مارا أحمد - وتجاوَزت العطاء..

مقعدي هناك بجوار كتبي القديمة، ازيح ذرة تراب لأجد لي مساحة...
مقعدي هناك جوار محمولي القديم ذو الأحرف المنسوخة....الذي شاركني رسالاتي المناهضة للظلم والعنصرية.. وقصصي التي تخلو من الإبداع، فلم يستر لي سرا ولم يقصف لي "كليك" او نقرة.... كان ديمقراطيا بجنون..
يزورني أبني. ليطمئن أني بخير.. وفي عجلة مع الحياة يخترق الباب إلى الحياة و وطنه الخاص...لم ينظر في عيني.. لم يضمني..

مقعدي هناك حيث أسامر صور أولادي وهم صغار.... أغازل الحلم أن يأتني بهم جميعا...
أجادل وحدتي....
أزيح ذلك الكرسي الفارغ وتلك الأغطية الباهلة عن العمل.... أدوس تلك السجادة النائمة في هدوء فلا قدم تدهسها ولا كوب مكسور يلقيه أبني ولا طين الشارع الذي صاحب حذاء ابنتي لتطبعه عليها...
مقعدي هناك أدفع الهواء لعله يعود برائحة عرقهم...
تطل ابنتي للحظات تجري مسرعة.. تطمئن اني في غنى عن صحبتها.. أكتم حنيني وأبتلع ثرثرتي فينتفخ بطني ألما...
انظر إليها لعلها تلتقط كلمات سقطت عن لساني سهوا فتفهم منها اني اتوق إلى ليلة جمعتنا أمام التليفزيون، امام تلك المسرحية الهزلية نضحك ونتسلى...
يبدو أن الجميع ينتظر... ينتظر ... أن أمد يد الشكر والاستغناء عنهم...
وانا بين كتبي القديمة وملابسي القديمة...
وجدران بيتي التي شاخت.... أقعد في انتظار زيارة أحدى الحسنين..
إما هم او ذلك القماش الأبيض الذي يزفني إلى الأمس حيث الضحكة من القلب ومقعدي بين أحبتي..

مارا أحمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى