قصة قصيرة

" إنك تتحسس طريق الذين عبروا قبلك. يالك من أحمق أيها الشقي، كم يلزمك من حيوات لمعرفة الطريق؟" كاتب سها البال عن ذكر اسمه. حين توقع مارشينا أنه منذور لشيء عظيم، رفع بصره إلى السماء ليتلمس وجهة الغروب، فهذا النذر يرتبط في ذهنه أو قواه النفسية بالأشعة الوردية على...
حين وقفت امام المرآة صباحا لأغسل وجهي، فوجئت بفتى جميل، ينعكس فيها .. جفلت فجفل هو ايضا، تحركت يمينا فتحرك، وحين عدت الى الوراء والى اليسار كان يتحرك معي .. إنه أنا .. أنا بربيعي الخامس عشر .. يمشط شعره بالمشط القديم الطويل الذي اشتريته قبل أكثر من خمسين عاما، وكنت اضعه في الحافظة المعلّقة قرب...
منذ فترة لاحظت أنه ساهم؛ فلا يشارك في حوارنا، عيناه زائغتان لا تستقران، كأنما هناك هول أو فزع يطارده، جهدت أن أخفف عنه، يشعرك بأن نهاية العالم الآن، غريب الأطوار، حاولت النأي عن عالمه، يكفيني ما بي، المرء يحتاج العزلة؛ ينظر في بعض أحواله، الهموم لا تترك لي منفذا، ضيق اليد، الأولاد ينهون...
سمع علال بأن الحكومة خصصت دعما للفئات الهشة، يتراوح بين 500 والف درهم. من كثرة تحمسه لهذا الدعم أصبح كثير الكلام مع نفسه.. ينسى أحيانا أنه يتحدث بصوت عال. وعندما يمرّ بجانب شخص يلتفت إليه، يتدارك الأمر، ويخفض صوته: ـ ستتوصل يا علال بمبلغ قار من المال في نهاية كل شهر من غير أن تعرق فيه. العربي...
رجع إلى بيته، وكاد يغشي عليه من المفاجأة، حين لمحه جالسا مع أبنائه، كان يتناول معهم وجبة الغداء!! سقط من زوجته طبق الطعام ، قبل أن تناوله للآخر ، حين أبصرته واقفا أمام الباب. ألجمت الدهشة ألسنتهم، لعدة لحظات بدت طويلة جدا!! نطقت زوجته بصعوبة : من أنت ؟! الرجل الآخر كان لازال صامتا ...
بعد أن أنهى أبي، بناء معمل (الزّجاج)، في منطقة (المسلميّة)، الذي كان موقعه، ما بين معمل (الإسمنت)، و (السّجن) المركزيّ، وكنت قد رافقته، على مدار أكثر من سنتين، في بناءه، في هذا المعمل، تعلّمت، من أبي مهنة البناء، وتحوّلت من (طيّان)، إلى معلّم. بدأ أبي يعتمد عليَّ في أصعب الأمور، ويعطيني نصف...
يدي تؤلمني، أتململُ في فراشي، يزداد الألم رسوخاً. أخرج إلى الشرفة، أنظر إلى النجوم تزرع السماءُ، وإلى البواخر الجاثمة في الميناء. أنوارها تتلألأ.. وأضيع في متاهات لا نهاية لها بين السماء والبحر. أرفع يدي، لا أستطيع أن ألوّح بها للنجوم السابحة في كبد السماء، ولا أن أهزّها للبواخرِ...
مصر لا تنكسر مصر تمرض لكن لن تموت تصور البعض وهما انها انكسرت فى نكسة5 يونيو مصر اقوى من التاريخ مصر الزمن مصر المكان لا عالم بدون مصر لا معنى لكوكب الارض بدون مصر مصر مهد الانبياء وبداية نور العلم وقبس من نور السماء الامن شجرة نبتت فيها اصلها ثابت وفرعها فى السماء لا يفزعنك حدث ولا يخيفنك...
استيقظت من نومي معبأ بهم الوصول الى حلمي المنشود , كانت الساعة تشير الى الخامسة عصرا , نفضت النوم عن رأسي وتحاملت رغم ما أشعر به من ألم في جميع عظامي من طول الرقاد والخمول , لا شيء يفتك بالإنسان سوى الغباء والكسل، هذا اعتقادي دائما في الأغبياء والكسالى الذين انضممت الى ناديهم المميت منذ عام ...
عمَارات وبيوت ومحَلاتٍ تجَارية تنتشر على جَانبي الطريق!. ليس هذا ما قطع لأجلِه كلَّ هذه المسَافة. أين المزرعتان المتقابلتان؟ تُطلُّ خلف شِباكِها رؤوس النخيل، وأشجار الإترنج والتين واللوز والبمبر تنشر رائحة ذكيَّة، لا تزال عالقة بذهنه رغم الغربة الطويلة. لا شيء من ذلك الآن، مجرَّد خرسانة من طوب...
في صباح مثل تلك الأصباح التي يستبدل فضاؤها بنباح الليل شقشقة النهار، من نومه ينهض خميس ، لم نكن في حاجة الآن لذكر اسمه لكن على كل حال كان على خميس بسيوني أن يغادر ضيق شقته المبعثرة سريعا، في الحارة الناعسة تسابق خطاه المسافات فبلوغه الشارع الرئيس يستغرق ربع الساعة سيرا على الأقدام عبر الحارات...
كثيراً ما أشعر بانقباض في صدري، وبألم عميق يسيطر على كياني، فأتخاذل وأضعف أمام واقع الحياة، وأفقد ثقتي وطمأنينتي، وأحس بالدوار في رأسي، فأقع بما يشبه هذيان المحموم .. في أول العام الجديد علمت أن الفتاة التي أحبها خانتني، وخطبت لرجل آخر، بعد حبٍّ جارف دام بيننا بضع سنوات. أذكر ها، بالأمس القريب...
غمرني الحزن وأنا أخطو بخطوات بطيئة خارج المحل، محاولة في تثاقل الصعود إلي الرصيف. منذ شهور وأيام طويلة لم أقم بزيارة بائع الجرائد العجوز. أصبحت أمر من أمامه في كل مرة أذهب فيها إلي السوبر ماركت مرور الكرام. لم أعد أصعد إلي الرصيف، أتأمل جيدا الجرائد والكتب المتراصة فوق بعضها والأتربة تغطيها...
طوال الليل لم يهدأ أزيز الرّصاص، ودوت الانفجارات في سماء مدينة (حلب). لم أستطع أن أخلد للنوم، وحمدت الله أن مرّت الحكاية على خير في سهرتنا عند (سعيد).. وكنت أسمع وقع خطوات راكضة في حارتنا أو أصوات لكلمات مبهمة.. وهناك من أسفل الحارة، يتناهى إليّ صوت هدير الدّبابات، والمراكب العسكريّة.. فكَّرت أن...
شاهد الطفل كلابا تنهش جثة أبيه، كما شاهد أمه تفقد إحدى ساقيها، لكنه لم يشاهد رقية لحظة انفجار أفقدها يدها اليسرى وخالتها... جميعهم يرقدون، الآن، في مستشفى، تسللوا إليه عبر الأسلاك، بعد رحلة مأساوية استغرقت أياما... نزل النازحون من الحافلة، تحلقنا حولهم...حدثنا طفل عن اقتحامات نفذها مسلحون في...
أعلى