خالد جهاد

-كمال... حبيبي.. أعطيني ايدك.. مش قادرة أشوفك بهالعتمة.. -خايفة؟ - لأ.. اول مرة أحس إني مش خايفة.. حياتي كلها كانت خوف.. بس ما بدي احس اني لحالي.. زي ما أنا هلأ.. - انتي منيحة؟ - تعبانة شوي.. بس بتمرق.. انت كيفك؟ احكيلي.. ليش ما بتحكي؟ سامعة الناس من حوالينا.. بعاد على قد ما هما قريبين.. -...
كان لدي منذ الطفولة طقوس سرية تعينني على التغلب على محدودية كل شيء من حولي، وكان خيالي أشبه بعكازٍ يستعين به مكفوف على قضاء حوائجه دون أن يسأل شيئاً من أحد، فأغلق عيني وأستمر في الدوران حتى أجد نفسي مستلقياً على الأرض من شدة التعب.. شاعراً بنشوةٍ لا مثيل لها تثير فيّ الرغبة في الكتابة بشراهة،...
طبيعتنا كبشر تجعلنا في حالة من التساؤل الدائم، وعادةً ما ترتبط هذه التساؤلات ببعض المخاوف على اختلاف درجاتها، وكلما ازداد وعي الإنسان وإدراكه واستطاع توسيع ثقافته وتطويع تفكيره للمنطق والحقيقة مهما كانت شاسعة الأبعاد بعيداً عن تحكم العاطفة أو الأهواء الشخصية أو الإستسلام للأفكار النمطية السائدة...
أنا لست من هناك.. صرخت كقطرة ماءٍ رفضت أن تتلاشى وسط محيطٍ لا تنتمي إليه.. لا تشبهه.. ولا يحبها بصدق.. فقدت في رحلتي اسمي، عنواني، تاريخ ميلادي ولم يعد لي من عيدٍ أحتفل به.. أفلت حلمي من يدي كطائرةٍ ورقية.. رحلت إلى المجهول وأخذت معها قطعةً من قلبي.. ركضت خلفها حتى خذلتني ساقاي.. وبكيت إلى أن...
رغم غموض الحياة ومصاعبها التي تحار فيها العقول وكأنها ولدت لتمتحن إلا أن هنالك الكثير من أسئلتها الكبيرة والعميقة معروف الإجابة.. هذا ما يميزها.. بسيطة حد التعقيد وواضحة بشكلٍ ضبابي يعمي الأبصار.. لكن أغلب البشر ورغم معرفتهم بذلك يخاف من الإقتراب من علامات الإستفهام كي لا يصل إلى اللحظة التي...
لفتني بين مجموعةٍ كبيرة من الأخبار التي كنت أتصفحها خبر جديد قد يبدو للوهلة الأولى أقل من عادي، عن بيع لوحةٍ لأحد أهم الفنانين التشكيليين بمبلغٍ ضخم بعد أن قضى معظم فصول حياته بين فقر وحزنٍ ومرض، لكن بعض العوامل أكسبته بعداً مختلفاً لدي مثل موضوع اللوحة الذي يجسد معاناة الفقراء والفلاحين...
-إمرأة.. فلسطينية.. -إمرأة وكمان فلسطينية.. روحي يا بنتي الله يكون في عونك.. كانت تلك إجابةً مقتضبة سمعتها في طفولتي وأنا بصحبة إحدى قريباتي على سؤالٍ لن أستطيع ذكره.. سؤالٍ مجنون ضمن الكثير من الأسئلة الحائرة في صدورنا والتي يكاد كوكبنا ينفجر بها، وتتطاير فيه علامات الإستفهام تماماً كالقذائف...
حاولت كثيراً طيلة السنوات الماضية من خلال كتاباتي المتواضعة التي حرصت على التنويع في أفكارها ومضمونها ونماذجها بين فني وثقافي ووطني واجتماعي وإنساني أن أقدم ما أؤمن به، وأسلط الضوء على موضوعات ونماذج لم تحظى بالتقدير اللازم والإحتفاء بما قدمته كمبادرة لتعزيز قوة وفكرة وحضور الثقافة (الحقيقية) في...
ليس النقص بالغريب في عالمنا الذي جبل عليه كما جبلت عليه حياة البشر ككل، لكن الأغرب بعد كل ما شهده العالم خلال السنوات الأخيرة هو اعتقاد البعض أو استغراقه في (وهم) التفوق أو التمايز عن الآخرين لا لبطولةٍ قام بها أو إنجازٍ خدم به الغير أو عملٍ قدمه فدخل به التاريخ من أوسع أبوابه، بل لمجرد أنه يحمل...
ساهمت مواقع التواصل الإجتماعي بشكل رئيسي في إيصال حقيقة ما يجري في قطاع غزة المنكوب إلى مختلف بلدان العالم وسط تعتيم إعلامي ومنع لدخول الصحفيين إلى هناك، كما قامت مئات الآلاف من المقاطع المصورة بتقديم الحرب من مختلف الجهات.. ولكن ذلك لا يعني أن هذه المقاطع كانت إيجابية بمجملها أو كانت بلا...
لكلٍ منا قناعاته التي توارثها أو كونها عبر سنوات الحياة إما بإجتهادٍ شخصي أو تجربة تعلم منها أو مزيجٍ من كل ذلك، وخلال الرحلة القصيرة لنا على هذه الأرض تتأثر خياراتنا بهذه التجارب التي تساهم في نحتنا من الداخل لتشكل صورتنا الحقيقية وتحدد هويتنا ووجهتنا الإنسانية بعيداً عن العبارات الإنشائية...
لطالما كانت المبادئ ثابتة على مر الزمان رغم ما تعانيه من غربةٍ بين البشر، حيث يحاول البعض من وقت لآخر تغييرها أو إعادة تشكيلها أو قولبتها ليزيح ما (قد) يعتقده حجر عثرة في طريق (مصلحته)، فيمنحها اسماً جديداً ويلبسها ثوباً مقبولاً مختلفاً ليقدمها على أنها ذات القيم مع اختلاف الإطار الذي وضعت فيه...
تفاجأنا الحياة على الدوام بحقيقتها التي تجمع باقتدار ما بين المتناقضات التي قد لا يخطر ببالنا تلاقيها معاً، بل واحتوائها لبعضها البعض رغم استحالة ذلك وفقاً للمنطق والفكر الإنساني الذي تناقله البشر وتلقنوا أسسه وقواعده منذ بداية الخليقة.. حيث قد نرى وجهاً مغايراً للطبيعة بعد أن تفننا في العبث...
كانت المرايا جزءاً ثابتاً في كل مدن الألعاب والترفيه، وكانت تجذب الأطفال والكبار فتنتزع منهم ضحكتهم وهم يرونها تجعلهم أكثر طولاً أو وزناً أو أقصر قامة، لكن الصورة الحقيقية لنا ورغم توفرها في بيت كلٍ منا لم تكن تجذب سوى القلة القليلة ربما لأنها لا تكذب ولا تحدثنا عن أشخاص آخرين كما يفضل الغالبية...
لست جباناً.. لكنني لست شجاعاً بالقدر الذي يمكنني من النظر إلى إبتسامة شهيدٍ في صورةٍ.. ه ما أشعر به حينها هو الخجل منه.. الحزن لعجزي.. والإختباء تحت أغطية سريري التي لا أعرف عددها كي لا أرى نفسي أو أرى أصابعي وهي تمسح آثار المطر على خدي.. تزعجني ضحكات الآخرين المصطنعة.. سماجتهم.. أكاذبهم...

هذا الملف

نصوص
178
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى