ وَلو مِنْ سوْطِهَا غَضبوا وَظِيفتي صُحفيٌ مُزعِجٌ وَبِهِ يَهْتزُ عَرشُ الّذي مِنْ صُنعِهِ الكَذِبُ أنَا الّذي هَابَهُ مَنْ كَانَ مُختَلِساً وسَاقَهُمْ قَلَميْ...
نثرتُ أحرفَ الهجَاءْ نثرتُها ـ أنا ـ بفوضويهْ عادتْ إلى طاولتي.. مَكتوبةً نديهْ قرأتُهَا .. نطقتُهَا.. باسمكِ ـ يَا صَغيرتِي ـ الصّبيهْ بعثرتُها فَوَق الفيافي والحقولْ أذبتُها.. كقطعةِ السُّكرِ في ماءٍ هُطُولْ تعودُ لي فَصِيحةً جليَّهْ بوجهِكِ الجَميلْ صَغيرتي دَلُّوعَتي...
وهنا ـ يا سيّديْ ـ سرٌ ذبيحْ جسَدٌ.. يلتحِفُ السَّقفَ الصَفيحْ سكنته كلُّ أوجاعِ المَسيحْ إنها زنزَانةٌ.. تَحملُ "جِيناتِ" الضَّريحْ من سُلالاتِ المَقَابرْ وعلى البَابِ أَعادوا مَا تَبَقىْ مِنْ ضَمَائرْ وهَدَايَا حَضْرةِ المَأْمُورِ مِنْ عندِ الوَزيرْ وارثِ الكُرسيَّ الوَثِيرْ...
"السيرة الذاتية للون الرمادي".. مجموعة قصصية للشاعرة "ياسمين عبد العزيز".. ظلمها الغلاف والإخراج، فهما يعتبران كما نقول نحن في الصحافة "وش القفص".. الشكل يضيف أو يخصم من "هيبة" النص، ومن "جاذبيته" ولعلي قد أصابني حظٌ من هذا الشعور، عندما وقعت عيناي على الغلاف. ظلت المجموعة ملقاة على مقعد...
صَبَاحُ الخيرِ يَا أمّي صَبَاحُ الخيرِ ليلَكَتي وسَوسَنتِي وزَنْبَقَتي وأجملَ مَنْ أُدَلّلُهَا وكَالأطفَالِ إذ تلْهو وتَركُضُ خَلْفهَا قِطَطي تَوَشْوشُني إذا أصْحُو: صَغيريْ: قُمْ.. كَفَى كَسلاً وصلِ أوائلَ الوقتِ وَتُوصِينيْ.. بِإِطْعامِ العَصَافيرِ وأسْقي فُلَّ شُرفتِنا ونُهدي تمرَ...
سمعتها "يوتيوب" للشاعر عبد العزيز جويدة.. إذ ذاك.. همستْ لي نفسي: هذا " تَحْنَان " لا يصدر إلا من نفسٍ، نبتت على أطراف نبع من الحنان المصفي. تأملت عيون الشاعر، فوجدت عينين تسترخيان، على وسائد الطمأنيبة والتُّؤَدَةُ والوقارمغلفة بسوليفان من الحب والخجل.. معا في آنٍ واحد. أحبك يا رسول الله.. كتبها...
سَيّدَتِي.. مِنْ فَضلكِ اهدَئِي.. وأرجُوُكِ اسمَعِي هَلْ تَقبَلينَ.. فِكْرةَ الرّحيلِ إنْ قَرَّرتُه غدًا.. مَعِي؟! لم يَبقَ منِّي غيرُ نِصفٍ مِنْ ضَميرْ وَنِصفِ إحسَاسٍ وَبَعضِ أَدمُعي حبيبتي.. ألَمْ تعِ..؟! يَقتُلُني الظَنُّ.. وبَعضُ الظّنِّ حَقْ مشْطُورَةٌ هويَّتي في عَالَمِي المُروَّعِ نِصفٌ...
الصخب والطبل الفارغ، ونفخ "البوتكس"، لمئات الشعراء، على السوشيال ميديا، التي تشبه علبة مكياج "تقفيل صيني".. خلفت "شوشرة" و"ضجيجا" ما انفك يخصم من حضور الأصوات الشعرية "الأصلية"، غير المحقونة بالهرمونات في حضانات نُقّاد "عَربَات الكُشَري" ـ على حد تعبير صديقنا الإعلامي د. تهامي منتصر. وسط هذا...
كدتُ أصدق بعضَ الآراء، التي أكدتْ ـ بالتواتر ـ أن "أمل دنقل"، كتب رائعته الخالدة "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة"، قبيل هزيمة يونيو 67 المدوية. في بداية الأمر، رجحت هذا الكلام، ولعل ذلك يرجع إلى أنه ـ رحمه الله ـ شاعرٌ "استشرافيٌ". وإذا كان البعضُ يصف الشاعر ـ أي شاعر ـ بأنه "نصفُ نبيِّ".. فإن...
أخجلُ ـ واللهِ ـ أنَا تَأدّبَا أخجَلُ مِنْ ذِكرِ اسْمِهِ مُجرَدَا كَيفَ لنَفسِي أنْ تَقُولَهَا لَهُ وَعَرشُهُ مِنَ السَّمَاءِ شُيّدا فَعَطّرِ اللّسانَ عِندَ ذِكْرِهِ وقلْ سَلامٌ.. سَيّدي مُحمّدَا يا سَيّدًا عَلَى القُلُوبِ عَرشُهُ وتَحمِلُ العرشَ القُلُوبُ سُجّدَا يَا سَيّدًا في الصَّلوَاِت...
يقال إن عبد الناصر، كلف الأستاذ هيكل، بعقد تسوية مصالحة مع نزار قباني، بعد أن كتب الأخير قصيدته الخالدة بعد هزيمة يونيو 67.. بعنوان "هوامش على دفتر النكسة" جاء في مطلعها: أنعي لكم يا أصدقائي اللغة القديمه والكتب القديمه أنعي لكم كلامنا المثقوب كالأحذية القديمه.. ومفردات العهر والهجاء والشتيمه...
مَشَايخَنَا.. وأصحَابَ الفَضيلهْ دَعُونَا مِنْ عِظَاتِكمُ المُمِلّةِ والثقيلهْ دَعُوكُمْ مِنْ عَذابِ القَبِر.. والثُّعبانِ كَيفَ نَقِيسُ طُولَهْ؟ فربُّ النّاسِ ليسَ قِيَادةً بِجهازِ أمنٍ يداهُ فوقَ أقفيةٍ.. يخوضُ حروبَهُ بيدٍ طويلهْ وَيصنَعُ مِنْ جُلُودِ النّاسِ صَقرًا يُضافُ إلى سِجلاتِ...

هذا الملف

نصوص
85
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى