مارا أحمد

أعتدت السير بجوار الحائط ،،يغشاني ظل الأبنية، احتمي بصلابته وثباته.. وأخشى إن انزلقت قدمي تجاه الطريق الحر، المفتوح. أن تدهسني قدم رجل قامته مهيبة، أو تصفعني حرقة الشمس التي لاتخاف.. كنت أخشى أن ألتقي بعربة الشرطة.. فقد سألني قائدها ذات نزهة.. عن بطاقة هويتي وعن علة خروجي.. بماذا أجيب؟فأنا خرجت...
قبلاتي علي جبين كل ام غزاوية... انتظرت عودته برغيف خبز مغمس برائحته التي تهون عليها الحصار، والنوم تحت قصف المحتل عليهم بالقنابل وقصف الشتاء بالثلج...، صوت ينادي.. أماه.. وصوت اقدام كثيرة وبكاء لنساء.. حاولت ان تنهض واقفة ولكن هناك تل يرقد فوق ظهرها... وحديد في ساقيها يكبلها بالأرض... نهضت...
في لحظات، توارت أنشودة العشق خجلا.. ربما خشيت_ هي _ان تتهم بالثرثرة.... لينفرد بالحوار عين تعشق وعين ترقب.. يحدثني عن الفن ،اشكو إليه غلاء الأسعار و بركان في سكون كاذب يوشك أن يقتلع ذلك الجسر الذي يؤدي للبلد الجديد ويحجب الشمس عن المدينة العتيقة...ليحدثني هو _ عن الصور الجمالية الناعمة في ابيات...
كنا عيالا فكانت ألعابنا الطبيعة، كرتنا الطبيعة... حجلتنا على الطبيعة قفزاتنا مع الطبيعة.. نلاعب النحل والفراشات.. نتسابق مع العصافير والحمام و الغربان كنا عيالا. كانت احلامنا لاتركع للقانون، لا تخضع للجدران. وكان الحب اسفنجة تمتلئ فتفيض على الكون ... كنا عيالا.لانعرف الفلوس إلا َورقات بلاقيمة...
أنتظر . انصت.. أنصت.. لموجات البحر العاشقة تفرد ذراعيها.. تلملم شوقها.. تقفز مبتسمة، تأمل قمرًا ساجدًا.. في ملكوت الصمت يرقب عيني الشمس عاشقا تهجى رمقات عيني... تصفح ورقاتها.. مسطور فيها حرفين بلغات الإله.. أرهف السمع... وأنفض عن عينيك الاغبرة تأملني بعيني طفل..لم تعرف بعد الفزع.. كن أول من...
تأملت في عينيه..وكفيها في حضن كفيه... قال لها .،سنقيم جنتنا النقاء...أنت وأنا...هنا ردت: الجنة عقيم ..لاتناسل ولا أمتداد .. أريد بيتا يزدهر يوما إلى وطن.. أستدار صامتا..وغاب...وأنزوى في طيات الرحيل طويلا ثم عاد سألته لم الغياب...هل كان حلمي غائما؟! أجاب : أهواك حبيبتي ..غير أنك تطلبين مني...
مقعدي هناك بجوار كتبي القديمة، ازيح ذرة تراب لأجد لي مساحة... مقعدي هناك جوار محمولي القديم ذو الأحرف المنسوخة.... يزورني أبني. ليطمئن أني بخير.. وفي عجلة مع ساعة الحائط، يخترق الباب إلى الحياة و وطنه الخاص... مقعدي هناك حيث أسامر صور أولادي وهم صغار.... أغازل الحلم أن يأتني بهم جميعا... أجادل...
مقعدي هناك بجوار كتبي القديمة، ازيح ذرة تراب لأجد لي مساحة... مقعدي هناك جوار محمولي القديم ذو الأحرف المنسوخة....الذي شاركني رسالاتي المناهضة للظلم والعنصرية.. وقصصي التي تخلو من الإبداع، فلم يستر لي سرا ولم يقصف لي "كليك" او نقرة.... كان ديمقراطيا بجنون.. يزورني أبني. ليطمئن أني بخير.. وفي...
كنت في الطريق حين رن جوالي... لتصدح مع الاثير كلمة "ألو" ... ومع" ألو" بيت ترتفع جدرانه دفء وسقفه حضن... كنت ارتفع فتمدد جسدي حتى أن رأسي طالت جليد القطب الشمالي وساقاي داست أرض النوبة... لفعت وجهي نسمات نوفمبرية....عاقلة رأيت يده تبعد عني الغربة.. . وحضرت مع كلماته القليلة التي لم تتعد...
أمسكت بفستانها الجديد، وضعته على جسدها أمام المرآة، وظلت تتأمل نفسها وتتخيل رد فعله حين يراها به، ثم طبقته ووضعته بكيسه، ثم رصته بجانب ما اشترته من ملابس وقمصان وحقائب ... مر اليوم العام الأول على الانفصال، وبدأت ملامحه تبهت بذاكرتها، حتى لمساته طمست آثارها من فوق جسدها، وتبقى فقط الأمل في لمسة...
كان أبي غنيا؛ يحتكم على ثلاث ثروات لا يتنافس عليها معه أحد إلا غلبه: الجهل والفقر ومرض أصاب نفسه، أو قد يكون خللا أصاب خلايا عقله، عطب في النفس. كان يداويه حكيم لم يتلق علما بل يمتلك موسا للحلاقة، وبروة صابون وعلبة من الألمونيوم يشمئز الحيوان أن يقرب منها فمه، ولكنه كان الطبيب الذي يعالج أبي إن...
زارتني ومعها كارت صغير وحقيبة هدايا أدخلتها إلى غرفتي، فأنا في حالة صحبة لنفسي اليوم؛ فلقد اعتدت أن أجالسها يوما من كل شهر. كانتا عيناها تلمعان وكأنها تعيش قصة حب، سألتها: لمن تهدين هذا الكارت ومن هو ذلك الفارس؟ ضحكت ضحكتها الناعمة ذات صدى الاتزان النفسي الذي أفتقر إليه، - بابي، أبي، بابا،...
شاب وسيم، لا يهم هنا أن أصف تلك الملامح التي دعتني أن أصفه بالوسامة؛ فتذوق الجمال يتعدد بتعدد البشر، فما أراه جمالا قد يراه غيري قبحا. تقف على المسرح فتاة لم تتجاوز مرحلة "العشر سنوات" أي مرحلة المراهقة إلى ناصية العقد الثالث، جميلة؛ شعرها أشقر، خمرية اللون، تضع ميك أب يتناسب مع السهرة، ترتدي...
فتح لها الباب بعد سنوات غابت فيها عن بيته وحضنه، يشتاق إليها وإلى حضورها الذي أعتاد أن يملأ فراغ حياته وخواء غرفه، دخلت ومدت يدها بالسلام، أمسك يدها في حب وبقوة وكأنه يخشى أن تضيع ثانية من يده، قبّل جبينها، حاول أن يمد شفتيه ليقبل شفتيها، ولكنها بنت حاجزا بيدها بين شفتيها وشفتيه. - أنرت بيتك...
إلى وقتنا هذا لا أمل من التنقيب عن المعنى والمغزى من وجودي، ومعنى مفردات كثيرة كم قرعت ضمائرنا وأصمّت أذاننا ... كنت في السابعة حين اختبرت الفقد، وأفلت من بين يدي البيت، وتناثرت أطلاله هنا وهناك. لست شابا؛ بل فتاة نبتت بداخلها الأنوثة والفتنة التي رأيت سحرها في نظرات الرجال حولي. أصيبت أمي...

هذا الملف

نصوص
21
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى