خالد جهاد

يقرأ رواية (صندوق الرمل) يستطيع أن يدرك منذ السطر الأول أنه على أعتاب عملٍ لا يتكرر كثيراً خاصةً في الوقت الحالي، ويدرك حجم الجهد المبذول من صانعته الروائية الليبية عائشة إبراهيم لتقديم عملٍ فني وأدبي متكامل على مستوىً عال من تقنيات السرد التي تجمع بين جمال اللغة وأناقتها وبين سهولة الكلمات...
لم يكن من الشائع في ثقافتنا وعلى امتداد بلادنا التحدث بصراحةٍ وانفتاح عن حياتنا الشخصية ومشكلاتنا الخاصة، إذ كان ذلك نوعاً من المحرمات وأحياناً أشبه بالجريمة التي لا تغتفر إن كان ذلك من المجتمع أو الدائرة القريبة منا، وبرغم وجود الكثير من الأعمال الأدبية أو الفنية التي ناقشت المشكلات الأسرية...
جوارب مبعثرة، كتب غير مرتبة، كؤوس لم تغسل منذ أسابيع، أوراقٌ رسمية، صفحات مقطوعة من دفتر الأشعار، ثيابٌ قديمة تترنح فوق كرسيٍ هزاز لا يشبه بقية الأثاث، فتات ضحكات ٍ مهترئة، جهاز تسجيل قديم بابه نصف مفتوح ويتدلى منه شريطٌ وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، ألبوم صور اختفى كل من بداخله وكل ما بداخله بحثاً...
يتعلم الإنسان من تجاربه ما لا تعلمه إياه أهم الجامعات والنظريات، خاصةً عندما يكون درب هذه التجارب معمداً بالألم، مغتسلاً بالدموع، متشبعاً بالحسرة على رحيل أجمل أيام العمر ولحظاتها الدافئة ومشاعرها التي لا تقدر بثمن ولا يمكن أن تعود أو يعوضها شيء، فمع كل ما نعيشه من ظروف في زمننا الحالي أصبح...
من الطبيعي بل ومن الصحي أن يكون هناك حالة من الحوار وتعدد الآراء والتباين في الأذواق ووجهات النظر تجاه أي موضوع أو قضية طالما ظلت ضمن نطاق الإحترام المتبادل، كما أن النقد وهو تخصص قائم بذاته ليس محصوراً في توجيهه نحو خصومنا ومن يختلفون عنا، فأهميته تكمن في نزاهته وحياديته وقيمته تزداد عندما يقف...
أحضن خوفي كل مساءٍ وفي فنجاني طعم السنين، تحدق بي الصور وتصغي إلى دندنتي، تتحرر من إطارها، تهطل كالدموع وتتناثر من حولي كأوراق الشجر فيما أسترق النظر من خلف نافذتي على صبيةٍ يلهون بالتراب والكرة، تطاردهم نظراتي كما تطارد الغروب وتذكر نسيم (العصر) الذي صاحبني عمراً دون أن يحادثني، محملاً بريح...
المقال رقم (٢٥) ضمن سلسلة مقالات (القبح والجمال).. أحياناً ووسط زحام الموجات والعبارات التي تخترقنا كل يوم من هنا وهناك قد تختلط علينا بعض الأمور وبعض الكلمات وحتى بعض المشاعر فتحولها إلى عكس ما هي حقاً عليه، وتفرغها من مضمونها مع كثرة تداولها وابتذالها، أو حتى تركز على جانبٍ واحدٍ من معناها...
المقال رقم (٢٤) ضمن سلسلة مقالات (القبح والجمال).. انتهى العام تقريباً ولم تنتهي سلسلتنا التي تبحث مع الناس عن أسباب (القبح والجمال) في مجتمعاتنا والتي حاولت ولا زلت الخوض في أهم التفاصيل التي غيرت حياتنا، وفي هذا المقال المتعدد الأوجه قد يرى البعض أن الحديث هو عن بعض المشكلات الفنية أو...
لا شك أن الحب شعور استثنائي لا يشبه أي شعور آخر، لأنه يخرج أجمل ما فينا وقد يكشف لنا عن جوانب لا نعلمها عن أنفسنا فإمتلاء القلب به أمرٌ عظيم والقدرة على الإستمرار فيه رغم الصعاب يشبه المشي على الحبل فوق علوٍ شاهق، وكلما كبرنا ونضجنا تغيرت نظرتنا إليه لتصبح لنا فلسفتنا الخاصة نحوه وقرائتنا...
من البديهي عند الحديث عن اللغة العربية في يومها أن يتسابق الأشخاص للحديث عنها من ناحية البلاغة والجمال والتفرد، وأن ننظر إليها بعين التبجيل والتقدير كما تقدر كل أمة لغتها وثقافتها وتحتفي بها كجزء من كينونتها وهويتها، لكن وسط التحديات التي تشهدها لغتنا ومحاولات التشويش التي تتعرض لها بإستمرار ولا...
لم تقم الحياة يوماً على وجهة نظرٍ واحدة، ولم تبنى الحضارة الإنسانية أو تتطور على أساس تبعيتها لحضارة واحدة، كما أن الطبيعة لا تتكون فقط من عنصر واحد ولا يمكننا اختصار الألوان في لونٍ واحد.. تلك حقائق يعرفها الجميع صغاراً وكباراً حول العالم ولكن على ما يبدو فإن هناك لبساً أو نوعاً من الرفض لها...
تزخر آداب الشعوب ويحفل تاريخها على اختلافه بحكاياتٍ تنبع من بيئتهم وتعبر عن ثقافتهم وتحوي عصارة موروثهم، ويظل للعديد من التفاصيل التي قد لا يفهمها البعض من خارج تلك الثقافة رمزيةٌ خاصة ودلالةٌ هامة لدى أهلها، ولا شك أن هذه المعاني تنتقل من جيلٍ لآخر وإن كان ذلك يحدث اليوم بطريقة أقل وسط هذا الكم...
المقال رقم (٢٣) ضمن سلسلة مقالات (القبح والجمال).. لا زلنا نتتبع الأحداث في الفترة المتزامنة مع الإحتلال الأمريكي الغاشم للعراق عام ٢٠٠٣ ومع أن الحديث عن المتغيرات التي طرأت على المجتمع ومختلف جوانب الحياة في بلادنا بما فيها الفن لا زال مستمراً ولم ننتهي منه بعد، إلا أن تلك الفترة شهدت بداية...
قد لا تعرف الأجيال الجديدة الكثير عن الحالة الفريدة والنهضة الشاملة التي عاشها الأردن في فترة زمنية قياسية منذ استقلاله، عدا عن استناده إلى جذوره التاريخية التي تعود إلى آلاف السنين وعلاقته المتميزة بكل الدور المجاورة له، سواءاً كانت مع دول الخليج العربي أو العراق أو سوريا ولبنان وصولاً إلى...
لطالما عشقت الصورة، الضوء، الأثر، ذلك الشعور بأن أحدهم ترك دون أن يدري قطعة منه لتذكرني به حتى وإن كنت لا أعرفه لأنه بذلك قاوم النسيان ولو بصورة، فما أقسى الحياة التي تحملنا إليه وما أصعبها لولا فسحة وجوده، لذا تعيش الذاكرة مع النسيان كتوأمٍ غير متماثل، يرقصان معاً على لحن الوجع دون أن يلمس...

هذا الملف

نصوص
194
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى