فوز حمزة - النخلة العاشقة... قصة قصيرة

ما الذي ذكّركِ بيّ؟!
سمعتهُ يهمسُ لها متعجبًا..
اقتربتْ منه أكثر بينما تركتْ
أصابعها تتسللُ ببطءٍ نحو هامته المتيبسة حتى سرتْ قشعريرتها في كامل جسده الطويل، فارتعش بقوةٍ ولذةٍ تاركًا إياها تعبثُ به وتدندن قائلة:
-ومَنْ غيره ٠٠ أنه الحب الذي سرى بيّ فولّد شوقًا عظيمًا لم أتمكن من إخفاءه!
شعر بزهو عظيم فسألها: لِمَ أنا من بين الجميع؟!
اقتربتْ منه أكثر وكأن تيارًا كهربائيًا دون إرادة منها يدفعها لفعل ذلك فقالت بصوتٍ يكاد لا يُسمع: لم يكن اختياري لكَ قدريًا ٠٠ بل اختياري حركته يد الحب وساعات انتظار طويلة جمعتني بكَ تحت لهيب الشمس جعلتني أدير عنقي نحوك أنت بينما تناسيت الآخرين من حولي .. ستدركَ لهفتي حينما تدفئكَ أنفاسي التي ادخرتها لكَ من مواسم كثيرة ٠٠ ستشعر حينذاك أن الماء الذي روى أعماقكَ هو ذاته مَنْ رواني!
انظرْ إلى كل الذكور الذين يحيطونني ٠٠ بعضهم أطول منكَ وبعضهم أقوى وبعضهم ما زال فتيًا يانعًا .. لكني تركتهم جميعًا وألقيتُ بظلالي عليكَ..
تعال عانقني لنرقص معًا بينما جذورنا تمتد عميقًا في أرضٍ واحدة ٠٠ سنمنحُ الروحَ للأيامِ القادمة فتتدلى ثماري منك لأعلن انتصار الطبيعة وديمومتها ٠٠
اقتربْ مني ودعنا نصنعُ مظلة أمان ونخبرُ تلك البائسة التي تجلس تحتنا.. أن الحبَ ليس فنجان قهوة ورسائل صباحية تُرسل عن بُعد ٠٠ الحب أن أتركَ العالمَ من حولي لتصبح أنتَ قِبلتي التي منها أناجي الرَّب وأصلي له تعبيرًا عن امتناني..
ادنو مني يا حبيبي ودع تلك التي تتجسس علينا تخبر الآخرين أن العشقُ نخلة!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى