خالد جهاد

لا يقتصر مفهوم الإيمان في حياة البشر على الشق الديني بل يحمل في طياته مضموناً أكثر تشعباً وعمقاً وحساسيةً ليشمل طيفاً واسعاً من الأفكار والمشاعر والمعتقدات التي يرتكز عليها التوازن النفسي والروحي لكلٍ منا مهما تنوعت وتناقضت وخالف بعضها ما اعتدنا عليه، فالإيمان هو حالة من التصديق والإعتقاد...
لا صور تزين حائطي الذي تكسوه نظراتي، انتبهت فجأةً أن نوافذي بلا ستائر، والوجوه في ذاكرتي بلا ملامح، سقط بعضها رغماً عني وأسقطها البعض بإرادته، وضعت كل الأكاذيب التي سمعتها وقرأتها في فرن الحي.. حيث تحترق الأماني بعد أن اختفى الطحين من المدينة، فبات للجوع مذاقٌ آخر ينهش الجسد و يلتهم الروح.. يرسم...
إلى هند.. ماتت عصفورتي البارحة.. فارتدت دموعي إلى الداخل، شعرت بطعمها في حنجرتي ومددت يدي أتحسسها.. ريشةً بعد ريشة وذكرىً تلو الأخرى.. انفجرت في صدري غزةٌ جديدة ولم أعرف كيف أحزن.. سلبنا البشر كل ما نملك.. أخذوا منا مشاعرنا وتركوا لنا بعض الكلمات الجوفاء.. بعض الخطابات والقصائد والأغنيات التي...
ولدت غزة.. وولدت معها من جديد.. أجل ولدت برغم الموت الذي يغرز أنيابه فيها.. ونقلته معها من الفناء إلى الخلود.. صفعت عالمنا، عرته، جعلته يرى كم هو بائس حين يحتفي بإنسانيته فوق جثث الجوعى ويذرف دموعه على منصات عروض الأزياء، حين (يقتات) من الخوف في أعينٍ فزعى ويتمرغ على التراب في (جلسة تصوير)، حين...
للمرة المليون.. تتكرر الأسئلة أو تعيد فرض وجودها وكأنها تهيم في الفضاء على وجهها باحثةً عن إجابة.. غير مقتنعةٍ بما قيل لها من قبل وموقنةً بوجود إجاباتٍ لا يريد البعض التفكير فيها أو الإقتراب منها مع أنها قد تغير ملامح العالم بأسره وتنتشل معها الإنسان من شقائه، فلو سأل كل منا نفسه.. من أنا ؟ ماذا...
(الفن هو اللذة السرية المتبقية للإنسان المعاصر المستهدف في كل أبعاده الإنسانية).. الأستاذة والفنانة اللبنانية د.هناء عبد الخالق.. وقعت هذه الجملة في قلبي منذ قرأتها قبل أن تلتقطها روحي ويستقبلها عقلي ليكمل من خلالها صورةً اجتهد في رسمها في مخيلته منذ الطفولة المبكرة، حاملةً معها أسئلةً معقدة...
خرجت من تحت الأنقاض رمادي الهيئة والأحلام، تركت قلبي (هناك) ولم أسأل خطواتي عن وجهتها.. كنت كمن يمشي ويراوح مكانه، أعانق في الغربة ظلي ولا أملك سوى أماني تغرق في محيطٍ من الخوف، صوتي يختنق خلف نظراتي، تتدفق دموع جدي الذي لم أعرفه على وجنتيّ وكأن وجهي الذي يراه الناس ليس ملكاً لي، وتبدو ضحكتي...
أصبحت مختلف القيم أو الأفكار في زمننا الحالي خاضعةً للنظرة النسبية بغض النظر عن ما يردده الناس على اختلاف أطيافهم في العلن أو يصرحون به سواءاً كان ذلك في وسائل الإعلام التقليدية أو مواقع التواصل الإجتماعي، فالحقيقة هي ما يفعلونه لا ما يقولونه.. وقد ظلت ( أي الحقيقة) على مر العصور صامدةً تقاوم...
لم يكن من الممكن لأحدنا أن يتخيل قبل عقود ما نعيشه اليوم من واقع، وكان الكثير من المواطنين في بلادنا يعيش على أمل الإرتحال إلى بلدٍ غربي يحظى فيه بكامل حقوقه ليس فقط في تحسين مستوى المعيشة بكافة جوانبها بل في ضمان مستقبل أفضل لأبنائه عدا عن بحثه عن (الحرية) التي ينشدها، ومرت السنوات وتوالت...
-كمال... حبيبي.. أعطيني ايدك.. مش قادرة أشوفك بهالعتمة.. -خايفة؟ - لأ.. اول مرة أحس إني مش خايفة.. حياتي كلها كانت خوف.. بس ما بدي احس اني لحالي.. زي ما أنا هلأ.. - انتي منيحة؟ - تعبانة شوي.. بس بتمرق.. انت كيفك؟ احكيلي.. ليش ما بتحكي؟ سامعة الناس من حوالينا.. بعاد على قد ما هما قريبين.. -...
كان لدي منذ الطفولة طقوس سرية تعينني على التغلب على محدودية كل شيء من حولي، وكان خيالي أشبه بعكازٍ يستعين به مكفوف على قضاء حوائجه دون أن يسأل شيئاً من أحد، فأغلق عيني وأستمر في الدوران حتى أجد نفسي مستلقياً على الأرض من شدة التعب.. شاعراً بنشوةٍ لا مثيل لها تثير فيّ الرغبة في الكتابة بشراهة،...
طبيعتنا كبشر تجعلنا في حالة من التساؤل الدائم، وعادةً ما ترتبط هذه التساؤلات ببعض المخاوف على اختلاف درجاتها، وكلما ازداد وعي الإنسان وإدراكه واستطاع توسيع ثقافته وتطويع تفكيره للمنطق والحقيقة مهما كانت شاسعة الأبعاد بعيداً عن تحكم العاطفة أو الأهواء الشخصية أو الإستسلام للأفكار النمطية السائدة...
أنا لست من هناك.. صرخت كقطرة ماءٍ رفضت أن تتلاشى وسط محيطٍ لا تنتمي إليه.. لا تشبهه.. ولا يحبها بصدق.. فقدت في رحلتي اسمي، عنواني، تاريخ ميلادي ولم يعد لي من عيدٍ أحتفل به.. أفلت حلمي من يدي كطائرةٍ ورقية.. رحلت إلى المجهول وأخذت معها قطعةً من قلبي.. ركضت خلفها حتى خذلتني ساقاي.. وبكيت إلى أن...
رغم غموض الحياة ومصاعبها التي تحار فيها العقول وكأنها ولدت لتمتحن إلا أن هنالك الكثير من أسئلتها الكبيرة والعميقة معروف الإجابة.. هذا ما يميزها.. بسيطة حد التعقيد وواضحة بشكلٍ ضبابي يعمي الأبصار.. لكن أغلب البشر ورغم معرفتهم بذلك يخاف من الإقتراب من علامات الإستفهام كي لا يصل إلى اللحظة التي...
لفتني بين مجموعةٍ كبيرة من الأخبار التي كنت أتصفحها خبر جديد قد يبدو للوهلة الأولى أقل من عادي، عن بيع لوحةٍ لأحد أهم الفنانين التشكيليين بمبلغٍ ضخم بعد أن قضى معظم فصول حياته بين فقر وحزنٍ ومرض، لكن بعض العوامل أكسبته بعداً مختلفاً لدي مثل موضوع اللوحة الذي يجسد معاناة الفقراء والفلاحين...

هذا الملف

نصوص
187
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى