اعتاد الكثيرون على سماع مقولة (الحي أبقى من الميت) والتي يعتبرها البعض نوعاً من أنواع المواساة، إلاّ أن هذه الكلمات باتت في كثير من الأحيان مرادفاً لمزيد من الإنغماس في النسيان والبحث المستمر عن المادة وما يقابلها من (استفادات) دون الإلتفات إلى قيمة ما فقدناه ونفقده أو ما نحن على وشك أن نفقده،...
نص بعنوان (وطن وريش وشعر أبيض) ينشره موقع (الأنطولوجيا)..
كتب.. صور.. صناديق مبعثرة.. وحقائب مفتوحة على سراديبٍ سرية للماضي فيما تبيع الغد سلفاً لمن يقدر على ثمنه ويرغب في ابتياع الوهم، تطاردني الأعين وأنا أحزم أمتعتي من زمنٍ لآخر فيما الكلمات عالقةٌ في النفوس كمصعدٍ متعطل، وصمت طويلٌ لا يشقه...
يتعامل الكثيرون مع الشأن الثقافي على أنه نوعٌ من الترف برغم أن الثقافة بمضمونها العميق ومعناها الواسع وميادينها العريضة تشكل عصب الحياة وتغطي مختلف جوانبها وتتغلغل في أساسياتها دون أن ينتبه البعض لذلك، فهي جزءٌ لا يتجزأ من بدايات أي إنسان، وهي اللبنة الأولى في تواصله مع ذاته ومحيطه ومع هذا...
المقال رقم (٣٠) ضمن سلسلة مقالات (القبح والجمال)..
لطالما كان التعليم هاجساً يراود أغلب الآباء والأمهات كسلاحٍ يحمي أبنائهم على أكثر من صعيد (وقد) يضمن لهم حياةً أفضل سواءاً كان ذلك من الناحية المادية أو حتى الإجتماعية، وبرغم وجود التعليم المجاني في كثير من بلاد العالم إلاّ أن الأغلبية تنظر له...
١٥ أيار/مايو/ ماي ١٩٤٨- ١٥ أيار/ مايو/ ماي ٢٠٢٣..
لم تخلق كل الأصوات لتسمع.. فبعضها يختنق في حناجر أصحابها رغم ارتفاعه وحدة نبرته، والبعض الآخر يصل إلى القلوب قبل أن تنطلق صرخته، أما صوتي فكان أشبه بصدى سقوط إبرةٍ في فراغٍ مظلم.. ما من دليلٍ يؤكد وجودها أو ينفيه، صوتٌ مغلف بالكثير من الأوراق...
نيسان/ أبريل ٢٠٢٠
لم يكن الأثر الذي تركته الجائحة الوبائية في نفوسنا بالهين، وهي التي لا زالت منذ عامين تطل برأسها من وقتٍ لآخر كأفعى تخرج من جحرها فتظهر بشكلٍ مختلف وأسماءٍ جديدة لتذكرنا أنها لا تزال موجودة، تاركةً معها العديد من العناوين التي دخلت على حياتنا وغيرتها وغيرت معها الكثير من...
ليس هناك ما هو أصعب من أن يعيش الإنسان مالا يشبهه،انه حملٌ ثقيل يشبه أن تنظر في المرآة فترى وجه شخص ٍ آخر لا تستطيع نزعه عن وجهك الذي تعرفه..
خانتني الكلمات مراراً،ولم تخلص لي إلا بعد أن بادلتها الخيانة مع الصمت،فاختبأ لساني داخل فمي كما اختبئت دموعي في عيني لسنوات،حتى أصبح اختبائنا من بعضنا...
منذ مدة كنت أشاهد مع أخي برنامجاً اجتماعياً من إحدى الدول العربية،اندمجت مع الحالة وكالعادة نتناقش في تفاصيل الحالات والأحداث أنا وأخي..وخلال حديثنا تناقشنا في آراء بعض المختصين الذين ناقشوا الحالة بما تمليه عليهم خبرتهم وتخصصاتهم لكنني شعرت ببعض البرود والتحامل منهم على الفئة التي كانوا يتحدثون...
روح الإنسان تحمل بداخلها عوالماً كثيرة، لا تكشفها الأجهزة الطبية ولا التقنيات الحديثة، فكيف لأحدنا أن يعتقد بسذاجة فهمه للحياة وهو يستمر في اكتشاف نفسه حتى أنفاسه الأخيرة، وكيف لنظرياتٍ محدودة أن تفهم ما هو أبعد من الجسد، وأرق من النسيم، وأخف من الريشة، وأسرع من لمح البصر، كيف لها أن تسمع نبض...
اعتاد الكثيرون على أن تكون قراراتهم وآراؤهم مبنية على العواطف والإنفعالات وحتى المكايدات، فيدعم البعض فريقاً ما نكايةً في الفريق الآخر دون تقييم فعلي للأفكار التي يقدمها أيٌ منهما وعلى اعتبار أن العالم يمكن أن يختصر في وجهتي نظر أو بضعة أفكار، فيختار من مواقفهما ما يحلو له ويتناسى أو يبرر ما...
على عتبات النهايات نتلفت خلفنا خوفاً من أي بداية، نسترجع كل ما عشناه..وكثيراً ما نسقط (عمداً) بعض التفاصيل لنخفف من وقعها علينا، ايهاماً للنفس بأنها على ما يرام، وأن من رحل عنا أو رحلنا عنه كان يستحق فرصةً أخرى، أو أن الأمل كان لا يزال قائماً في إعادة إحياء (جثةٍ هامدة) نحبها رغم الوجع الذي...
قد تكون أجمل أمنيات البشر وأكثرها شاعريةً رغم استحالتها هي الخلود، وحين عرفوا أنها لن تتحقق تبدلت الأمنية إلى رغبةٍ في ترك أثرٍ يذكر بهم، ومن هنا خاض الإنسان حروبه وصراعاته بأسماء ٍ كثيرة وأثمانٍ كبيرة، فكتب ورسم وزرع وبنى كي يذكره الناس خوفاً من النسيان، كإعترافٍ ضمني بوفاء الحجر أكثر من أغلب...
على قمة الدنيا وحيداً..كان عنوان أحد دواوين وقصائد شاعرة فلسطين فدوى طوقان والتي قرأتها لها ضمن أعمالها الكاملة،فأنا قدر المستطاع لا أرهق نفسي في البحث عن كتبٍ متفرقة لكاتبٍ أو شاعر طالما وجدت الأعمال الكاملة لتوفر علي مشقة البحث لأن الكتب ليست متوفرة ً دائما ً..لكن القمة تختلف في تعريفها من شخص...
المقال رقم (٢٩) ضمن سلسلة مقالات (القبح والجمال)..
قد يكون (الخوف) هو الإجابة الأكثر شيوعاً بين مختلف سكان العالم في السنوات الأخيرة حين نسألهم عن الشعور الذي ينتابهم مراراً ويسيطر عليهم في أغلب الأوقات أياً كانت الأسباب، وهي إجابةٌ منطقية عند استحضار مختلف العوامل التي تطغى على حياتنا، وخاصةً...
في احدى الليالي منذ بضع سنوات بينما كنت وحيداً في مناوبة ليلية في عملي، وسط أجواءٍ يسودها الهدوء والضجر والكثير من التفكير، كنت كعادتي شارد الذهن فأنا أشرد كثيراً وعندما يتملكني الوجع أفتح مجلداتٍ أنشئتها على هاتفي وجمعت فيها الكثير من صور الحيوانات والنباتات لأشعر ببعض التحسن..
فأشعر بالإسترخاء...