خالد جهاد

لم تختفي الموسيقى من الوجود، لم تذبل كل الأزهار، لم يتوقف الشعراء عن كتابة القصائد، ولم تكف الأكثرية عن الضحك والإبتسام حتى وإن لم يكن هناك سببٌ لذلك.. لكن صوت الحياة الخافت بات في طريقه إلى التلاشي والذوبان بالتزامن مع احتضار المشاعر في أعماق أصحابها.. أولئك الذين يبذلون مجهوداً لا يصدق للحفاظ...
بين عدسةٍ وأخرى.. رأيت العالم في أعينٍ ضريرة.. التزمت الصمت حتى ماتت في داخلي الكلمات وتحولت الحروف إلى أبجديةٍ من الأنين.. تضخم الوجع حتى ولدت الصرخة.. فأخبرت الشيطان كم هو قبيح وأخبرت تلاميذه كم هم أقبح.. خلعت ثيابي أمامه فاستدار خجلاً.. لكن لعابه سال أمام أطفالٍ بلا رؤوس.. بحثوا عن أجسادهم...
مطلوب من العرب أن يظهروا شيئًا من التسامح، وأن يتنازلوا عن أوطانهم حتى يمكن وصفهم بالإعتدال.. عبدالوهاب المسيري.. أكاديمي ومؤلف مصري وباحث في تاريخ الصهيونية.. يبدو في زمننا الحالي أن مجرد الحديث عن البديهيات يحتاج منا إلى الكثير والكثير من الشرح والإسهاب والتفصيل برغم أن الصورة حول العالم...
هناك.. ترقد أعينهم خلف صفحةٍ من كتاب الأمس.. بين نظراتٍ حزينة تشبه الغروب.. وأمنياتٍ تشبه أصواتنا التي يلتهمها الفراغ.. يفصلنا حاجزٌ من زجاج.. أراه لكنني أعجز عن لمسه.. أخطو إليه وأنا في مكاني.. أعبره لكي أصل إلى نفسي.. بعضي لا زال معي وجل ما تبقى مني رحل معهم.. أعيش بين أشلائي أكثر من زمن...
استشرت ظاهرة الحنين إلى الماضي واقبال الكثيرين على تداول صور أو أفكار تعود إلى عقودٍ كنا نحسبها بالقريبة لكنها في الواقع تزداد بعداً عنا يوماً بعد آخر، فيرجع البعض ذلك إلى سوء الأحوال التي نعيشها وسط غياب الدفىء والأمان عن العلاقات الإنسانية والأسرية، فيما يرجع البعض الآخر ذلك إلى شعوره...
اعتاد الكثيرون على الإنبهار بكل ما يأتينا تحت مظلةٍ غربية أو اللهاث خلف كل ما هو رائج بغض النظر عن قيمته الحقيقية، وطيلة عقود ظللنا كمتلقين مجرد مستهلكين ليس فقط للسلع بل للأفكار والمبادىء والأسماء والموجات التي تصدر إلينا لتحدد من هم (النخب) أو (النجوم) أو (المؤثرون)، مما أثر على المجتمع سلباً...
من منا لا يعشق الجمال.. من منا لا يحلم به.. من منا لم يطارد طيفه أو يتمنى أن يحظى بقبسٍ من نوره.. فلطالما كان الجمال مصدر الهامٍ للكتاب والمفكرين والفلاسفة والشعراء والفنانين.. ولطالما كان مادةً خصبة وعنصراً أساسياً تتمحور حوله الكثير من أعمالهم ونتاجهم بصوره المتعددة وأبعاده التي اللا متناهية...
من المهم بل والضروري أن يصغي كل منا إلى صوت روحه.. صوته الداخلي.. حتى ولو اضطر أن يبتعد عن الكثير من الأصوات في هذه الحياة ليستطيع أن يميز صوته الخاص دون تشويشٍ يعرقل هذا التواصل الهام مع الذات كونه يترتب عليه ما سيأتي من مراحل تختلف باختلاف شخصياتنا وظروف كلٍ منها.. ومن المشكلات التي يعاني منها...
لطالما كان المبدعون الحقيقي وأصحاب الموهبة يبحثون عن أفضل الظروف التي تخدم أعمالهم ونتاجهم ليظهر بأفضل صورة ممكنة، ولطالما كان رأي الجمهور أو المتلقي له (فضلاً عن النقاد أو أصحاب الإختصاص) يشكل هاجساً بل ومصدر قلق بالنسبة إليهم.. استناداً للعديد من (وجهات النظر) التي تعتقد بأن إقبال الناس على...
الطريق طويل والليل طويل وظلي أطول من كليهما.. هو الذي لا يتأثر بضوء.. لا يحمل ساعةً في يده.. فيغادر حين يشاء ويلتصق بي حين أغامر بفكرةٍ جريئة ٍ يقشعر لها الورق.. فالورق جبانٌ كالبشر والقلم حادٌ كالسيف.. والكلمة التحامٌ بالروح في زمنٍ لا فرسان فيه.. المشي في دروبه (ضربٌ) من التيه.. رحلةٌ بلا وجهة...
ربما قد نلتقي في وجهات النظر.. قد نجتمع على واقعٍ أو واقعةٍ بعينها.. قد نحلم بذات الشيء.. قد نرفضه، نكرهه، أو نخاف منه.. قد نؤيد فكرةً أو رأياً أو عملاً.. قد نشترك في محبة شخصٍ ما أو النفور منه.. ولكن ذلك لا يعني أننا نحمل نفس الرأي أو نملك نفس النظرة أو نتشابه في الدوافع أو الأهداف التي جعلتنا...
بيني وبينك بحرُ من ضباب.. زمنٌ لا يشبه نفسه.. خطوات فرت في الإتجاه المعاكس رغماً عن صاحبها.. هرباً من منطقةٍ (آمنة).. تعبت من عد أنفاسها عكس عقارب الساعة.. من السباحة ضد التيار ومعاندة قوانين الجاذبية.. تعبت من الخوف وانكار الخوف.. والتنقل بين متاهات الحروف.. تعبت من استبدال الكلمات بالصمت...
مع كل موسم من مواسم الأعياد يهمني وهذا العالم الوقح المتبجح الكاذب يطلق (نسخته الخاصة) من الأعياد ويصنع لنفسه تفاصيل تناسب نفاقه من شجر ومزود ومغارة وحيوانات صغيرة ومجسمات للسيد المسيح عليه السلام ووالدته السيدة العذراء مثال الأمومة والطهارة والنقاء أن أذكره بأن كل القيم التي يحتفل بها ويحذف...
بات من الصعب في الآونة الأخيرة خاصةً بعد الأحداث التي تمر بها منطقتنا بشكل استثنائي منذ بدء العدوان على قطاع غزة أن نتحدث عن وجود مبادرات أو أفكار أو كتابات أو أعمال فنية أو ثقافية ذات قيمة ترتقي إلى مستوى ما نعيشه إن لم نقل أن المشهد والفكر عموماً في تراجع مستمر، وإذا أردنا أن نرى بصورةٍ أكثر...
انسكب قلبي على الورق.. لطخه بحبرٍ دامٍ.. التهم ما نسجت من مشاعر.. وظل يحدق بي كزجاجة عطرٍ فارغة.. تخشى فراق صاحبها.. طرق الحب بابي كشتاءٍ حزين.. فاختبأت خلفه حتى رحل.. تألمت لكنني لم أندم.. أغلقت عيني كي أحلم.. ورسمت في مرآتي وجهاً جديداً.. أجده متى احتجته.. فهجرت المرايا وأحرقت صوري.. رأيت...

هذا الملف

نصوص
210
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى