نثر

تراودني أفكار غريبة، قريبة من الجنون، تنتهك اصوليات المنطق، وتهتك ستر الأشياء، كالطموحات الممزوجة بتوتر وغليان لا يهدآن، يقال أحيانا بان المس ينقل الانسان الى اقصى درجات الادراك والعمق، بعكس ما هو سائد في المفهوم المرعب للشعور المستتر خلف الخوف من الغريب والمستهجن، او بصورة اصح، خلف المستبد...
لنهاياتِ أيلول شُعور غامضٌ حزينٌ يتطلع للسعادة...!؛ في يوم ٢٨، أيلول، ٢٠١٣م أمسكتُ بدفتري الصغير تحت ضوءٍ ضعيفٍ في طعسٍ هزيلٍ من طعوسِ ثمامةِ الرياض، وكتبتُ بلا وعي سطرًا قصيرًا: "أيلول يا مبدأ التدوين". شعور ذلك اليوم أخفى أشياءَ وأظهر أشياء: أظهر جنازةَ حياتي السابقة تتحرك أمامي من تحتِ...
صورته.. تتدلل عليها... مرات قليلة تشرق كما شمس يناير.. تتحسس ملامحه حتى تحتوي اناملها تلك الشامة التي تأنقت على جبينه.. وغالبا.. يغلبها.. يدير ظهره.. يطل عليها بصورة مغبشة، وسحابة غياب تمر بخطى مثقلة... يضيق بها قلبها ... تركب الصبر.. ويتسلقها الحنين مضمخا بالشعر.. يتلبلب حوله الصمت...
ما الذي يختبىء هناك خلف قرص الشمس؟ لعله طرف خيط.. يقودني إلى طائرتي الورقية.. أو لعلها الأيام التي غافلتني وأنا معصوب العينين.. تركتني أعد أحلامي.. أبحث عن حبي.. وطني.. وقلبي الذي كنت أتحسسه في كل ما حولي.. حتى وجدت جسدي في مكانٍ بعيدٍ عن روحي.. حيث بات اللقاء مستحيلاً.. وحكم علي أن أظل منفياً...
كان الليل ملطخاً بالدم والريح،البحر يحاكي السفن بلا ضوضاء،والعارفين بالكلمات اثنين،أنا والغياب. الغياب الذي يحاكي الصمت بوجه آخر،وجه يرفع قلبي نحو العذاب. العذاب دمعة،جرح،نور،عتمة،زهرة،خنجر،دخان،نار،ضباب،انكسار،مَجد وهيام. الهيام مرض سرمدي،طرب يخاطب أعصاب الروح،جوى يُنحِل الجسد، فجر يأكل لحم...
كقطعة الشوكلاته اخذته من مخبئه شكلته هيكلا بلا حروف أو علامات بارزة تدلل على ندوبه الغارة أخذت صفحة الماء مرآة لأحلامها قطع حول روحه الأمل كسرت خواطر اللغة وزفر المجاز آخر صيحاته يتعلل بالعثرات اللغوية وقع بها الكثير من الفصحاء لكنها عنت ما تردده أردات بتر المعنى وتسطيح العلاقات ودرء شبهة...
نظرة أخرى في اللاشيء لن تضير لن تغير قوانين الطبيعة ولن تسكب الملح على جرح ينزف مسترسلا لن تذرف دموعها على قلب تراكمت عليه خيبات شتى عكاز آخر لا يجدي مادام شرخ القلب لايندمل وعيون الفجر لاترى غير العتمة ونسيم الصباح غير مسار عبقه علة جديدة تضاف لن تخرق سفينة شارفت على الغرق ولن تكسب ربانها...
أتراجع كلما قفزت لرأسي فكرة التهام الصباح... أو اقتطاع النص من جذعه... لا أجد مجالا لتعبئة كبسولات الإنس التي ترافق الحرف، وهو يزحف على بطنه ليعد لك موائد العشق التي طلبتها لمن تهوى أتراجع حين أرى الزبد يخرج من فروع اللغة وهي تلهث باحثة لبؤسك عن مفردات تليق به سببت لها التشظي، فتارة...
