قصة قصيرة

كانت مسرعةً تمشي دائما بعباءة متسخة بالطين وجرباء لونها الأسود تكتنفه بقع بنية بلون الزنجار، ووجهها كان مخيفا أسمر مائلا للاصفرار، وتضعُ على رأسها تحت العباءة شيلة سوداء، طالما رآها وهو بصحبة أمّهِ تتبادلان التحية بسرعة، وحين يُطالع وجهها ترمقه بنظرة خالية من التعبير وكأنها تلمح خوفه منها، أو...
يقلَّب بصره الزَّائغ بين شجر الشَّارع المُتفحِّم والبنايات المُهدَّمة.. قدماه خائرتان، وريقه قطعة حطبٍ متيبِّسةٌ، وصدره مثقلٌ بالأوجاع.. يتقلَّب في متاهةٍ تتخبَّط داخلها الأجساد، وتتعثَّر الأقدام الواهنة في نتوءاتٍ وحفرٍ وقطعِ حجارةٍ طاشت من جدران البيوت المُهدَّمة على الجانبين، واستقرَّت في...
جلس الأستاذ "عابد" ليضع اللمسات الأخيرة على قصته القصيرة بتنقيحها وتشذيبها ليدفع بالمجموعة لدار النشر وكعادته أخذ يحذف منها ويضيف إليها وعند منعطف درامي سيحدث انقلابا في أحداث القصة، وهو تحول يصدر عن الشخصية الرئيسية وبؤرة أحداثها التي: رفضت نزولها على رغبة المؤلف متعللة أنها خرجت من يده في...
لم يكن مظهره المريب السبب الوحيد لعدم ارتياحي له بدايةً، والنفور والضيق من رؤيته لاحقاً؛ ففي كل مرة التقيته فيها كان ثمَّة هالة من الطاقة السلبية تحيط به، تجرّدني من القدرة على الابتسام أو التفكير، وتكبِّل قدرتي على الإتيان بأي ردِّ فعل يخفّف من شعوري بالاختناق من نظراته أو حتى وجوده. لا.. لست...
وكأنني أرى نفسي في حانوت قديم، غرفة طينية، باب عريض من خشب وتوتياء، سرعان ما قلت بأنه هو حانوت الضيعة القديم والذي أغلق منذ زمن.‏ وأرى طاولة خشبية بائسة يجلس خلفها البائع الغريب عني، يحار رأسه ما بين الصلع والشيب. رائحة تملأ المكان، هي خليط من رائحة العتق ورائحة صابون وقهوة وشاي.‏ أراني أجلس...
بالأمس رأيت بين الحقول حصانا أحمر، كان يقف في هواء أحمر خفيف فظننت أنه حلم لأنه لم يسبق لأحد أن شاهد حصانا بهذا اللون، ولم يأت ذكر شيء كهذا، فالخيول تولد بيضاء وسوداء ورمادية وشهباء وبنية وصفراء إلا ذلك اللون. تأملته ، كان يشبه بقعة حمراء كبيرة في الأفق الشاحب، وتمنيت لو أنني رمحت في الخلاء...
الخيال متمرد على القوانين والحدود السياسيةوالطبيعية....سماءه سموات... سحبه كما قطن بلادي ناصعة..طائراته طيبة.. تروح وتجئ بلا دخان... الخيال يفتفت الجاذبية فلا تسقط الأحلام من البشر.. فهم هنا أرواح طاهرة لاتقرأ فلسفات أتعبت العقول وشققت القلوب بين الإله وصنائعه... لم يكن صحيا ان تعيشه...
أخيراً صار لي صديقاً بعدما عز الأصدقاء.. لم أكن أعرفه ولا قابلته من قبل ولكن وجدت فيه ضالتي ,مهذب, وخلوق, وفوق كل هذا مثقف جداً, ومحترم, يمكن أن تفتح معه أي نقاش في أي شيء تجده, يحاورك, ويحادثك بطريقة سلسة, وجميلة, وجذابة, وفوق كل هذا مفيدة جداً هكذا نعته لي ابني الحبيب " فارس",... فهو همزة...
جلس في جحره تحت السلّم وأمامه منضدة ، صف عليها دفاتره الخمسة، وقد سطر فيها أسماء ثلاثمائة موظف هم العاملون في تلك المؤسسة . مع أول مطالعة للوجوه تظن أنك دخلت دارا للمسنين ، أغلبهم من الأربعين حتى ما قبل الستين بشهور أو أيام ، الشباب فيهم نادر جدا، ويغلب عليهم المعوقون بعد ما اقتصر التعيين على...
الأزيز المهدد للمارة والعابرين، يبرق في الأسلاك العارية تحت المطر، ولمعان البرق ينذر بسيل عارم. في هذه الظروف، يتخفى الجميع من الشيطان الخارج من عمق الظلام، للصيد واقتناص الضحايا، وفرض شروطه المجحفة على هذا المشؤوم، سيئ الحظ، الذي سيكون أول من يقابله عند الانقطاع التام للكهرباء. يتخفى الجميع...
الدهليز الأوَّل... أنا تعرَّضت للسرقة، للأسف الشّديد، ولا أستطيع أن أتّهم أحداً منكم.. لأنّكم أحبّتي وأنا أثق بكم جداً.. لا أحد منكم غريب عنْي، فأنتم أخوتي وأصدقائي، وأعرف أنّكم تحبّونني، ولا يمكن لأحد منكم أن يغدر بي، ويطاوعه قلبه على تحطيمي، والتسبّب بدخولي السّجن بتهمة النّصب والإحتيال،...
كانت سارة ممسكة يد بوريس، كانها تقوده بين أشجار وممرات كلية الهمك، يظهران تارة ويختفيان تارة. غابت الشجيرات وظهر المقصف الطلابي فأفلتَ يدها خائفاً. وجلسا إلى طاولة الزملاء من كليتي الهمك والمدني. كانا سبعة أو ثمانية أشخاص لكن سارة سيطرت على المشهد، سواء بجمالها الخبيء، أم بضحكتها التي تسافر في...
يهرب علي الوراق من مدينة البصرة عبر سفينة نقل بضائع باتجاه زنجبار ، وينزل هناك، يساعده شاب زنجباري للصعود ثانية الى سفينة تتجه الى بريطانية ، أستغرقت رحلتها طويلا ، أستطاع علي من خلالها أن يتعلم اللغة الانكليزية بطلاقة، كتابة وقراءة، وعندما وصل الى بريطانيا ترجل من السفينة، ليبحث في مدينة لندن،...
كنت ادور في شقتي كطائر علي وشك البيض وفقد عُشة، تعرضت لأزمة، كادت أن تقضي علي صمودي، أعاتب نفسي علي سرعة تهوري، أعاتبها أكثر على عدم الرضا بقضاء الله، فقدت قدرتي علي تجاوز كل هذا الحُنق بداخلي، خرجت الي شرفتي جلست عدة ساعات، ضاقت نفسي من كثرة لومها وجلدها بسياط التأنيب. قررت الخروج للهواء الطلق...
رغبة الشخص أحياناً وحرصه الاحتفاظ بشيء بصورة ملحة فيفلت منه لشدة حرصه عليه ، انتهت علاقات : كان يمكن لها أن تستمر و يكتب لها النجاح، لو تخلى أحد طرفيها مطاردة الطرف الآخر والتدخل في كل شؤونه ليل نهار واخص خصوصياته لم يترك له مساحة يتحرك فيها كل ذلك باسم الصداقة ، فانتهت هذه العلاقة بعد تحولها...
أعلى