أنا لست ملاكاً.. قصصت أجنحتي بيدي بقدر غضبي عليها وكرهي لها، وقفت أمام المرآة وأخبرتها بكل شيء، وقلت لها أنني كذبت في كل مرةٍ ادعيت فيها نسيان جروحي، فلازالت خيالات الأمس تجثم على صدري، تترائى لي كلما أغمضت عيني وكلما هبت ريحٌ دافئة لتخترق كياني المتجمد..
لا أبتسم كثيراً، لا أحب الزحام، لي شمسٌ...
لا ينسى أي منا خفقة القلب الأولى، ورعشة الروح أمام أول احساس ٍ صادق ٍ شعر به، ولا ينسى الأماكن أو الكلمات أو الروائح أو الأصوات التي رافقته، فهي بمثابة واحدةٍ من الولادات التي نعيشها كما المرات التي نموت فيها قبل أن نموت بشكلٍ جسدي..
وتبدو الحياة مثل المواصلات العامة أو محطة القطار، البعض...
من أهم التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا اليوم هو الصمود أمام محاولات فصلها عن بعضها البعض، وفصل مكونات وثقافات المجتمع الواحد إلى جانب فصل الجيل الحالي والأجيال الصاعدة عن جذورها وتاريخها ومحاولة تقديم قراءات مجتزأة له على أنها حقائق، ومن هنا تأتي حاجة كلٍ منا إلى الإعتياد على البحث والتفكير...
لا يستطيع أن يفهم طبيعة العلاقة بين بلدين كالأردن وفلسطين سوى شخص قريب من بيئة هذين البلدين أو أبنائهما أو شخص عاش على أرضهما، وهما بعيداً عن كل الكلمات والعبارات العاطفية شعبٌ واحد في بلدين يتكاملان مع محيطهما في لبنان وسوريا والعراق بشكلٍ خاص وبقية الدول العربية بشكلٍ عام، لذا عند الحديث عن...
مقال بعنوان (امرأة كتبت قلبها) نشره موقع (الأنطولوجيا)..
مارغريت ميتشل.. اسمٌ قد لا يعرفه الكثيرون لكنه دخل التاريخ من خلال عمل أدبي واحد خلد اسمها وأصبح مرادفاً للكثير من المشاعر الإنسانية، وأصبحت بعض أسمائه وعباراته تحظى بشهرةٍ عالمية، فإسما "سكارليت أوهارا" و "ريت بتلر" وعبارة مثل (غداً يوم...
المبدع لا يموت بل تظل سيرته وأعماله ومواقفه خالدةً في أذهان الناس، بل وتتحول بمرور الوقت إلى علاماتٍ يسترشد بها حين تحار العقول وتختل الموازين ويكثر اللغط وتنحرف البوصلة بعيداً عن الصواب والحقيقة وسط مشهد يتسم بالفوضى والعبثية وتتابع الفتن، لذا كانت ولا زالت استعادة مسيرة كبارنا وأيقوناتنا ضرورة...
برغم أن هذه الحياة مليئة بالغرائب كما هي ممتلئة بالأضواء والزينة والتطور الذي يحاصرنا من كل مكان،وممتلأة بالنسخ المكررة لكل شيء فيتحول “فادي” هنا إلى”شادي” هناك، وتتحول “دينا” إلى “لينا” تحت مسمى (الإبتكار)، لكن من حسن الحظ أن الساعين للظهور لا يحتملون مكابدة العناء في صنع رؤية أو خط أو هوية،...
ينتاب الكثير منا مشاعر لا يملك لها تفسيراً، فيعتقد أنها شيءٌ عابر وجزءٌ من الأشياء التي لا سبب لها أو ليست بتلك الأهمية التي تدفعنا إلى البحث عن سببٍ لها، ولكنها قد تكون ما يضعنا على أعتاب تغيير حياتنا بأكملها لينقلها من حالٍ إلى حال لأنها لا تشبه ما نغرق فيه عادةً معتقدين أن الكون يتمحور حوله...
لا يستطيع أحدنا إنكار تأثير الناس في حياته وإن كان بقدرٍ متفاوت، فالإنسان يحن الى إنسان ٍ مثله ينشد لديه حباً أو صداقةً أو رفقةً يشعر فيها بالأمان، بالحرية، بالسعادة، بالتجرد، بالقدرة على البوح دون خوفٍ من العواقب، برؤيةٍ انعكاس روحه في مرآة شخص ٍ آخر يمشي معه دروب الحياة الصعبة المفروشة...
وقف (مطر) سعيداً أمام المرآة وهو يرتدي الكنزة التي انتهت والدته من حياكتها له..
ابتسم وقال لها شكراً يا أمي..
فقبلته وذهبت إلى المطبخ.. فتبعها وسألها إن كان يستطيع ارتدائها اليوم؟
فقالت والدته..كلا يا (مطر)، سوف ترتديها غداً في عيد ميلاد أختك (قمر)، وأنا الآن أحضر الكعكة التي سنلتف حولها...
أكاد لا أشعر بجسدي.. تخيفني خفته وكأنني أطير في كل مرةٍ أغلق عيناي فيها بحثاً عن وهج النجوم التي انطفأت في روحي، فتنبت لي أجنحةٌ تطارد الماضي بعد رحيل ذكرياتي وتلاشي مشاعري كسرابٍ يحسبه الظمآن ماءا، ينسكب على عتبات الطفولة والأحلام البريئة، فأبحث عنها تحت جلدي وفي صمت كلماتي لتُقبل السلام في...
حديث الإنسان عن ما يحتاجه بوضوح ليس شيئاً سيئاً، لكن في بعض الأحيان قد يخونه التعبير أو قد يكون بين أشخاص لا يفهمونه أو يريدون إساءة فهمه بشكل متعمد، أو قد يحولون مشاعره إلى موضوع للسخرية مما قد يدفع الكثيرين إلى الصمت، لذلك تحتاج الكلمات دائما إلى وعي المتحدث وصدق المستمع..
التلامس وهنا قد...
لا يرحل شيءٌ من فراغ تماماً كما لا يولد منه، فاعتدنا على ضماننا لوجود أحبائنا وأشيائنا وكأنها خالدة لا تزول، كما كنا نعتقد أن طفولتنا ستنتظرنا أو ستغفو قليلاً ريثما نحقق أحلامنا لنعود إليها دون أن نوقظها وكأننا لم نغب عنها..لنرتديها مجدداً كما نرتدي ثياب النوم، وبينما كنا نعتقد أننا خدعناها...
لا أحد يستطيع أن يقاوم الطبيعة..
فالطفل ينظر إلى أبويه منذ سنواته الطفولة المبكرة على أنهم قدوته ومرجعيته ومصدر الأمان النفسي والعاطفي له، والملجأ من كل ما يخيفه ولا يستطيع التعامل معه أو فهمه، حيث سيسأل دائماً أحد أبويه أو كليهما عن أي سؤال يدور في ذهنه.. وفي حال عدم حدوث ذلك يكون هناك مؤشر...
قد تخوننا الكلمات، لكن لا تخوننا المشاعر عندما نتحدث عن الذين ننتمي إليهم مثل ما انتموا الينا، دون مقابل سوى أنهم أحبونا لأنهم أحبوا وطنهم وأحبوا الإنسان فخدموه حتى لحظاتهم الأخيرة تاركين وراءهم إرثا ً أخلاقيا عظيماً..
هند الحسيني.. امرأة من بلادي..
امرأة بحجم وطن وتاريخ أمة وقلبٍ يحتضن...