كانت المرايا جزءاً ثابتاً في كل مدن الألعاب والترفيه، وكانت تجذب الأطفال والكبار فتنتزع منهم ضحكتهم وهم يرونها تجعلهم أكثر طولاً أو وزناً أو أقصر قامة، لكن الصورة الحقيقية لنا ورغم توفرها في بيت كلٍ منا لم تكن تجذب سوى القلة القليلة ربما لأنها لا تكذب ولا تحدثنا عن أشخاص آخرين كما يفضل الغالبية...
لست جباناً.. لكنني لست شجاعاً بالقدر الذي يمكنني من النظر إلى إبتسامة شهيدٍ في صورةٍ.. ه ما أشعر به حينها هو الخجل منه.. الحزن لعجزي.. والإختباء تحت أغطية سريري التي لا أعرف عددها كي لا أرى نفسي أو أرى أصابعي وهي تمسح آثار المطر على خدي..
تزعجني ضحكات الآخرين المصطنعة.. سماجتهم.. أكاذبهم...
منذ أكثر من عام وذات صباحٍ غائم.. لمحت من النافذة بينما كنت أنتظر الشروق بفارغ الصبر لأنتهي من عملي وأعود إلى منزلي بعضاً من الأطفال في طريقهم إلى مدرستهم.. تأملتهم.. حيث لم أرى للسعادة أو الفرح أثراً على وجوههم بالرغم من عمرهم الصغير وثيابهم الجميلة وهيئتهم التي توحي بانتمائهم إلى طبقةٍ...
أن تحب..
يعني أن تنتمي.. أن تخلص.. أن تتفهم.. أن تكون صادقاً.. راسخاً.. ثابتاً.. قانعاً.. مكتفياً بما تحب ومن تحب وقادراً على بذل الحب في زمنٍ تتبرأ فيه الثواني من بعضها ولا ديمومة فيه لشيء..
لم يخبرني بذلك أحد.. حتى والداي.. فكرت كثيراً.. كتبت كثيراً.. حذفت كثيراً.. وأحرقت العديد من نصوصي...
يقيم الكثيرون للكلمات وزناً، ولا يعرفون الفوارق بين بعض الإنفعالات العابرة والمواقف الثابتة لا الخاضعة لحساباتٍ من هنا أو هناك، وانتقل هذا الخلط بين هذه الأمور بالغة الأهمية بمنتهى السلاسة إلى شأننا العام وقضايانا الهامة بعد أن استستغنا ذلك في تعاملاتنا الشخصية التي حولت أغلب تفاصيل حياتنا إلى...
مما لا شك فيه أن صور الأبرياء في غزة كانت حديث الناس في الفترة الأخيرة ولا سيما صور الأطفال والنساء.. فلاحظ الجميع تصدر صور وتعليقات الكثير منهم للعناوين الرئيسية على مختلف المنصات الإعلامية وتنوعها، فتعرف البعض بصورةٍ أكبر على (المرأة الفلسطينية) وعلى الدور الكبير الذي تقوم به طوال الوقت دون أن...
لم يكن لدي موقف مسبق بقدر ما كان شعوراً بالتوجس من ذلك الكائن المسمى بالإنسان، فالحديث هنا بعيدٌ عن التأثر بتجارب الحياة التي نحتت قلوبنا وأرواحنا وأعادت تشكيلها لتكون على ما هي عليه اليوم..
فلم تتوقف المقارنات في عقلي للحظة بين البشر منذ طفولتي المبكرة، وجعلت الإنسان في حالةٍ من (الإختبار)...
ملاحظة: عزيزي القارئ لك مطلق الحرية في قراءة السطور القادمة.. لكنني أتمنى عليك إذا قررت ذلك أن تكملها حتى النهاية وإن كان بصمت كما العادة..
قد يستغرب البعض من هذا المقال أو من السطور التالية أو قد يعتبرها نوعاً من التنفيس عن المشاعر بعد أكثر من ٥٠ يوماً من الجحيم المتواصل الذي عاشته غزة...
اهداء الى الشعب الفلسطيني وإلى أهل غزة بشكل خاص..
لن يعود شيء كما كان..
فهذه المرة ليست ككل مرة..
نفث الليل دخانه في وجهي وقال.. أرأيت ؟؟..
مسح دموعه وأعطاني منديلاً.. فهم أنني فهمت أكثر مما يجب بعد أن شعرت أكثر مما يجب، سطعت أضوائه المثيرة وتوالت الضحكات الماجنة من بين ظلماته، وشم على جلدي...
المقال رقم (٣٤) ضمن سلسلة مقالات (القبح والجمال)..
قد يبدو هذا العنوان مألوفاً.. نعم، فقد رأيناه على شاشات هواتفنا البدائية في مطلع الألفية الحالية قبل امتلاك الهواتف المتطورة التي يحملها أغلبنا اليوم، لكنه في هذا المقال سيعبر أو (يحاول) التعبير عن حالةٍ من الغموض الذي لف العلاقة المركبة بين...
لا أعرف.. فعلاً لا أعرف ما الذي حدث، كل ما أذكره أنني صحوت باكراً.. متأهباً للشمس، باحثاً عن أشعتها التي تنكسر على وجهي بينما كنت أداعبها من خلف النافذة، أراقب الطيور والقطط والسيارات، أتتبع المارة بنظراتي وأناظر عقارب الساعة، كنت أحدث نفسي كثيراً، أرسم كثيراً، أكتب كثيراً، أغني كثيراً، أغرق في...
صدر بحقي قرار بمنع نشر ما أكتبه للمرة الثانية على التوالي (وبدون سبب واضح) في احدى الصحف العربية بعدما كانت تجري الأمور بيننا بمنتهى السلاسة وبعد تجربة مشابهة في موقع سابق لمؤسسة عريقة كان السبب فيهما عنصرياً، وهذا القرار لم يكن عاماً بل كان يخص إسمي تحديداً، فلم يحدث يوماً أن تم توجيه ملاحظة...
بدأت الأسئلة مبكراً بل ومبكراً جداً منذ بداية أحداث الرواية وتزايدت معها حدة الأسئلة التي تصاعدت وتيرتها بشكلٍ منطقي صنعتها خيارات شخصياتها، ويحسب لها أنها أخرجت
الصور المعتادة من إطار الكمال ووضعتها أمام أعيننا وإن لم نكن راغبين في رؤيتها كما هي، فاستدرجت الروائية السورية ريما بالي قارئ عملها...
مع كل إشراقة شمس ومع كل يومٍ نعيشه مدركين لما حولنا من واقع وخاصةً في السنوات الأخيرة بكل مافيها من أحداثٍ مؤلمة للإنسان في كل مكان، ندرك كم أننا محظوظون إذا كنا بخير وكان من نحبهم بخير، وندرك معنى أن تحيطنا جدران تحمينا، تحجبنا وتحجب وجعنا وحاجاتنا عن أعين الغير بكل ما تحمله الكلمة من أبعادٍ...
قبل حوالي أسبوعين من الزلزال الأخير الذي ضرب المملكة المغربية مؤخراً تابعت بإهتمام حالة التوافق الإجتماعي التي أفضت إلى قرار (ملزم) بمنع ما يمكن اعتباره (ولائم) تقام كجزء من مراسم العزاء لما فيه من إثقال لكاهل عائلة المتوفي، وتحول إلى متاجرة بالموت إلى جانب بقية (الطقوس) التي باتت تصاحب هذا...