مأمون أحمد مصطفى

أنت الآن في عمر قد فقد البريق واللمعان والاندفاع، التدفق والانصباب، حكم الأيام والسنوات جمل واضحة المعالم والمعاني والدلالات على تقاسيمك، وفي أعماقك ودخيلتك وانحناءات نفسك، لهذا عليك أن تهدأ قليلا وتدرك ولمرة واحدة، وبيقين مطلق بما تحمل مفردة المطلق من دلالات، بأنك لن تغير شيئا لو بقيت حبيس...
أتابع مهموماً كل ما يقال عن موت الأجناس الأدبية، وأشفق على كل من يقول إن أجناساً أدبية ظهرت للوجود وقد راحت تتبلور وتشكل كينونة لها في غير مشهد ثقافي عربي، أقول هذا لأنني من غير المؤمنين بموت الأجناس الأدبية، ذلك لأن هذه الأجناس أثبتت موجوديتها وحضورها قروناً عدة من الزمن عبر أجيال تترى من...
للمواضيع والقضايا منطقها الذي تستمد منه فعلها، فتجعلنا نرشف بقوة إيحاءاتها، هذا ما يمكن قوله حول " الموت في لندن " للقاص المتميز " مأمون أحمد مصطفى "، التي تمتد على مساحة أرضية ساخنة تتراوح بين " أفعى من نوع آخر " وحتى يوم من أيام المخيم، الصادرة عن دار كنعان للدراسات والنشر " عام 2010، والتي...
أنت الآن وحدك ووحدك الآن أنت حجر في صحراء منسية، بلا أنس أو أنيس موجة في نواة عاصفة مخنوقة بالملح تطحنها الرياح ويفتتها الرذاذ وردة يتيمة في جليد، تلفحها سوافي الثلوج تجمدها البرودة، فيكسرها النباح يحملها مجهول في قوس قزح يواريها سُدًى عبثي الملامح حولك الضباب والرماد والفراغ الضياع...
قيل لنا قِيلَ لَنَا ذَاتَ يَوْمِ اِحْمِلُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ كَخَادِرَة أَوْ كَيْسَرُوعْ صَنَوْبَرْ اِنْتَشَرُوا كَجَرَادِ يَمْتَصّ اَلْغَابَاتِ فِي اَلْأَرْضِ مُتَّسَعَ لَكُمْ وَفِي اَلْأَرْضِ مُتَّسَع لِلْمَوْتِ وَالْإِبَادَةِ (2) كُنَّا يَافِعِينَ، أَنْقِيَاءَ...
"1" لريما كل المسافات كل الثواني وكل البدايات ككون مشدود من ثرى الأرض للثريا في قبة سماء في رحم مظلل بسماء وسماء وزيتونة الفية تمسك الأزمان كلها من نهايات النهايات “2” لريما كل شيء ممكن مباح، حر، طليق، نسر يحمل الأرض من أطرافها يلملم الأوراق من رحم صخرة صماء ينثر المجهول فوق...
"1" لين تفاحة بيضاء أجاصه تقطر عسلا حبة تين منداة رمانة تفتح أبواب الغيب لوزة تعتق الازمان في نواة النخيل كوز صنوبر ينثر المدى عطرا سنديانة تخبئ الدهر في الينابيع في الخمائل والغدائر والجداول رائحة الظل والطل والندى حين ترقص فوق الموج تهتز الأناشيد، تعزفها الرياح تلقحها البدايات،...
" يما ودعيني قبل ما امشي... ولا تدري بعثراتي وانا امشي ". أغنية طويلة كان والدي – رحمه الله – يشدو بها بين الحين والاخر، بنبرات مصدورة مجروحة، ولكني لسوء الحظ، لا اذكر منها إلا مطلعها هذا، لكنها كانت منذ بدايتها وحتى نهايتها تغرق في حزن عميق يسكن الكلمات ويفيض بشجن المعاني، وكان كل مقطع من...
كل كلمة في هذه المقالة، أتت كما هي، وما جرى عليها من تعديل، فإنه لم يتجاوز تعديل التنضيد والتنسيق، دون التدخل بمحتواها وفحواها، ودون لَيّ للمقصود أو تحويره. ونظرا لخطورة الموضوع، وحساسيته، فقد استبدلت اسم المحاور إلى الرمز "س". وهذا هو التبديل الوحيد الذي قمت به لأسباب ارتأيتها، ولا أعلم إن كنت...
رسالة مفتوحة إلى شهداء فلسطين مأمون أحمد مصطفى كل حرف هو بالحقيقة بداية، وكل كلمة خطوة تسير لتقطع خط البداية، وكل جملة انطلاقة، انطلاقة للتحرر من قيود الجمود والتصلب، انطلاقة لا يعرف معناها ولا يدرك مغزاها إلا من رجف قلبه وهو بعيدا عن أجسادكم مع رجفات أنفاسكم وهي تجاهد الموت والمستحيل،...
حوارية قال لي: - أنا أعرفك منذ زمن بعيد، بيني وبينك اتصال، تخاطر، رسائلك لم تكتب بالأحرف، ليس لها مفردات، لا تتشكل من الجمل، لكني أعرفك جيدا، رسائلك كلها فيً، في مخزون ذاكرة خاصة، ذاكرة تحاصر الزمان، تحاصر المكان، تقتحم مجهول الأقبية والسراديب والدياجير. قلت: - وأنا أعرفك، ملامحك، كل...
لا أعرف ما الذي يعتريني؟ ولا أعرف كيف يتحول الرأس إلى مخزن للألم الضارب؟ حتى لتحس للحظات بأنه سيتوقف عن العمل، وربما من شدة الضغط والترجرج، سيتناثر إلى شظايا على شكل ذرات موزعة، لا ترى ولا تلمس، ويبقى الألم مسيطرا، فلا الرأس متوقف، ولا الشظايا متناثرة. أَخرُجُ إلى باب المنزل، أُعَرّضُ رأسي...
[/B][/CENTER] كان لي صديقٌ، حادُّ الذكاء، عميقُ التجربة، قضى في سجون الاحتلال عقدين من الزمن، وزعها بين العذاب والزنازين، وبين الأسى والشوق والاشتياق، لكنه ظل شامخا، صامدا، مستقيم الظهر، مرفوع الهامة. ينظر إلى العالم والأحداث، بعينين لامعتين، ترسلان بريقا يَشِي بعمق النظرة وَحِدَّة الفكرة،...
حـديث البـطـولـة - حدّثْني عن البطولة، عن الرجولة، عن الرجال، أخبرْني كيف يخرج الآحاد من بين الملايين، ليكونوا غُرَّةَ الكون وتاجَ التاريخ؟ عن عقولهم، وأفكارهم، عن نفوسهم وتطلعاتهم، عن قسماتهم وملامح الأرض التي تسكن خطوط وجوههم وقلوبهم، عن كل شيء فيهم؟ - وهل تحتاج البطولة إلى حديث؟ هل...
ذات يوم فاجأني أحد الأصدقاء بسؤال غريب، لم أكن أتوقع أن أسمعه يوما ما، وخصوصا من صديقي المعروف بقوة شخصيته ورزانته واتزانه وتعففه عن استخدام ألفاظ غير محسوبة، أو أسئلة تقود نحو الحرج والخجل. سألني: ما الفرق بين ما أنت عليه الآن، وبين زمن كنت فيه طفلا؟ قلت: بين أعطاف الطفولة كنت أملك حريتي...

هذا الملف

نصوص
46
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى