ناجي ظاهر

تحسّس وهو يقترب من البوابة الكبرى مفاتيحها في جيبه، ضرب يده براسه لقد نسي المفاتيح. هو يتذكر أنه وضعها قريبًا من المغسلة وانطلق في صباحه ذاك.. مليئًا بالأمل ومتوقعًا خيرًا. مدّ يده إلى اكرة خوخة البوابة فانفتحت البوابة. ابتسم. ربّما كنت نسيت اغلاقها الدنيا أمان في ناصرة ابن مريم. فتح البوّابة...
أهلي أحبائي.. أبناء عشيرتي في سوريا، لبنان، الأردن ومصر. أريد أن أخبركم بهذا أنني فقدت يوم أمس إبني.. بكري بعد أن ربّيته ورعيته بنور عيني حوالي نصف القرن. ابني حبيبي نور عيني. رأيته يكبر يومًا بعد يوم.. شهرًا .. وسنة في أعقاب سنة. يا الله ما أصعب ساعة الفراق. قلبي يتمزّق. الآن بعد أن جاء الرجال...
أعدتُ هذه الايام قراءتي للعمل الادبي المسرحي الشعري الخالد" فاوست"، لشاعر الماني المرموق، يوهان فولفغانغ غوته، وذلك بعد قراءتي الاولي لها بنحو الثلاثين عاما، السبب في اعادتي لهذه المسرحية يعود لعدد من الاسباب اشير إلى اهمها، اولا: اعادة " المركز القومي- المصري- للترجمة، طباعتها (عام2014)، ضمن...
عاش في الناصرة قبل سنوات بعيدة، صديقان كانا مثار جدل كل من عرفهما وتعرّف عليهما، فقد كانا مختلفين في كل شيء بما فيه وقت الفراغ الذي عادةً ما يجمع اصدقاء من ابناء المدينة.. وكان اكثر ما يثير الدهشة انهما كانا محط انظار نسوة المدينة الحييات الخفرات، دون ان تجرؤ اكثرهن جرأة وجنونًا على الاقتراب من...
اعادتني الذكري العاشرة لرحيل الشاعر الصديق العزيز سميح القاسم، الى السنوات الاولى من حياتي مع الكلمة ومعايشتي لها. كان ذلك في أواخر الستينيات من القرن الماضي، يوم ارسلت قصة لي الى مجلة "الجديد" الحيفاوية، واضعا يدي على قلبي فهل سيقبل الشاعر المشهور محرر تلك المجلة في حينها ان ينشر تلك القصة، لا...
ابتدأت القصة ضحك بلعب. سألتني ابنتي رماح ونحن نقترب من عيادة الطبيب: - هل أنت واثق من أنني سأطول؟ - بالطبع ستطولين، أنت ما زلت في الرابعة عشرة. أنا واثق من انك سوف تطولين، قرأت عن هذا في كتاب طبي، الإنسان يطول طوال أيام حياته لكن بتباطؤ يقل تدريجيا حتى يتوقف أو يكاد في مرحلة متقدمة من العمر. ثم...
ارسل ابي الشاب الختيار المسن نظرة ملأى بالحزن الممزوج بالأمل. شدّ على يدي الفتية القوية وهو يقول لي: لقد دنت لحظة الرحيل. حاولت ان اقاطعه معترضا فتابع يقول: لا تقاطعني يا ولدي. الموت حق وانا لست استثناء فيه. آبائي ماتوا واباؤهم ماتوا. اجيال واجيال مضت في طريق اللا رجعة.. طريق السفر الابدي...
قبل ان تلتقي به في الموعد والمكان المحدّدين.. الساعة السادسة والنصف في قاعة الزمن الجميل، كتبت اليه عبر الماسنجر تسأله عمّا إذا كان يعرف من هو العاشق الجديد، مرفقة سؤالها عما إذا كان بإمكانه التكهن بمن يكون، ومجيبة بطريقة غامضة انه ابعد ما يكون عن الشك فيه. اما ما كتبه لها ذلك العاشق فقد تربّع...
سؤال طالما طرحته على نفسي، اكثر من اربعين عاما هي فترة معاقرتي للكلام، وأنا اطرح هذا السؤال، في البداية كنت اطرحه على نفسي، أما فيما بعد، بعد أن بت واحدا من كتاب القصة وصدرت لي مجموعات قصصية عديدة، تضمن بعضها قصصا بات يدرس ضمن المنهاج التدريسي حيث أقيم، في بلادي، فقد بات آخرون يطرحون هذا السؤال...
أريد أن أخبركم منذ البداية أنني اكتب هذه القصة، لأنني غاضب. نعم أنا غاضب، قد تعرفون فيما بعد لست صاحيا تماما حتى أتمكن من إخباركم بكل ما لدي. المني جدا أنها اختفت أنها ظهرت لتشعل ليل وحدتي. قد تقولون طيب لتختف هي وما دخلنا نحن بها وبغضبك؟ عندها سأقول لكم انه لا دخل لكم، سوى أنكم تورطتم بقراءة...
في اكثر من لقاء طلاب وادبي ايضًا طرح عدد من المشاركين السؤال: كيف يضع الكاتب الفنان قصته. من أين يبدأ وكيف يشرع في الكتابة ويواصلها إلى النهاية المقنعة المنشودة، بحيث تأتي قصته مقبولة من جمهرة القراء وصالحة لاطلاعهم عليها وربما تأثرهم بها. سبق وطُرح هذا السؤال وامثاله على العديد من الكتاب العرب...
.. فعلًا هما الرجلان مع أل التعريف، وليس.. رجلين نكرتين.. بدونها. فقد ملآ مكانهما في كل مكان حلّا فيه، وبدوا كأنهما نجمان نزلا من سمائهما المنيرة العالية ليتخذا من مقعدين مميزين مجلسًا لهما. وكنّا نأتي اليهما نحن الاصدقاء في الثمانينيات، فيرحبان بنا، ويفيض كلٌّ منهما بما لديه من محبة للوطن،...
ذكرت مصادر قرأتها في سنوات بعيدة ماضية، أنه كان للكاتب الامريكي ذائع الصيت إرنسيت همنجواي، شقيق يحاول الكتابة دون أن يُحرز فيها أي قصب، وأن هذا الشقيق كثيرًا ما كان يقارن ما يكتبه وينتجه من إبداعات هزيلة الشأن، بما كتبه وأصدره شقيقه الكاتب المبدع الذي أُطلق عليه لقب كاتب القرن. المقصود العشرين...
عادت أمي متعبة مرهقة من عملها غسل ثياب الاغنياء، فيما كنّا، أنا وخالي وأبي، نفترش أرضية بيتنا المستأجر في الناصرة القديمة وننتظر رحمة السماء. أمي ضاقت بالفقر الذي حلّ بنا مثل شيطان رجيم، منذ طردها مع باقي أفراد أسرتنا الصغيرة من قريتها الوادعة، ولجوء العائلة إلى الناصرة، فراحت تطرق أبواب...
لم تنم نجمة ليلة الجمعة كما كانت تنام في سابقاتها من الليالي، كانت طوال الوقت تفكّر فيما عساها تفعله كي تضع خطوتها الاولى على طريق المجد الطويل، تجربتها السابقة مع ذاك الذي لا يتسمّى علّمتها درسًا لا يمكن أن تنساه في الحذر والانتباه، فقد أقام لها معرضًا فنيًا في جالريه الخاص.. كما أرادت، إلا أنه...

هذا الملف

نصوص
36
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى