الزمن جثة باردة بين جسدينا...
والمدى صخر تعب من البكاء...
حُفَر...
شجر...
رسائلٌ...
فسوخٌ في الروح...
فجوات في الأعصاب...
امتداد لفراغ بين ظلينا...
اتحاد لجنازتين في قُبَلنا...
ولادة لحسرة في الدم...
نقطة الدم،أول الكلام...
تورم في الرصاص والفراشة...
وتجدد لِنعاس تعب من رقة الخيبة...
جحيم وجحيم...
قلبي على قلق،على تعب،وعلى ألم...
كلما ضحك بكى وكلما بكى نزف ريحاً...
لا شيء يعدّل مجرى الدم في العين...
كأنما كُسِر الماء في الحدق...
خمسون عابرٍ على تلال أضلعي...
يحملون كبديّ جمراً أحمراً...
ولا حبيب يفتح لي قدمه بئراً كي أنجو...
النايات في جسدي تنهرني بالموت...
وحفرة الدم فوق فم البحر...
أقف أمام حفرة العدم...
ما بين صحراء وغابة...
قدم في البئر وأخرى في الماء...
صدى من القلق معلق على فمي...
وحلكٌ من الموت يمدد أجلي...
مشطور جسدي على حد سيفين...
لا عشق يشرب تعَبي ولا حرب تشتهي عظامي...
كيف أخفي جرحاً حنوناً من رقة الألم؟
الظلال لا تفتح يدها لجبل أعمى...
وعين الريح مثل تفاحة...
بساط من الشوك فوق كبدي...
وعاشقي لم ألقَ منه سوى كمدي...
لِلّه أشكُ قلباً أنت مُهلكه...
لم أرَ يوماً مقتولا يمجّد قاتله...
بي ولَه يرمِّضني وبي داء من القلق...
وبي همّ يؤرقني وبي نار من الصبو...
أبالغ فيك...
وحاشا أني أبالغ...
خُلقت بلحية من فِضة وغمام...
جلَّ الله بصنعها على مهل...
وجه أجمل من...
الشمس في عفن...
وتجاعيد الغيم تنسج الغياب...
يركض الجسد الفارغ في الهواء...
ومواعيد الشوك مع الطين مؤجلة...
جمر تحت زهرة البيلسان والعِنب مرّ...
شجر الزيتون يطلق الرصاص والماء أحمر...
أول الكلام نهر وآخره غبار...
يهوي رأساً في البئر...
ويصعد رأساً نحو الجبال...
والجِدار ضِفة لفمٍ مُشرد بين...
اليوم يوم الأحد، وليس من عاداتي أن أكتب في مثل هذا اليوم، لأنه بالنسبة لي يوم قاحل في كل شيء،يوم غير لائق للكتابة.
ولكن مجرد التفكير بك تصبح أصابعي كلها طوع الكتابة لك.
صحيح،بأنني عشت أسبوعاً كاملاً من المرض والإرهاق الروحي واليوم أحس بأنني متعبة للغاية ولكن هذا لا يعني بأنني سأتعب أو أضجر منك...
فجر حزين...
وهمٌ ليلكي...
صوت كله خشبٌ وبخور...
زمن من غير زمن....
قدرٌ مفجوع من العذاب...
ونبيّ سري بلحية فضية...
مطر قاحل كالزيت فوق جسدي...
ودمع يبدل وجه الدم...
والدم يشق حنجرتي إلى حسرة ودخان...
بين يده وقدمه سبعة منازل للعشق...
وألف مجرى للنبع والنار...
نبي سري بعصا من الغيم...
لا يدرك...
من أفلاك يديك الطائشة..
تخرج الكواكب عُراة من الشمس...
ويتحول النرجس إلى دم سائل فوق الماء...
لا مجرى للنبع سوى باتجاه الصحراء...
ولا طريق للدخان سوى باتجاه الغابات...
هكذا علَّم وجهك الريح والحمام...
مرة حياة وأخرى موت...
الضحى علّق كبدي بين سيفين...
والشجر قضمَ عين النار دون دمعتين...
أشباهي...
روحي تُذبح وتولد العشق هشة،كسنبلة يابسة...
ولا شيء في الضباب غير الرمال...
الماء منتفخة كرأس مقطوع...
والنار مستديرة حول الدمع...
لا بحار يدير السفن ...
ولا صدى يُعدَّل صوت العشب...
الصمت في فوضى...
والفوضى تُثقل العدم بالجنون...
حمرة الشمس يائسة من الدم...
و الظلّ يرخي عتمته فوق الرماد...
أردت أمس أن أكتب لك، لكني لم أستطع،فالفجوة في روحي كانت تأكل أعصابي.وفي الحقيقة،لم يكن ذلك الأمر يزعجني بل ما كان يزعجني هو خوفي من ما هو مجهول لي في خدوش مشاعري نحوك. كنت في حالك من الضلالة بالفكر والمنطق والعاطفة.
بالصدق نمنح قيمة لكل شيء،نمنح قيمة لحبة تراب،لغصن زيتون مكسور، لقطرة ماء أو...
من جرح الدم؟
البحر...
من جرح البحر؟
الضوء...
من جرح الضوء؟
الياسمين...
من جرح الياسمين؟
الظلّ...
من جرح الظلّ؟
الجسد...
من جرح الجسد؟
الناي...
من جرح الناي؟
الصوت...
من جرح الصوت؟
الدمع..
من جرح الدمع؟
الموت...
من جرح الموت ؟
الحب...
فلك من الدموع...
هبط الليل فوق بُقع الدم..
وامتد الغياب...
أترى الشمس تُصدق الظل؟
الظل يضلّه الماء..
الماء تحجر من فضة الجرح...
والجرح شارد في الصوت...
ذهب الذين ذهبوا...
وفي المدى دخان،ليلك وحمام...
ذهبوا وكأن في قلوبهم حطب...
البحيرة مقلوبة في إناء واحد...
ولا مكان لغصن الياسمين..
في الجبال...
بذكاء يديك....
حولت الرصاصة إلى شجرة...
و الشجرة إلى طير...
و الطير إلى صوت....
والصوت إلى بحر...
والبحر إلى لُغة...
بذكاء يديك...
كسرت الضوء...
وحولته إلى نافورة ماء...
وعرّيت الهواء من جلده...
وحولته لشمس...
وحدها يديك...
من علمتني أن أحول اللاشيء إلى كل شيء...
ليلك فضي، غيمٌ تُرابي وبارود بيننا...
فاصلٌ من الشمس أمامنا...
فراغات من البحر حولنا...
وأناشيد من الشوق والوجع في صوتنا...
أعبدك بهوسٍ مُفرط...
حتى الموت...
الفجر مريض...
النبع جريح...
الكهف وحيد...
والدم يجري ما بين زهرتين...
من جرحَ الماء؟
وأبكى الغاردينيا؟
من أتعَب الغابات؟
وحرمني من أمان...