ناجي ظاهر

لم يحتج المهجر الفلسطيني عبد المنطق عبد الحق، المكنى بابي اكرم.. دون وجه حق، لم يحتج الى وقت طويل ليفهم او يتفهم سبب انفضاض الجميع من حوله وانصراف كل منهم الى شانه.. تاركا اياه هو ويده الضنينة.. يعيش عزلته مخترعا اياها، ومعايشا حفافها حتى اعمق اعماقها، فقد كان يعرف ان نهجه في الحياة لا يعجب...
يرى عديد من الكتاب، منهم صادق جلال العظم، في كتابه "في الحب والحب العذري"، ان معظم قصص الحب تنتهي بالفراق او الموت، وان الحب الحقيقي عادة ما يعيش حالة اشتداد.. قلما تعرف الاسترخاء. ويقدم مثلا على ما يذهب اليه فيقول ما مفاده، تصور ان دانتي صاحب "الكوميدية الالهية"، تزوج من محبوبته بياتريس، فاضحت...
يعتبر كتاب "في الحب والحب العذري"، للدكتور صادق جلال العظم، في رأيي، واحدا من الكتب الثورية، التي ارادت للانسان العربي ان يعيش ذاته، بعيدا عن العقلية التقليدية الغيبية السلفية، خاصة تلك التي تكبل حريته، وتحدد وجوده بقيم ومثل تقليدية متوارثة، وبعيدة عن المنطق الواقعي للوجود الانساني في عصر يضج...
احب ركاد عمته نعيمة، الا انها لم تبادله الحب، وكان كثيرا ما يشعر انها تبتعد عنه كلما اقترب منها، الامر الذي اثار حب استطلاعه، ودفعه كلما دخل الى البيت، للنظر الى باب غرفتها، فاذا ما رآه مقفلا عرف انها هناك، اما اذا كان مفتوحا فإنها تكون خارج البيت،.. اما تُقدّم الحقن الطبية لهذا المريض المحتاج...
مصادفة غريبة وغير متوقعة جمعتها به. لقد غاب في ثنايا الليالي كما غابت الكثير من اشياء الطفولة التائهة في بحر الحياة، وها هي الصدفة تجمع بينها وبينه، وفي بيته الصامت. خمسة وثلاثون عاما مرت على الفراق غير المقصود، وها هي تأتي برفقة صديقة لها لقضاء بعض الامور الملحة.. لتجد نفسها امامه.. قبالته...
ارض المطار مالسة، أين منها ملوسة صخرات بنت النبي في مدخل قريته، مالسة ملوسة يكاد يتزحلق عليها فينزلق إلى تهوم لها أول وليس له آخر. يرسل نظرته إلى زوجته وابنيه، ابناه شرعا يكبران، ما كان عليه أن يخبر زوجته أن صديقا له في بلاد الفايكنج اقترح عليه أن يزوره، مرغبا إياه بأنه سيخفف عنه المصروفات...
يوجه الكاتب الجزائري البارز الطاهر وطار (15 أوت 1936 في سوق أهراس - 12 أغسطس 2010)، في كتابه " اراه- الحزب وحيد الخلية.. دار الحاج موحند اونيس"، انتقادا شديدا لالية عمل جبهة التحرير الوطني التي عمل معها، ويرى انها عملت بطريقة متعنتة مغلقة باب الاجتهاد والنقاش وما يمكن ان يفضي اليه من ابداع...
سمعت طرقا قويا على باب شقتي الوحيدة، في الحي الوحيد، في المدينة الوحيدة، في الليل الوحيد. استيقظت من نومي، ارسلت نظرة من نافذة بيتي الوحيد.. كانت العتمة تسترخي في كل مكان يعلوه السديم المنتشر في كل ناحية وصوب. " من الطارق؟". هتفت. فجاءني صوت انثوي طال اشتياقي اليه في الفترة الاخيرة:" انا افتح...
فتحت اكرام الوائلي عينيها في الصباح الباكر.. أغمضتهما.. ليت المساء يأتي بسرعة لتطير اليه، الى من اختاره قلبها هناك في المركز الانكليزي في البلدة. لتُفرح عينيها بمرآه ولتشنّف اذنيها بالاستماع الى لغته الانجليزية الساحرة. قبل ايام التقت به هناك في المركز.. خلال زيارتها لصديقتها اللدودة.. منافستها...
ما الذي حدث لنا.. لك ولي.. لماذا ابتعدت كل هذا الابتعاد؟.. تعتقدين انني مجنون وان البعد عني غنيمة.. الا يمكن ان تكوني انت المجنونة.. بدليل انك تنازلت عني بكل تلك البساطة؟.. اعرف انك تبتعدين لتقتربي، اعرف هذا جيدا. هذا ليس الابتعاد الاول. بإمكاني ان اذكرك بأكثر من ابتعاد. اول ابتعاد لك، اذا لم...
ميمعة، معمعة، معمعان، ساحة وغى، معركة، كلها مسميات لمعنى واحد، هو الحرب بواحد من مفاهيمها. نعم الحرب. هذا ما أحسسنا به نحن أبناء العائلة الفلسطينية من أصل مهجر، طوال الوقت. وكما تعرفون فان الحرب تضع أوزارها، ما هذه الكلمة الفصيحة. تضع أوزارها. هه. غير أن أحدا منا لا يعرف من هو الغالب من المغلوب...
اشم رائحة موت. منذ الفلول الأولى لحلول الظلام، وانا اشم رائحة الموت. فوقي رائحة تحتي رائحة. أنىّ توجهت اشم الرائحة ذاتها. انها رائحة عطنة. اشبه ما تكون باحتراق اللحم البشري. ها هي تغزو انفي رويدا رويدا. أحاول ان اتهرب منها الا انها تلاحقني. اشيح وجهي يمينا تجري ورائي، اشيحه يسارا تهاجم انفي...
أيونا بوتابوف شخصية متخيلة ابتكرها الكاتب الروسي خالد الذكر انطون تشيخوف، ودفع صاحبها لان يكون بطل واحدة من اشهر قصصه القصيرة على الاطلاق. قصة الشقاء او التعاسة، او اي اسم يحمل معاني الوحدة وما تخلفه من مشاعر الاغتراب على صاحبها. هذه القصة ترجمت الى العربية مرات عديدة واكاد اقول العشرات.. اذا لم...
يغلب على الظن أن الكاتب الشاب، وحتى مَن قطع شوطًا بعيدًا في مساحة الكتابة الأدبية، عادةً ما يطرح السؤال التالي: كيف يكون التخييل؟.. كيف أكتب قصة أو رواية أو سرديةً ذات قيمة وحضور.. ولعلّ ما يُوقع هذا الكاتب في مثل هكذا إشكالية، هو ما مرّ به خلال فتراته الدراسية، عندما كان مُعلّم اللغة يطلب منه...
تحسّس وهو يقترب من البوابة الكبرى مفاتيحها في جيبه، ضرب يده براسه لقد نسي المفاتيح. هو يتذكر أنه وضعها قريبًا من المغسلة وانطلق في صباحه ذاك.. مليئًا بالأمل ومتوقعًا خيرًا. مدّ يده إلى اكرة خوخة البوابة فانفتحت البوابة. ابتسم. ربّما كنت نسيت اغلاقها الدنيا أمان في ناصرة ابن مريم. فتح البوّابة...

هذا الملف

نصوص
50
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى