جاءت فتاة جميلة ذات شعر اشقر وجسد اهيف ممتلئة قليلا بيضاء مدورة الوجه ، صعدت الى غرفتنا في الطابق الاول حيث كنت اشغل منصب نائب رئيس تحرير احدى الصحف في بغداد ، وقبل مجيئها اخبرني رب العمل ( ابو الفلوس ) تلفونيا ، ان رحاب ستصعد اليك ، اختبرها واذا وجدت انها تفيد في العمل وظفها معنا ، وقال ثانية ،...
كان يجلس في زاويةٍ مظلمة من المقهى، أمام مرآةٍ كبيرة مشروخة، حين اقتربتُ منه.
لم يكن ثمّة سببٌ واضح... فقط شعرتُ أن شيئًا في داخلي يجذبني نحوه، كأنني أعرفه من زمنٍ بعيد.
قال لي بصوتٍ خافت:
– "كلّ ما تُخفيه عن الآخرين، تصرخ به روحك."
جلست أمامه مشدودًا، مأخوذًا بشيءٍ لا أدركه.
قال:
– "حين أنظر...
يتناولان عشاءهما في أحد المطاعم الراقية التي يقدم فيها الطعام مصاحبا لمقطوعات موسيقية تعزف على البيانو.. على الطاولة زجاجة نبيذ فاخرة شربا نصفها. ترتدي فستانا أزرق يعري كتفيها ... شعرها منسدل متحرر ذهبي اللون.. أحمر شفاه داكن يزيد إطلالتها سحرًا وغموضًا.
ويرتدي هو ملابس كلاسيك أنيقة.. شعره...
كان (يو) مزيجا مشوشا من الأضداد. جزيرة صغيرة من لحم ودم تعج بالشياطين والملائكة.
كان ينظر في المرآة الصغيرة التي يحتفظ بها كما تحتفظ الأم بطفلها الوحيد.
كان يفحص زوايا عينيه،
يمسح المادة اللزجة التي تتكاثف هناك،
ينظر إلى إصبعه كأنه يعاين دليلا على خيانة كونية.
لم يكن يحب الأماكن المفتوحة.
يحب...
كما هي الحال في معظم أيام شهر تموز ، كانت هذه الأمسية حارّة ً جدا ً ، وهما يجلسان تحت رحمة دوّامة ٍ من هواء ثقيل ، تنثها حولهما مروحة ٌ سقفية ٌواطئة ٌ. كانا عجوزين مهمومين صامتين . قبل دقائق دلف أحدهما إلى داخل البيت ، وأحضر جريدة ً مطوية ً بعناية ؛ وضعها أمام جاره وصديقه سليم الوزان قائلا ً...
” يموت على شفتي الطلاء، وتنمو مساحات الفراغ،
شتاءات متواترات، يتخثر في نهدي الحليب،
حين تختزن خلاياي انكسارات ضوء النهار
أشتاق لطائر يمنحني أغنية دافئة”
المعذبة
H.k
ثنيات كثيرة في الورقة، يتتبعها وهو يطويها كما كانت، صغيرة ومكرمشة، وآثار عرق، وعطر النهدين عليها.
في الصباح تودعها كفه...
(المنام الأول)
رأيتُ في منامي:
أّنّ وباء كورونا عاد مُـجدّداً فاختطفت يده الـمخاتلة قريبي الـمُقرّب (ف) وأضجعته لأيام على السرير الأبيض، إلا أنّ الوباء لـم يـُمهله أياماً إضافية في الـحياة حتى انطلقت الرسائل الكثيفة من هاتف النّاعي لتُفجعنا بـخبر موته الثقيل على نفوسنا التعبة من كمد الـحياة...
الأرض صغيرةٌ، وصغيرةٌ جداً.. وإلّا كيف له أن يُقابِلَهُ، بعد كل هذه السنوات، وبهذه الصدفة الصادمة!
