عبدالجبار الحمدي

ما انفكت الملمات، ترافقه في سرابيلها التي حملت كل تمزقات الذنوب المدلهمة، في ليالي عقيمة، رافقه العديد من هم على بينة من الأمر، بإنه لا يتعدى زمن عابر، صقلت الأيام أظافرها ولونتها بالسواد، تجهيزا في طعن أبدان آن لها أن تتذوق عذابات الآخرين، الذين اعتاد ان يراهم كبسولات لأمزجة متغيرة، قد تعني...
أين انا منك يا حلم يقظتي البعيد؟ أين أنت مني وقد تاه ساعي البريد، لم يكن في حسبانِ يوما اني لا أعي بأني خرقت قانون طبيعة الحب، كيف تسنى لي أن أتركك تذهب تنساب من بين أضلعي الى عالم أفقدني الدهشة فلم أدرك بعدها اني في فضاء غير موصول بكل السطور التي رسمت وكتبت... تيه يأخذني بعيدا الى رمال الصحراء...
ألقمني والدي المهنة البائسة التي كسرت ظهره وظهر حماره.. هذا ما أخبرنيه عنها كانت مهنة والده من قبله، يفخر بها كأنه أورثه مهمة السقايا والرفادة ببطن مكة... فيقول: نشأت بين زريبة لحمار وعلف نتن، أزحف على أرض خشنة يغطي رؤوسنا سقف من بعض قطع بلاستيكية، هواءنا يختلف عن هواء بقية البشر فبيتنا... دعني...
خارج الدائرة التي كنت احد ألمقربين من أقطابها بل كنت اقرب الى خط قطرها الداخلي، جاهدا التحرك مثل حركة المكوك الذي في بعض الاحيان يتحرك بنسبية، اما بشكل طردي او عكسي، على اية حال.. ها أنا خارجها الان كما غيري بعد إنتهاء الصلاحية، اتبضع بقايا ما تناثر من هواجس نتيجة الحركة الدائمية لليل والنهار...
لم أحسبني يوما بأن أكون موضع للشبهات فأنا قد جاوزت الستين عاما من العمر غير اني لا زلت احتفظ بأناقتي وهندامي، التقاعد مرض مزمن خاصة عندما يكون واقعا سمجا، المقاهي تنتعش بمن هم على شاكلتي، الاحاديث و فروسية الشباب في محاربة الطواحين، سرد حكايا مثل الف ليلة وليلة، كل يوم نحن في شأن، ما برحنا ان...
منذ نعومة أظفاري و أنا أعيش في محيط من النار، لا سلطة لي في أختياري، ولدت قضاء وقدر هكذا اتخيلني كلما واجهت العوم في ذلك المحيط الناعم الملتهب من حرارة الشمس، لم احظى بطفولة مثل ما سمعت ورأيت بعد ذلك بزمن تسارع وجعلني افترش واحات مياه باردة ملاذ أمن، شغفت صعوبة الحياة التي فرضت عليّ الى أن كابدت...
كثيرة هي شظايا النفس خاصة عندما أتذكر صورتك التي كدت أحطمها في لحظة شك بأنك رجل تبحث عن الدفئ النفسي في غير صورة من العالم الذي بَنَيته من أجلك، لا ادري كيف تحولت من أنثى عاشقة الى إمراة نالت منها الغيرة والشك كداء الحصبة!؟ لا يفتئان يثيران الحساسية في نفسي فأعمد الى مراقبة تحركاتك، الهاتف الذي...
وسط اجتماعي راق، وجه يليق ان يكون ذو مسحة وعلامة بارزة كسيدة مجتمع متحررة اكثر من اللازم، يراها البعض إضافة للكثير من بني جنسها حصان طروادة الحرية، يحمل بداخله وسائل تنقية لأجواء لوثتها انفاس رجل تأبط البداوة والخنجر المخفي وسيلة اقناع على ما يراه من وجهة نظره تمردا، تلك حقبة متى اعترته الجاهلية...
كان لوالدي، حمله طويلا في عجاف سنينه التي رامته حزن متجدد، لم يشرع قط في تغيير حرفته رغم كثرة مآسي حكايا الصندوق... الصندوق الاسود، هكذا كان يطلق عليه حينما سألته فقال: اسمع يا بني هذا الصندوق فيه اسرار لو تفشت لربما احدثت كارثة.. لم اصبر فقلت على عجالة لكنه صندوق حكايا للأطفال.. اشار لي باصبعه...
لم يحسب أن أيام وليالي الشتاء ستكون باردة بهذا الشكل، اعتاد وليام أن يأتي في كل عام الى حيث كابينته البعيدة في مقاطعة كادت أن تكون نائية عن الجميع، فهو لا يحب صخب المدينة التي يعيش فيها مجبرا كما يقول للمقربين بسبب عمله، يمتاز وليام بالطول الفارع والجسم الرصين فقد دأب على ممارسة الرياضة بشكل...
الموج عاتي والسفينة خالية الصواري دُسُرها متآكلة تُبحر بربان كسيح الى الجزيرة المفقودة، كل من عليها يضمر شيئا فهم في عالم المباغتة وإن تشاركوا في مائدة واحدة، فلا حرمة لملح وزاد، فعملهم يكثر فيه لواط الألسن حين يأتي الحق عاريا حتى بدون فتنة، والأغرب أنهم يبيعون غايات دون وسيلة فََهَمَهم الذين...
دخل تحت دثاره لاعنا طنينها، ولكن ما ان يهدأ حتى يخرج منخاره الكبير ليسف الأوكسجين الرطب بعد أن ضاق صدره، كاد ان يختنق، وهلة ثم يعيده الى الداخل وهو يصرخ اللعنة من اين دخلتِ؟ لقد احكمت إغلاق النافذة وحتى الستار قد اسدلته جيدا بيدي، لا أظن أني تركت الباب مواربا فالعادة إغلقه جيدا... ماذا اقول!!؟...
لم يتغير شيء منذ عشرون سنة، لا زال عربجيا يمتهن ما ورثه عمن أنجبه في صحن الحياة... حياة خالية من اي طعم لا بهارات هندية ولا غيرها سواء حاذقة كانت ام باردة، إلا من تلك الرائحة النتنة التي يحملها على ظهر عربته الصغيرة وهو يجوب الطرقات مثل حماره يعبث ببواطن حاويات للنفايات، يخرج من بين كومة صفيح...
تعثرت وأنا أكرع قوافي شعر ابو نؤاس، يبدو أن السكر قد نال مني، ويحي!! أهكذا كنت بمجونك عندما تستبيح بيوت الشعر فتغزوا حروفها، أظنك كنت تختلس النظر إليها اولا ومن ثم تُغير على أسرتها ليلا، تشبعها لثما وهي مستسلمة إليك، تُشعرك بلذة ما تتذوقه، أجدني على غرارك اليوم اسير أبحث عن الجيوب الجانبية عَلَّ...
المطر غزير، السقف مترهل بائس، يقبع باشو في احد أركان كوخه المتهالكة، يمسك بتميمته التي لا ينفك يفركها وهو يسبح بما يؤمن به فبوذاه القديم قد فرط بعهده وميثاقه بعد ان نكل باشو بالقسم، نعم لقد أخطات وهو يتطلع الى الغمامة السوداء التي تمر في السماء تنزل الموتى الذين خالفوا العهد دون مواثيق تسمح لهم...

هذا الملف

نصوص
113
آخر تحديث
أعلى