قصة قصيرة

حين دنا منها وهي تستقر على دكة خشبية وتتكيء على كيسين من الرز كاد يغشى عليها فبردت يداها وتهاوتا في حجرها , انها ارتعاشة الهيمنة لا تشابه سقوط طير في كمين لان الاجنحة سترفرف , هي قبضة الغريزة على الكيان الانثوي في لحظة مباغتة. نظر من شباك صغير , حسنا , انهم يغفون في هذه الظهيرة الجحيم. وبخرس كلي...
بلهفة فتحتْ النافذة .. بدأتْ تستمع لصوتِ المطرِ .. فهي تعرف عشقه له حد الجنون. تذكرتْ الليلة التي راقصها فيها بينما المطر الجسور انساب عبر الثياب ليتخلل جسديهما .. ترك قبلة على شفتيها المكتنزتين بعد إزاحته خصلات شعرها التي غطت وجهها .. وبلغة لا يفهمها سوى القلب أخبرها كم يعشقها! كيف إن روحها...
أعتدت السير بجوار الحائط ،،يغشاني ظل الأبنية، احتمي بصلابته وثباته.. وأخشى إن انزلقت قدمي تجاه الطريق الحر، المفتوح. أن تدهسني قدم رجل قامته مهيبة، أو تصفعني حرقة الشمس التي لاتخاف.. كنت أخشى أن ألتقي بعربة الشرطة.. فقد سألني قائدها ذات نزهة.. عن بطاقة هويتي وعن علة خروجي.. بماذا أجيب؟فأنا خرجت...
قبل ثلاثة عقود خلت، من جلسته الآن وحيداً، في صباحه الأنكونيّ (1) الرتيب، وحين كان شاباً نضراً يُحسن العشق، كتب إليها: " كبّليني بحسنكِ.. كبّليني، قيديني بصدودك، ثم القِيْ بالمفتاح في أعمق جبّ على مدى شمعتين من جموحك الضاري، الذي ينثال في كل المسارات/ الفضاءات، عدا تلك التي تفضي إليّ، ثم تظاهري...
فرحَت المرأة الستينية فرحًا شديدًا بالزيارة الأولى لصديقها الشاب الذي يقترب من مغادرة العقد الثالث من عمره، أيما فرح. عام مَضى على صداقتهما الافتراضية عَبر صفحتيهما على تطبيق التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بثها خلاله من لواعج قلبه وعبارات الحب والغزل ما طربت به أذناها. لم تشعر...
لا أحد ينتفض من البرد، لأنه لا برد هناك، والوقت ربيع، الصقيع فقط بداخلها وحدها، دمعها معلق فى محجر العين، لا يفيض ولا يذهب، أتعبتها الحياة وحملتها جراحات عميقة، وهزائم لم يعد بالقلب متسع لأحزان جديدة، كيف تغادر النوارس شطآنها، ويذهب حنين عطشها، لصحراء مجدبة مقفرة ؟ إنها امرأة ميتة، لأنها لا...
أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت مني وقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما اني لا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنى لي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالم أفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غير موصول بكل السطور التي رسمت وكتبت... تيه يأخذني بعيدا الى رمال الصحراء...
1 كان يغلي السمك في بيت اقاربه واتاه الصوت من الهاتف ( اسرع فقد تتمكن من رؤية اخيك قبل وفاته او لا تتمكن , نحن في المشفى). راى الطبيب يفحصه فادلى اليه بمعلومة طبية فرفع هذا اليه وجها محتقنا وقد توترت جبهته وقال ممتعضا (انت فقط هذا ما تعرفه). كان بدشداشته الرمادية ممدودا يحتضر , متخلياعن كل...
تأخرتُ كثيرا، طلبات العملاء اليومية تضاعفت ثلاث مرات هذا اليوم، غداً العيد، الجميع يتصلون لتعجيل الحصول على احتياجاتهم قبله، لا يكون العيد عيدا إلا بحلويات (النهرخوز) وسِلال تمر البرحي الرطب والمعسل ومدگوگة التمر الزاهدي، من صنع معملنا، هدايا بين (المُعيدين) أو لتوزيعها في المجالس والأفراح، لا...
أصحاب الأخدود في زماننا ما قتلوا، بل علمونا أبجديات جديدة لمعاني الحرية، لم ينسوا وهم ذوي النفوس الأبية، الكرام أبناء الكرام، أشراف سليلي الأشراف، يوم أن اقتادوهم مقرنين في الأصفاد، مصحوبون بالسب واللعن، بعربية مثقلة بعجمتهم، أولئك مجهولوا الأصل والنسب سطوا على أرض الناطقين بلسان عربي مبين،...
الليلة الأولى! حين انتصف الليل صعدت إلى سطح منزلنا الحجري، ذلك الكائن وسط الصحراء تحفه هضاب وتحوطه كثبان رملية، ثمة هاتف دعاني إلى ذلك الصعود، تخفيت عن عيون زوجتي فقد اعتادت منذ فترة أن تغلق باب البيت الكبير بالمزلاج، تخشى علي من هؤلاء الذين يطوفون بالليل والناس نيام، مرة تربط قدمي في حجر،...
على الشاطيء ومن باطن الرمال، أطلت حقيبة جلدية، تدعو المارة لإلتقاطها، لاشيء بداخلها سوى حزمة من الأوراق الأنيقة المزدانة بصور الورود الملونة، لم يطلها البلل، لأنها محفوظة فى كيس من البلاستيك ولاصق شيكارتون، البحر هاديء والشمس متساقطة عمودية، أضفت على المياه سبائك ذهبية، لا أدري لماذا إخترت السير...
النهار يتسلل حزينًا إلى مخدعه، و ضؤوه ينزوي خافتًا شاحبًا. وثيابي تصطبغ بإصفراره. آذان المغرب يتعالى من ميكروفونات المآذن، وصوت امرأة مكلومة يصافح أذني، وأنا أسير في شارع الرحمة. يقترب الصوت المتوجع مني، لاهثًا بالدعوات: - ربنا ينتقم منك يابعيد، تعدم عيالك ياظالم. كانت امرأة مسنة، لم أقترب منها،...
يا لحظِّي الوفير، وأنا في رحاب هذا الفضاء الفسيح! فضاءٌ هواؤه أنفاسي، وسماؤه سقفي، وأرضُه فراشي وغذائي. فيه أعيش منعَّماً مشمولاً بالعطف، وسط صفوف من قرع عسلي، أحسن المزارع سقيها والعناية بها. أُمعن النظر حولي، فأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها! "أما أنت يا صاحبي، فلا خوف عليك ولا أنت تحزن!"،...
وصلنا إلى حمام ملاق في الفاتح من شهر أوت سنة 1992. كنّا ثلاثة، أنا والخالة حفصيّة رحمها الله وزوجها عمّي المختار الديمقراطي رحمه الله. أمّا هو فقفل راجعا في السيارة التي أقلّتنا إلى هناك بعد أن جلس بضعة دقائق قضّاها في إملاء الكثير من النصائح والتوصيات، وأمّا أنا فقد كنت متطوّعا لمرافقة الخالة...
أعلى