منذ أن حصل على شهادته العليا، وعاد ليدرِّس الفلسفة والمساقات الثقافية في الجامعة، وهو مُنْكَبٌّ على أبحاثه، يُتابع محاضراته، دون أن يتدخَّلَ في الشأن العام وما يصْطَخِب في الشارع السياسي. ولكن...
يمكننا الآن أن نأخذ وقتا مستقطعا بين تهافت الحكايات وكؤوس الخمر المضروبة ، تلك التى تلعب بالرؤوس ، حيث تئن الطاولات تحت لمبات بضوء خافت لمقاعد تزدحم بالعابرين ؛
ويمكننا أن نقدم إيضاحا هامشيا ، ربما يجذب السيد من وهاد التقوقع عندما نجمع ذلك الشتات داخل البرواز ، وندفع به إلى آفاق التجلى ،...
لم يكن سامر يعرف متى بدأ الأمر تحديدًا، لكنه يتذكّر أول مرة لمعت عيناه في عينيها، وهو يتهجّى قصيدة للمتنبي.
ميس رهف، معلمة اللغة العربية، كانت تُلقي الكلمات كما لو أنها تنبع من مجرى سري، تسقي أرواحًا جافّة وتعيد للغة وهجها الأول.
في تلك اللحظة، شعر أن شيئًا دافئًا انفجر بداخله، كأن قلبه خُلق من...
مازال الحُلم يعاودني وكأنه يريد أن يقفز من عالمه الخيالي في راسي إلى عالم الحقيقة والواقع.
أحلم بدارٍ واسعةٍ لها حوش كبير؛ ليلعب فيه أطفالي على راحتهم بلا قيود أو خوف عليهم من الغرق في الروزافة الكبيرة التي يغرق فيها الكبير والصغير.
أحلم بجزء منفصل للفرن والمحاصيل، أحلم بحظيرة كبيرة لأربي فيها...
في قريةٍ نائية، حيث يتقاسم البشر والقطط الحياة بكافة تضاريسها ومناخاتها .
كان ثمة تقليد يضرب بجذوره في القدم .
لكنه يحضر كل عام، في ذات اليوم، كأنه موعد مقدّر.
كل ربيع في ذات السنة واليوم وعند الغروب، تتجمع القطط تحت شجرة البلوط العتيقة في قلب الساحة، يراقب البشر من نوافذهم المشهد بصمت لا...
أقف هناك في تلك البقعة مِن الليل، أتطلّع إلى ذلك الضوء الخافت عبْر الطريق، نوافذ البيت ترمقني، تدعوني للدخول، ثمّة صفير يبدو لطائرٍ يحلّق فوق البيت، يضرب بجناحيه ويطير فى عجالةٍ من أمره، لا بدّ أنهم هناك الآن، ربما يتحلّقون حول عشاءٍ دافئ وهم يثرثرون فى مرح، أسمع أصواتهم كما لو كانت نسمات الربيع...
الى أبناء عمر المختار
قطراتُ الجمرة تحت البحر تتضور منذ الأزل المُبْهم، هي نطفة السلطان المخلوع، ليبقى على سرج الهتاف وسنابك النصر المثخن بالسباع الصرعى. رآها النسر فهوى مثل السهم النيزك، وبمنقاره الفدائي فثأ اللؤلؤة المحظوظة، فصعدت حتى بلغت السطح المجعّد، وكنتُ أطيش على زجاجي الرخو، فانسربت...
عندما فتحت عيني اكتشفت بأنني قد حللت بجسم غريب عني ، جسم يبدو أكثر نضارة وشبابا من جسمي الحقيقي ، دققت النظر في المكان الذي أتوجد به ، علني أعثر عن شيء يزيل دهشتي ، انا في غرفة نوم فسيحه ، مستلق على سرير ناعم الملمس ،وإلى جانبي تنام سيدة في حدود الثلاثين من العمر ، بوجه أبيض ناصع ، وشعر بني...