فوز حمزة

محمداوي رجل جزائري مجفف بالوحدة، مشدود للحلم، لم يلتقيها صدفة، ولم يكن على موعد معها، استأنف حديثه: محمداوي قَدِمَ إلى القاهرة بدعوة من مهرجان كبير نال فيهِ المركز الأول في الرواية ليمثل بها بلده، أما صابرين ابنة اليمن، فكانت شاعرة يشار لها بالقلب قبل البنان وبهذا استحقت أن تكون الأولى واستطرد...
كم من المصادفات تجمعت هذا النّهار كي أراها بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا على آخر لقاء لنا؟!. وأنا داخل المقهى؛ رأيتها واقفة قرب أحد المحال التّجارية تحمي نفسها من المطر، في ثوان وقبل أن تملأ قطرات المطر لوح الزجاج لتغيم الرؤية بيني وبينها، عادتْ صور و ذكريات اليوم الأخير الذي قضيته برفقتها، لكن...
هذا المساء أكملت أربعًا وعشرين عامًا، مضت سنتان وعدة شهور على فراقنا، من يومها لم أستطع الإبقاء على روحي وجسدي معًا، لأنني معكِ فقط، أتماثل في الحب والهوى! تخرجتُ من الجامعة، تأخرت في دراستي بسبب الظروف التي تعرفينها، وهي ذاتها التي رفضوني أهلكِ بسببها، كل شيء في حفل التخرج جميل ومرتب، لم...
منظر الغيوم عبر نافذة الطّائرة، عادتْ بيّ إلى يومٍ تلقيت فيه خبرًا من مجهول يُعلمني من خلاله بمقتل زوجي! بعدَ مرورِ عدة أسابيع على حدوث الجريمة، لمْ تستدل الشرطة على الجاني ولم يتوصلوا إلى معرفة المرأة التي وجدوا صورتها في محفظة نقوده، فُحفظتْ القضية ضد مجهول. بعد الحادثة بشهور، اخترت الرحيل...
حدثَ هذا الأمر حينما أصبت بالإنفلونزا في تشرين هذا العام. غالبًا ما أُصابُ بها فيمثل هذا الوقت. من قبل، لم أعرف السبب، وبع د أن عرفته، لم يتغير شيء، لا زلت في بداية كل خريف أصاب بها. حرارتي لا تزال مرتفعة، انتابتني غيبوبة هذيان، أخذَ جسدي يرتجف تحت الأغطية الثقيلة التي بللها العرق المتصبب...
ولدتُ لأم بلغارية وأب عربي .. أمي كانت تعمل نادلة في أحد المقاهي التي كان أبي يتردد عليها، فأعجب بها وظن أنها لقمة سهلة وهي كانت كذلك بالفعل! وفي ليلة سبت ساخنة، وبعد أن احتسيا عدة كؤوس من الخمر، رقصا بنشاط ملحوظ وحماس شبابي ثم اصطحبها إلى بيته وضاجعها تلك اللّيلة بكل حب. تزوجها بعد حملها بيّ...
- ما الذي ذكّركِ بيّ؟! سألها بعد أن رآها تقترب منه لتميل عليه بجسدها كله على مرأى ومسمع الآخرين بينما تركتْ أصابعها تتسللُ ببطءٍ نحو هامته المتيبسة حتى سرتْ قشعريرة في كامل جسده الطويل، فارتعش بقوةٍ ولذةٍ تاركًا إياها تعبثُ به وتدندن قائلة: - ومَنْ غيره .. إنه الحب الذي سرى بداخلي منذ تفتّح...
- ما الذي ذكّركِ بيّ؟! سألها بعد أن رآها تقترب منه لتميل عليه بجسدها كله على مرأى ومسمع الآخرين بينما تركتْ أصابعها تتسللُ ببطءٍ نحو هامته المتيبسة حتى سرتْ قشعريرة في كامل جسده الطويل، فارتعش بقوةٍ ولذةٍ تاركًا إياها تعبثُ به وتدندن قائلة: - ومَنْ غيره .. إنه الحب الذي سرى بداخلي منذ تفتّح...
تشاغل عن الحرِ الشديد بمتابعة خنفساء حائرة في اختيار الطريق المنجي لها .. كأنها شعرت بوجوده قربها.. رأى في حركتها المتعرجة حبًا للحياة لا يوازيه شيء آخر .. حمل بين أصابعه بعضًا من ذرات الرمل وأهالها عليها .. سكنتْ قليلًا ثم واصلت حركتها .. ربما لها أحلامها .. ربما الغد يعني لها شيئًا .. صوت...
بعد أن سألها الطبيب عن أعمارنا .. أجابته وثمة قلق في عينيها: - سيكمل الأربع سنوات بعد شهرين ثم حملته لتجلسه إلى جانبها. أمسكتُ يده بشدة وقلتُ له: لا تتركني لوحدي معهما في الغرفة! ابتسم مدركًا أن وجودهما قربي بدأ يزعجني .. سيما وأن نظرات الطبيب كانت موجهة صوبنا .. لقد تيقنتُ أن حديثنا كان يصل...
إذا أراد الله اختبار إنسان .. فليسلط فوق رأسه امرأة! نطق كلماته هذه وهو يتفرّس في وجوه النساء الموجودات في الصالة .. أيدته عجوز تجلس قرب الباب إلى جانبها فتاة كانت تتحدث في الهاتف. أبدى انزعاجه وأخرج سيجارة .. تذكر أن التدخين ممنوع فأعاد العلبة إلى جيبه. نظر إلى الشابة بعينين يملأهما الجوع...
رفعتْ رأسها من على كتاب الرياضيات لتقول لي: - عمة أريد أسألج سؤال باعتبارج من جيل الطيبين.. التفت إليها وعلامات استغراب بانتْ بوضوح على وجهي.. تماسكتُ ثم ابتسمتُ وقلت لها: - حبيبتي شنو تقصدين بجيل الطيبين؟ بثقة وإصرار ردّتْ: - عمتو قصدي إنتوا إللي اجاوزتوا الأربعين! وهنا راودني بعض الأمل وخفف من...
ما الذي ذكّركِ بيّ؟! سمعتهُ يهمسُ لها متعجبًا.. اقتربتْ منه أكثر بينما تركتْ أصابعها تتسللُ ببطءٍ نحو هامته المتيبسة حتى سرتْ قشعريرتها في كامل جسده الطويل، فارتعش بقوةٍ ولذةٍ تاركًا إياها تعبثُ به وتدندن قائلة: -ومَنْ غيره ٠٠ أنه الحب الذي سرى بيّ فولّد شوقًا عظيمًا لم أتمكن من إخفاءه! شعر...
قال لي بائع التّذاكر: - أتذكرُ أني رأيتكَ البارحة هنا، أليس كذلك؟. - نعم. لقد وصلتُ المحطة متأخرًا، فاضطررتُ لتأجيلِ الرّحلة لهذا اليوم... قاطعني مندهشًا: - ألم تسمع نشرة الأخبار،ألم تقرأ الصّحف؟!. نفيتُ بهزةٍ من رأسي، لكن لم يمهلني طويلًا، إذ قال وكأنه يسردُ فيلمًا سينمائيًا: - ليلة البارحة،...
بلهفة فتحتْ النافذة .. بدأتْ تستمع لصوتِ المطرِ .. فهي تعرف عشقه له حد الجنون. تذكرتْ الليلة التي راقصها فيها بينما المطر الجسور انساب عبر الثياب ليتخلل جسديهما .. ترك قبلة على شفتيها المكتنزتين بعد إزاحته خصلات شعرها التي غطت وجهها .. وبلغة لا يفهمها سوى القلب أخبرها كم يعشقها! كيف إن روحها...

هذا الملف

نصوص
137
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى