ناجي ظاهر

ذكرت مصادر قرأتها في سنوات بعيدة ماضية، أنه كان للكاتب الامريكي ذائع الصيت إرنسيت همنجواي، شقيق يحاول الكتابة دون أن يُحرز فيها أي قصب، وأن هذا الشقيق كثيرًا ما كان يقارن ما يكتبه وينتجه من إبداعات هزيلة الشأن، بما كتبه وأصدره شقيقه الكاتب المبدع الذي أُطلق عليه لقب كاتب القرن. المقصود العشرين...
عادت أمي متعبة مرهقة من عملها غسل ثياب الاغنياء، فيما كنّا، أنا وخالي وأبي، نفترش أرضية بيتنا المستأجر في الناصرة القديمة وننتظر رحمة السماء. أمي ضاقت بالفقر الذي حلّ بنا مثل شيطان رجيم، منذ طردها مع باقي أفراد أسرتنا الصغيرة من قريتها الوادعة، ولجوء العائلة إلى الناصرة، فراحت تطرق أبواب...
لم تنم نجمة ليلة الجمعة كما كانت تنام في سابقاتها من الليالي، كانت طوال الوقت تفكّر فيما عساها تفعله كي تضع خطوتها الاولى على طريق المجد الطويل، تجربتها السابقة مع ذاك الذي لا يتسمّى علّمتها درسًا لا يمكن أن تنساه في الحذر والانتباه، فقد أقام لها معرضًا فنيًا في جالريه الخاص.. كما أرادت، إلا أنه...
وضع مدير مؤسستنا الجديد يده الضخمة على إطار الباب الخارجي للمؤسسة مُعترضًا طريقي أنا الكاتب القصص المتطوّع المُزمن هناك: -إلى أين إن شاء الله؟ أرسلت إليه نظرة مستغربة فتابع يقول: النهار ما زال في أوله. أرسلت أليه نظرة أخرى مستغربة، فأنا هنا في هذه المؤسسة أعمل متطوّعًا منذ حوالي الثلاثين...
في أكثر من لقاء طلاب وأدبي أيضًا طرح عدد من المشاركين السؤال: كيف يضع الكاتب الفنان قصته. من أين يبدأ وكيف يشرع في الكتابة ويواصلها إلى النهاية المُقنعة المنشودة، بحيث تأتي قصته مقبولة من جمهرة القراء وصالحة لاطلاعهم عليها وربّما تأثرهم بها. سبق وطُرح هذا السؤال وأمثاله على العديد من الُكّتاب...
فاجأني طلبك الانفصال عني وعن بلدة الحب التي اقمناها معًا. لم أكن أتصوّر أن يأتي يوم مثل هذا، تطلبين فيه مثل هذا الطلب.. فانت المليكة المتوّجة إلى جانب رتل من المليكات في بلدتنا الغالية علينا نحن، أنا وثلّتي، من العشاق الفلسطينيين. ما الذي دفعك غاليتي لاتخاذ قرار المغادرة؟ أهو الزمن أم الروتين...
عند باب المجمع التجاري أراهما يقتربان مني، تفلت ابنتهما يدها من يد والدها، تجري نحوي، أتلقفها مثل طائر حبيب، أحتضنها كم أنا أحبها، الصغيرة كبرت، احتضنها بين يدي أقترب منها، يتوجه إلي والدها، أبي ادخل معنا إلى المجمّع، يشير إليها في حضني إنها تحبك، منذ فترة لم تزرنا، لهذا هي تسأل عنك دائمًا، تريد...
سؤال طالما طرحته على نفسي وانا ارى الى اولئك الكتّاب الذين يقضون اعمارهم متنقلين من فرح الكتابة.. كتابة القصة.. إلى يأس التجاهل والنسيان وقنوطه. حقًا ما الذي يجعل كاتبَ قصةٍ مجهولا مغمورًا وآخر معروفًا مشهورًا؟.. هناك في رأيي سلسلة متراصة من الاسباب. من الصعب الاحاطة بها وايرادها في مقالة عجلى...
وضعت الام المهجرة المكلومة الثكلى يدها على قبر ابنها الراحل للتوّ، ووضعت يدها الأخرى على قلبها وهي ترسل نظراتها في الفضاء المسترخي قبالتها، كانت القبو تملأ الرحب. ما أصعب فقدها لابنها. املها المتبقي في العودة الى قريتها. هكذا برمشة عين انزلق، انفلت من بين يديها، ورحل في طريقه الابدي تاركًا وراءه...
اعتقدت عندما رأيته في المرة الأولى يأتي في ساعة الفجر المبكرة ويفترش الأرض قبالة حانوتي لبيع التذكاريات في شارع الكازانوفا، ويمارس طقسه الغريب هناك، اعتقدت أنه م واحد من السياح الكثرين الذين يؤمون مدينتي الناصرة ليتباركوا بها، ويسيروا في طرقاتها المقدسة، يقضون فيها فترة ما ويمضون، غير أن ما حدث...
أهلي أحبائي.. أبناء عشيرتي في سوريا، لبنان، الأردن ومصر. أريد أن أخبركم بهذا أنني فقدت يوم أمس إبني.. بكري بعد أن ربّيته ورعيته بنور عيني حوالي نصف القرن. ابني حبيبي نور عيني. رأيته يكبر يومًا بعد يوم.. شهرًا .. وسنة في أعقاب سنة. يا الله ما أصعب ساعة الفراق. قلبي يتمزّق. الآن بعد أن جاء الرجال...
اعتقد بداية ان ما وضعه مؤلفون ودارسون من دراسات حول موضوع الابداع وعنه ايضًا، قد اثار نوعًا من البلبلة لدى المهتمين بهذا الموضوع الشائك والشائق في الآن ذاته، فمن قائل إن الابداع هو ان تأتي بجديد، إلى قائل انه اختراقات لآفاق غير مسبوقة وغير مطروقة، وما إلى هذه من آراء صائبة في مجملها ومبلبلة في...
لماذا يقرأ الكاتب الكتاب تلو الكتاب ومع هذا يواصل دون ملل أو كلل؟.. سؤال طالما طرحه كتّاب ومثقفون على أنفسهم، لا سيما اذا كانوا مهووسين بالكتاب وعوالمه الرحيبة أمثالنا. وما هو الدور التي تؤديه وتقوم به القراءة في العملية الإبداعية.. اختلفت الآراء في الإجابة عن هذا السؤال الاشكالي، فمن الكتّاب...
نعم يا سيدي. أنا من قتل حنا السكران، ليس في أغنية فيروز المعروفة، وإنما في الواقع، واقعي أنا وأنت وهو. أنا قتلته لأتخلَّص منه ومن كبر رأسه، أما ختيار مش عارف شو بدّو، كل ساعة بنط بين إجْرَي، عشان يعذبني، أيهو مفيش حدا استأجر عند حدا غيري، وشو بفكر هو إنه إذا أجرني بيته، يعني صار في عنده ملك...
هي واحدة من ابرز المتصوفات الزاهدات في تراثنا العربي القديم. لم تترك اثرًا مكتوبًا ولا بتاءً مشيدا يدل عليها، وكل ما وصل الينا عنها انما عرفناه عبر كتاب تلميذها المحب العارف الشيخ الاكبر محيي الدين ابن عربي في كتابه الخالد "الفتوحات المكية"، وقد شابهت بهذا الفيلسوف اليوناني العريق سقراط، فاذا...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى