قصة قصيرة

اختفى يوسف عن الأنظار سنوات طويلة.. بعد عودته أصبح يزور أصدقاءه القدامى بين الفينة والأخرى في المقهى. لقاءات حميمية يسترجعون فيها ذكريات الطفولة والشباب. علي وأحمد بحكم الصداقة القديمة، يتجرآن أكثر من غيرهما، ويطرحان معه الموضوع الذي أصبح مثل الطابو. يتبادلان الأدوار كممثلين بارعين، يدغدغان...
كفاكم قتلاً للأجساد فلن تستفيدوا شيئاً لن ينقص الزّحام في تلك الأرض المكتظّة تلك الأرض عنيدة ومعنّدة، وستُنبِت الأطفال الحاقدين رغماً عنكم والتربة تلك غنيّة بالبذور المدفونة على ضيم، لأنّ كل قتيل سيتمّ دفنه مع بذرته، والبذرة ستنتش، وتعود لتشقّ وجه الأرض كنباتٍ طفيليّ، رغماً عنكم. رغماً عنكم...
وقفت أمام الشقة، الظلام يحتويها من كل جانب. لقد أقسم زوجها ألا تنام في شقته هذه الليلة. كانت ثائرة مثله، لا تدرى بماذا أجابته. لكنها تذكر جيدا أنها أشاحت بيدها وسارت نحو حجرتها. الجيران نائمون، مصابيحهم مطفئة. بيت أمها في آخر الشارع، تستطيع أن تسرع إليه، نعم، ستسرع إليه، بسملت، استعاذت بالله...
لم يهن عليّ اقتلاعها ، رغم تأكدي بأنها قد يبست . وكلما وقعَ نظري عليها أترحم على تلك اليد التي وضعتها في هذا المكان . زرعها أَبي في ( سندانة ) كبيرة من الفخار ، ووضعها بقربِ باب المطبخ . لماذا ؟ لا أدري ! كانت النباتات مسؤوليته لذا لم يتدخل أحد من أفراد اسرتنا بتنظيم أمكنتها أو زراعتها أو حتى...
كل الذين أمامي أغراب. لا احد فيهم صديق أو رقيق. عيناي تجولان في كل اتجاه لعل صديقا أو رفيقا أو حتى واحدا ممن عرفته صدفة يمر أمامي. لا شيء في الصورة غير الأغراب. أحدهم استسمحني في الجلوس إلي. رفضت طلبه. رأيته يشمئز ثم رأيته ينسحب خاسئا. لابد أأنه يشتمني. هو حر. وأنا أيضا حر. الحربة مكفولة بموجب...
رأيت فجأة يدا صغيرة تمتد إلي، راحت تنقبض وتنبسط يائسة، كانت يد مستحيلة، تنتمي إلى الخيال، وأنا عادة لا أفرّق بين الخيال والواقع، كأنها تقصدني أنا بالذات، فكأن صاحبها يعرف أنني أراها رغم المسافة الشاسعة التي تفصل بيننا، تجمدت عيناي وأنا انظر بأسى ورهبة، بعدما قمت واقفا متطلعا إليها، كأني انظر عبر...
إلتقت نظراتهما فجأة أمام مدخل الجامعة. لم يكن بٱستطاعة "بسمة"،يومئذ، مقاومة ٱبتسامة "ماهر" الجميلة، ووسامته الفائقة، وتعامله الراقي.. نظرة، فٱبتسامة، فٱنبهار، فعلاقة حب توطدت، وتعمقت، ثم مالبثت أن ٱنتهت بهما إلى تحقيق حلمهما السعيد.. _ " سعيدة جدا بزواجنا يا "ماهر" ، وسعادتي، في هذا اليوم،...
عيناها النجلاوتان، أكثر لمعانا من مصابيح الشوارع الباهتة، السماء داكنة إلا من بضعة نجوم شحيحة تلمع فى ضعف، إستفردت بها الوحشة وداهمتها أنياب الوهن، تخاف الموت الذى بات وشيكا، منزلقا على جدران حجرتها، عاشت الحب ولم تكن تدرى له تفسير، تعرف فقط أنه موجود وتعيشه، ولم يعد موجودا، بعد أن تسلل هاربا من...
اليوم في المساء سأتسلم جائزة أفضل قصيدة في المهرجان الشعري الكبير، تكريمات كثيرة حظيت بها، صار اسمي لامعا و معروفا في عالم الشعر، تعددت اللقاءات التليفزيونية و الإذاعية، كتبت عني الصحف كثيرا و أقيمت لي الندوات الشعرية في قصور الثقافة و الصالونات الأدبية، كل الحفاوة التي أجدها في كل مكان أطأه...
تولعت منذ عمر المراهقة بلعبة الكلمات المتقاطعة .. وأصبحت بعد فترة .. ماهرة جدًا في حلها وإيجاد الكلمة المفقودة. كنت حينما أنظر للمربعات أمامي وقد ملأتها بالحروف .. أشعر كأني ملكت العالم بين يديّ .. تغمرني فرحة غريبة كأني خرجت منتصرة من حرب مع عدو شرس. وهذا النصر ليس لي .. بل للحروف التي كانت...
لا أدري من الذي قال لسالم ذلك ، صحيح أن بعض الصيادين كانوا يسرقون بيض السلاحف البحرية لطعمه اللذيذ كما يزعمون ، إذ كانت السلحفاة تخرج من الماء ، وتزحف على الرمال الناعمة ، ثم تضع بيضها في حفرة من صنعها ، ثم تهيل عليه التراب ، وتعود إلى البحر من حيث جاءت . كان هذا يحدث في بعض الأحيان ، إلا أن...
كانت العاصمة الإدارية الجديدة بمثابة الحلم، بعد تخرجه مهندسا مدنيا وهناك وجد عملا يتناسب ومؤهله، شهر عمل وأجازة إسبوع يقضيه بين الأهل، مثل كل الشباب يحلم بالزوجة والبيت والأولاد، إختار إبنة عمه الطبيبة فى المستشفى العام، تحابا وتزوجا وأفرخ الزواج عن طفل مثل القمر، والده فلاح بسيط مازال يفلح...
تراجعت إبتسامتها وتقلصت ملامحها، وهى تكبح دموع أوشكت أن تطفر، المقهى تخفف من رواده وعلى الطاولة المجاورة صحيفة مطوية، تركها صاحبها بعد أن فرغ من قراءتها، أو لم يقرأها فتركها ضجرا، تناولتها لتقرأ فيها مانشيتات صادمة، أعاصير وبراكين تغرق مدن كاملة من العالم، غضب الطبيعة لا يقاوم، ترتشف آخر قطرة...
... عنترة تحرّر من العبودية ، وهو في الوقت الحالي يعتلي صَهوة جَواده ، يلكزه بين الحين والآخر يخوض فيافي... يصعد تلّا... يقطع واديا... يقع في وَهدة ثم يخرج منها.. يتحاشى الضواري ؛ في سبيل عبلة... وكم كان راغبا في أن يتمكن من « شيحة» ليؤدبه على ملاعيبه وقد ملأت كتابا...، إلا أنه راغ منه... ونخشى...
دخل الحلم في حلم آخر رأى جسمه وسط غرفة واسعة خالية من الأثاث. نظر إلى الجدار فوجد لوحة رسمت بالألوان الزيتية تصور قافلة من الجمال يجرها حمار صغير. ضحك من شكل الحمار، نحيف وعظامه بارزة وقامته قصيرة وأقدامه تكاد تشبه أقدام قط كبير. والأدهى صوت الحمار, فبدلاً من النهيق سمع صوت زئير أسد. هناك أصابع...
أعلى