ناجي ظاهر

المساء يقترب وسطح البحر الصاخب يظهر للعين المجرّدة كأنما هو يُخبّئ عاصفة تنذر بخراب آت.. ولا بدّ منه. هناك على الشاطئ تبدو نقطتان بعيدتان مثل قفتين وضعهما مجهول مسرع على حافة الماء ومضى ناسيًا اياهما. إذا ما اقتربت أكثر سيسعفك ضوء القمر الشحيح لتراهما وكأنما هما صيادان ماهران يلقي كلٌّ منهما...
تحفل مؤلفات أدبنا العربي القديم، برؤى وآراء عميقة في الشعر والنثر، وتغوص عميقًا في بحور الشعر لتنبئ قارئها بأن أجدادنا العرب القدماء، قد ميّزوا بين النظم والخلق، على حد تعبير ناقدنا العربي المبدع عبد القاهر الجُرجاني، صاحب “دلائل الاعجاز” و”اسرار البلاغة”. فلم يروا في كل نظم شعرًا، ووضعوا أسسًا...
وضعت الام المهجرة المكلومة الثكلى يدها على قبر ابنها الراحل للتوّ، ووضعت يدها الأخرى على قلبها وهي ترسل نظراتها في الفضاء المسترخي قبالتها، كانت القبو تملأ الرحب. ما أصعب فقدها لابنها. املها المتبقي في العودة الى قريتها. هكذا برمشة عين انزلق، انفلت من بين يديها، ورحل في طريقه الابدي تاركًا وراءه...
قرب شجرة الكينا، في وسط المدينة، ليس قرب شجرة الكينا القائمة، وإنما تلك التي كانت، سمع ضرار صوتا تمنى سماعه منذ فترة لا يكاد يتذكرها، لبعد الشقة بينهما، الصوت جاء من الناحية الأخرى للشارع، مثل أغنية حملت أمجاد الأمة العربية كلها. كان الصوت مطربا ناعما منعشا للروح: - ضرار. منذ فترة لم يناد احد...
في اخر الليل اطل اخي الاكبر المتوفى منذ اكثر من عقد من الزمان يرافقه حوالي العشرة من اصدقائه الموتى، ارسل ابتسامة صفراء نحوي. قال: -سأذهب معهم لتقسيم الارض.. اردت ان اصرخ به. ان اقول له ما ورثه ابوك لك ولأخوك، سآتي معك سنقسم الارض بالتساوي بيننا نحن الاخوة الثلاثة، الا انه بادرني متابعا...
في اكثر من لقاء طلاب وادبي ايضًا طرح عدد من المشاركين السؤال: كيف يضع الكاتب الفنان قصته. من أين يبدأ وكيف يشرع في الكتابة ويواصلها إلى النهاية المقنعة المنشودة، بحيث تأتي قصته مقبولة من جمهرة القراء وصالحة لاطلاعهم عليها وربما تأثرهم بها. سبق وطُرح هذا السؤال وامثاله على العديد من الكتاب العرب...
يعتبر الكثيرون من الناس والدارسين الادبيين ايضًا، التلقائية في التعبير والكتابة الابداعية من انجع الوسائل في التواصل شفويًا وكتابيًا بين بني البشر، وذلك لما في التلقائية من مباشرة، صدق يصل حد التودد وعفوية محببة لدى جميع بني البشر كما تقول الحكايات والاساطير ايضًا. في اطار التلقائية تذكرت هذه...
آسف غاليتي .. غالية.. لن اتمكن من زيارتك، ليس لأنني لا اريد تلبية دعوتك، فانت تعرفين ان قدمي حفيتا من كثرة ما داستا على دروبك الصعبة، الموصلة إلى مغارتك السحرية. انني الان اتذكر تلك المشاوير التي امضيتها وانا اسعى الى مغارتك لاطمئن على انك ما زلت هناك. كنت حينها ارى الضوء الخافت ينبعث منها...
أعتقد بداية أن ما وضعه مؤلفون ودارسون من دراسات حول موضوع الابداع وعنه ايضًا، قد اثار نوعًا من البلبلة لدى المهتمين بهذا الموضوع الشائك والشائق في الآن ذاته، فمن قائل إن الابداع هو ان تأتي بجديد، إلى قائل انه اختراقات لآفاق غير مسبوقة وغير مطروقة، وما إلى هذه من آراء صائبة في مجملها ومبلبلة في...

هذا الملف

نصوص
24
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى