فوز حمزة

بمزاجيةٍ ورديةٍ لِنهار ربيعي مبهج، بسكينةٍ رهبانية، دون ضجيج، استيقظتّ زهرة الكالا البرّية، تثادبتْ برقة ثم مسحتْ خدودها مما عَلِقَ بهنَّ من ندى الفجر! شعرتْ بالحياة تدبُ في سيقانها بعد سريان الرّوح في جذورها، عيناها تماهي الحياة بصمتٍ وسط ثرثرة الموت. أحستْ بِسحر المدى الكامن في سِرّ...
ضحكات .. قبلات .. حكايات .. هذه هي قصة حبي التي ولِدتْ من لقاء بيّننا كان بالصّدفة. أغصانُ لهفتي أزهرتْ شوقًا وصرختْ من فرط النّشوة: ما زلتُ على قيد الحياة، ما زلتُ على قيد الرّبيع! لنْ أقولَ أنّ القصة انتهت بالزّواج، بل تكللتْ به وتزينتْ! بدأتُ أنظر لكل شيء من شرفات الأمل والسّعادة، أهمسُ...
قالتْ رأيتكَ منشغلاً بأبياتي والشِعرُ عندكَ موصولٌ بآهاتي مابالَ بيتكَ لا معنى يُساندهُ كطيرِ في أفقٍ مقصوص الجناحاتِ أنّ القوافي يرعشنَ في هزلٍ و البيتُ عندكَ منكوء الجراحاتِ قلتُ اعذريني إنْ الحُبَّ أكتمهُ عليّ بذاكَ الهوى أشفي عذاباتي شطري وحيد فلا عجزٌ يتممهُ والبحرُ عندي مقرونٌ بحسراتي...
إحدى الرّوايات القديمة تقول: أحبَّ رجلٌ امرأة حسناء، ولم يدرك ذلك إلا في نهاية الرّواية، بعد توالي الفصول وسقوط الأوراق في وحل النسيان. عزاؤه أن ورقة واحدة بقيت عالقة في ذاكرة الأشّتياق، تركها بيضاء ليدوّن عليها بحبره الأسّود هزائمه المسّتمرة، وحربه التي خاضها مع نفسه ولا يدري مَنْ منهما الخاسر...
حبيبي.. حسنهُ كم باتَ يُسهدني؟! ما من شبيهٌ لهذا الحسنِ يوفيهِ وثورة الشكِ في قلبي بنا شعلتْ جمر الهوى ولا من ماء يُطفيهِ إنْ رامَ هجرًا دعوتُ الله في عجلٍ أو صابَ بعدًا فذا قلبي يُدانيهِ أهديهِ ماذا و كل العطرِ مسكنه؟! هذا ورد كأني لي سأهديهِ ماذا سأكتبُ كل النظم يعرفهُ؟! و بحرُ شعره تجري...
حمل طبق السمك وقربه من أنفه وبعد أن امتلأت رئته من الرائحة، فتح عينيه بنشوة وقال: - أيتّها السيدات، انتبهنّ جيدًا، هذا هو الطريق إلى قلوبنا! بعد هنيهة، غير نبرة صوته ليبدو أكثر جدية، فقال: - أيّها السادة، لا تعبدوا السبيل إلى قلوبِكم، أتركوها وعرة لتفوز بها أكثر النساء صبرًا، الأصدق مشاعر ثم جلس...
هل تعرفْ الليلةُ الماضية رأيتكَ في الحلم رأيتُ القمرَ يرتعشُ وهو يلملمُ بقايا نوره بينما ثرثرة النجوم العابثة تملأ السماء حين أستيقظت وجدتُ العالم آيلاً للآنهيار بينما قلبي يرقدُ في سلام لأنهِ بين يديكَ أين أنا في الحلم يبدو سؤالكَ منطقياً لكنه غريبٌ فأنتَ الحلم رؤيتكَ تنبتُ للحزنِ...
أيها الأحمق، يامن لا تحسن السير إلا ضمن قطيع كبير.. هل تظن أن رفضك لي بعد شهور من الحب أسمعتني فيها أعذب كلام وأرقه، سيجعل مني إنسانة ضعيفة؟ إن ظننت ذلك ستكون غبيًا بامتياز! ليس من السهل عليّ إنكار إعجابي بحديثك عن المرأة التي وضع الله فيها سّر الحياة، فالنساء هنّ الحياة .. يا للروعة! موعدنا...
سألته وأنا أشعر بالخوف ينمو داخل جسدي: - هل تدرك أننا لن نكون معًا بعد اليوم؟ لم أسمع أي إجابة منه فسمحت لنفسي بالبكاء، الحياة تصبح قاسية أحيانا. نهضتُ من فراشي بعد أن سحبت يدي من تحته وسرت خطوات صوب النافذة التي تجمعت فوق زجاجها كمية من البخار رسمت فوقه دائرة بجانبها دائرة ثم واحدة أصغر. كانت...
خطرَ على بالي حينما بدأتُ في كتابة الرسالة إليكِ أن أتركَ السطر الأول فارغًا، فربما تجمعتْ في قلبي غيمة من حروف فأعودُ للكتابة ثانية. حبيبتي، حالما انتهيتُ من لبس بدلتي الرمادية التي تحبين، ورششتُ فوقها رذاذًا من عطركِ المفضل، نظرتُ إلى نفسي في المرآة، أرسلتُ قبلة لصورتي المنعكسة فيها لأنها...
ما زلتُ أتذكر رغم مرور أعوام طويلة، اليوم الذي اصطحبت فيه ولديّ مع كلبتهما إلى السوبر ماركت لأشتري لهما بعض الحلوى. كان الكبير بعمر الخمس سنوات والصغير بعمر الثلاث. الفصل كان ربيعًا وسحبٌ عابرة غطتْ وجه السماء كما يصفونه في نشرة الأخبار بإنه غائم جزئي. طرأتْ في رأسي فكرة وأنا أنظر للشمس...
كنت أريد أن أقول له أحبك .. لكن جمع من الناس وقفوا بيني وبينه .. كانوا رجالاً .. أما النساء فقد وقفنّ في إحدى زوايا البيت يتأملنَّ المشهد .. إنه مشهد يتكرر ومع ذلك فإنه يثير الشجن كلما تجسد أمامهم من جديد. لقد كان قربي .. وكنت أريد أن أقول له أحبك .. لكن الوقت لم يسعفني .. الوقت لا يلتفت...
قد يكون طريقي محاطًا بالنور .. لكن تملؤه عند حلول المساء الظلال الكاذبة .. في طريقي أقابل أشياء كثيرة .. ربما الأمل وقد يكون الحب .. قد تنحسر الرغبة أو يملأني الرعب .. سيعلو الغبار أقدامي .. سيسيل دمي فوق حجارة الطريق .. في طريقي الضجيج عالٍ .. والأفكار لا تهدأ .. الفرح يتهاوى فيه كما تتهاوى...
أنا لست قصتي .. فالقصة وهم من نسج الذاكرة .. أنا لست أفكاري .. لأنها وليدة المشاعر .. والمشاعر لا تعرف سوى الحزن .. أنا لست الماضي .. لأني لا أدركه .. لست المستقبل .. لأني لا أراه .. أنا بدون اسم بدون هوية .. هذا الكون وأنا واحد .. غير قابلين للقسمة ٠٠ لا أعرف الانتظار .. لا أحسن التأمل .. أنا...
فتحتُ عينيّ ببطء شديد، هدير أمواج البحر القادم من النافذة، كان أول ما تناهى إلى سمعي وحينئذ تذكرت حالما درتُ ببصري في أرجاء الغرفة أنني لست في بيتي، لست في فراشي. نهضت بحذرٍ أبصر هذا العالم الغريب الذي وجدت نفسي فيه، كانت الأرض رخوة تحت قدمي والفراشات تملأ المكان. هل أنا في حلم؟ ومتى كانت...

هذا الملف

نصوص
123
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى