كل شيء جري معك بشكل سلس. أحببت والديك وإخوتك مثل أية فتاة وُلدت في أسرة متوسطة. درست ونجحت وعملت، واستقللت بحياتك الخاصة. اقتنيت شقة، واشتريت سيارة. لم يعد ينقصك سوى الزوج المصون؟! هذه مهمتك أنت. العمر يجري، ومعدل سن الزواج في بلدك ارتفع إلى ما فوق الثلاثين سنة. والضغط النفسي يرتفع في محيطك، لكن...
رغم خياناتي المتكررة لها كنت حريصًا ألا أدعها تغادرني إلى غير رجعة، فعقب كل خيانة كنت اعود.إليها نادمًا، أجلس بين يديها أتوسل صفحها، وأعدها ألا أكررها مرةً أخرى، وهى..هى كانت تصفح وتسامح بل وتمسد شعري بأناملها، وتكفكف دمعي، بل ولم تفاجئني لمرة..مرة واحدة بيأسها من نزواتي، ورغبتها في الانفصال...
لقد خمد ...انسلخت عن ذلك الاشتعال الذي نهشها لسنوات , لا احد الا السماء يدرك تلك اللحظات .. حيث كانت تحت جحيم الجذوة ... انها الان تفتت الايام بضمير مستقر .
مبللا دخل المنزل تشع منه فروسية الجسد وهو يحمل حقيبة الادوات المعلقة على كتفه بشريط جلدي .. لحظتها لم يعد البرق ولا صوت الرعد اللذان...
كان يتواصل معها باسم مستعار، يحمل اسم شخصية مرموقة و يضع صورتها، رجل في كامل وقاره ، و لأنها رهيفة الإحساس ، تعلقت بتلك الصورة إلى حد الهيام و هي التي كانت تبحث عن قليل من الحب و الحنان، تأثرت بكلماته ، خيل إليها أنها تتواصل مع شاعر مرهف الحس مثلها ، استمر تواصلهما يتبادلان الرسائل عبر...
أيها الأحمق، يامن لا تحسن السير إلا ضمن قطيع كبير..
هل تظن أن رفضك لي بعد شهور من الحب أسمعتني فيها أعذب كلام وأرقه، سيجعل مني إنسانة ضعيفة؟
إن ظننت ذلك ستكون غبيًا بامتياز!
ليس من السهل عليّ إنكار إعجابي بحديثك عن المرأة التي وضع الله فيها سّر الحياة، فالنساء هنّ الحياة .. يا للروعة!
موعدنا...
كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب.
قررت الخروج للهواء الطلق...
ليلة شتاء حالكة.. دامسة.. طويلة.. تحارب سهادها, تحاول سماح جاهدة أن ينال جسدها الذى أنهكته عوامل الزمن, قسطاً ولو قليلاً من الراحة.. خطت الأيام بملامحها على تفاصيل أنوثتها.. فترهلت.. تراجع تفاصيل حجرتها.. تحفظها عن ظهر قلب, تلهى تفكيرها بادعاء نسيان هذه التفاصيل.. تتوقف كثيراً عند الصورة المعلقة...
الطفل ذاك ، الأسمر النحيل في مريوله المدرسي ّ رصاصي ّ اللون ، المتشح بوشاح بلون برتقالي طازج ، و طاقية مخروطية الشكل على الرأس ، الذي كنت ُ بشعر أطول قليلاً من أقراني ، فقد كان أساتذتي ، لأنني كنت ُ أشطرهم ، يوارونني عن أعين مفتشي مديرية التربية الذين يفدون عادة إلى مدرستنا " ابتدائية ببيلا...
تظهر اللوحة مشهدا لم يفطن إليه معظم الذين توافدوا على المعرض، كان حلمها أن يلتف حولها المعجبون، تمتلك موهبة مزج الألوان، تمسك بريشتها في مهارة، تسجل أدق التفاصيل، معلمة الفصل شجعتها، أثنت على الظلال التي تتماوج، ترسم بيد أما الأخرى فمختبئة خلف طيات ثيابها، لم تعجزها، يعابث الهواء خصلات شعرها،...
لمَ عدتَ بعد أن اعتدنا غيابك، بل نكرانك من حياتنا؟
لم ترضَ أمي رد سلامك، دخلتْ غرفتها مسرعة، أوصدت الباب وراءها، وقد أصاب وجهها شحوبًا على شحوب. وقفتُ أمام جسدك النحيل، جامد الحركات والمنهار على الكنبة، لا أزيح عينيّ عن غضون وجهك المترهل، توشك حدقتا عينيك الملبدتين ضبابًا رماديا على الخروج من...
تجلس الملكة مع صويحباتها على العشب قرب النهر ، خلفها خيمة صغيرة، تحيطهم أشجار كثيفة، لا تسمح لمتلصص عابث ، أن يسترق النظر الى اجواء مجلسها الساحر ، يطوق رجال الحماية والحرس هذا المكان على مسافة مئتي متر بشكل دائري ، تلمح وجودهم خلف الاشجار ، وهم في كامل الاستعداد للقضاء على البشر والطيور...
في المحكمة، وقفت أمام القاضي تحكي له قصتها مع المدرسة، والدموع تنهمر من مقلتيها، كأن المشهد الذي حدث لها منذ بضعة أشهر حدث لها منذ برهة. سألها القاضي: أيتها السيدة ، ألم تفتعلي المشاكل لهذه المدرسة؟ قالت المرأة: نعم عندما رفضوا قبول ابني بها، كنت محطمة لرفضه من عدة مدارس سابقة. سيادة القاضي إني...
الحنينُ الذي ضربَ أوصالَه قد امْتزجَ بدهشةٍ عارمة، لم يستطعْ معهما المقاومةَ أكثرَ من ذلك؛ أعلنَ استسلامه؛ وأغلق الكتابَ الذي بين يديه، وإن بقِيَ جالسًا خلف مكتبِه - القريب من باب الحجرة - دون حراك..
راح عقلُه يحلِّقُ في سماءِ المُمْكِن تارةً، ويطوف أُخْرَى حولَ اللامُمْكِن؛ يبحثُ عن أجوبةٍ...