أيتها المرأة الغريبة لما تلوذين بالحقيقة دائمًا؟ إن السمع والبصر والفؤاد أدوات لخداع المخيلة. حينما يندرج الليلُ تحت نوافذي وأتأهبُ لملاقاة النوم على أرائك اللذة أتباطأ في الخطو لأرقد وحيدًا على الرملِ وأتدحرجُ دحرجة خفيفة_ خفيفة_ خفية فيما يطوقني النُعاس بيديه الرحيمتين ألتفُ حول نفسي كاليرقة...
أنا لست معك . ولست ضدك . فلا توحدني تحت رايتك . وحدتك قاتلتي , بشناعة . أنا ضمير الخائب . خاب ظني في الوجود . و العدم أيضا . سقط الثابت . و تحلل المتحول . و أنا , موت الموت . و موت الحياة . أھادن اشباحي . و لو سفكوا دمي . و أنا نار النور . و صمت اللغة . . عطش الماء و سراب الفكرة . دعابة المنطق...
لـ ماجد سليمان ــ السعودية 1ـ ذكريات: ليَ ذِكـرَيَــاتٌ آفِـلَـةْ تَذوِي عليها أَدمُعي مِزَقٌ لأحـلامٍ مَضَتْ تَـهْفُو إِلَيْهَا أَضْـلُـعي. 2ـ شبح: كَـمْ مِـلْــتُ بِـالــقَـــدَحِ يَا حُـزنـيَ السَّــــكْـرانْ أَذْوي إِذَا شـــــبَـــحِـي...
هانحن قدعدنا إلى الديارِ من بعدِ عناء الحرب؟!خلدنا للنومِ تلكَ الليلة مُحاطين بالشؤم متمسكين بأملٍ بات يتلاشى والشتاتُ يحاصروُنا استيقظنا كالعادة متأقلمين رُغماً عنا. نحاول ان نصنع من أيامنا بعد الحرب حياة فتحنا التلفازالخبرُ زينَ شاشةَ التلفاز توقفتِ المدافع ،وطلقاتِ الرصاص ،لا تمرُد لا مزيد من...
الدخول في التابوت وضع ابهامه على الصفحة، حدق جيدا قبل أن يتنقل بالبصمة على المساحة البيضاء، تنمل الإبهام، بات شبه مخدر، استبدله بالسبابة، تنملت، جرب الأوسط فالخنصر فالبنصر، وقفت يده كلها فوق البياض الممتد كغيمة ملفوفة بسحب من عهن منفوش، امتصته السحب، فانزلق في كومات من ضباب رمادي يتجه نحو...
الأزرق الذي سأصفه لا علاقة له باللون المعهود فاتحا كان أم داكنا، ذاك الذي تدركه الأبصار من أول وهلة. الأزرق الذي سأصفه هو أزرق متصل بذاكرتي ، بقصتي، بإحساسي. هو غياب الحدود في عيني المحبوب، وقد بدت لي زرقتهما الرمادية بعيدة مثل الأفق، تخفي أسرارها بين طيات امتدادها . الأزرق الذي سأقوله هو بساط...
1- اللوزة أمام لوزةٍ حدث وأن صارت أسطورة، تعبتْ يداكَ من معاول الشّرَرِ. حيث هي رسمٌ وحلمٌ. هي هَجْرٌ. أو فحم راكد في عمق حصاة. إنها أسرار البلاغة حين تدنو من بكارة العالَم بين قيلولتيْن... لو أنّكَ بقيت في رجتكَ كهضبة شريفة. أيام تلو الأخرى، واللوزة بالقرب من نوافذنا ترتعش وتنحني عسلا لسديم...
أعلى