مارا أحمد - عيد الأم...

قبلاتي علي جبين كل ام غزاوية...



انتظرت عودته برغيف خبز مغمس برائحته
التي تهون عليها الحصار، والنوم تحت قصف المحتل عليهم بالقنابل وقصف الشتاء بالثلج...، صوت ينادي.. أماه.. وصوت اقدام كثيرة وبكاء لنساء..
حاولت ان تنهض واقفة ولكن هناك تل يرقد فوق ظهرها... وحديد في ساقيها يكبلها بالأرض...
نهضت وقد غطاها العرق.رغم الثلج..فلقد كان الخوف مارد يشدها للخلف . زحفت بأقدامها..وصوت ينهرها ألا تفتح ستارة الخيمة.. قلبها يقرع بضربات كانت اعلى
من صوت المناداة...
"أماه"... الكلمة تتذبذب بين صوت ينادي وصوت يبكي... فتمزقت وتبعثرت قبل ان تصل إلي مسامعها...
فتحت الستارة... كان ابنها محمولا علي طاولة خشبية يرفع عليه الخبز.. وكان وليدها ارغفة....
قبلته، تشممت الدم الذي غطى وجهه وجسده...
قبلت جبينه وكفه الذي امسك بالرغيف...
عادت للنتيجة الورقية التي تدلها علي عدد الايام. ربما تأخذها إلى السلام... مزقت ورقة
وألقتها في النار التي تستدفئ بها... كانت ورقة النتيجة المحترقة ليوم واحد وعشرين مارس.

مارا أحمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى