عواطف أحمد البتانوني

بعضُهم بناديه "عبد العاطي"، والبعضُ يخاطبهُ: "عبد المُعطى". صبىّ.. ثم شاب يافع.. ثم رجل.. لم يترك محل العطور الذى ألحقه به والده حتى يعينَه فى تربية إخوته. كان الحاج عباس صاحب المحل يشدّ عليه فى أول الأمر.. يقرص أذنه، أو يلسعُ رجليه عدة لسعات بالعصا ليتعَّلم ويجتهِد. فإذا اشتكى لأبيه نهره وقال...
تفتحت عيونُ "صفية" فى قريتها الصَّغيرة على البيوتِ المتلاصقة المبنية بالطوب اللبن.. ذات الأبواب الخشبية الكبيرة التى تصر صريرا عند فتحها وقفلها التى تظل مفتوحة فى أمان طيلة النهار حتى يعود الرجال من الحقول ساعة المغارب.. وتلتف الأسرة حول طبلية العشاء. كانت فى طفولتها المبكرة تخطف اللقمةَ وقطعةَ...
دقَّ جرسُ التليفون في مكتب (الريس) مدبولي رئيسِ العمال، في مصلحة الصرف الصحي كان المتحدث رئيس المصلحة. انتفض الرجل واقفاً وهو يقول:أيو يا فَنْدِم قال الأستاذ عبد النبي: البَلاَّعة الرئيسية في شارع السد بالسيدة "زينب " مسدودة، والمجاري طافحَة في الشارع. أنتَ تعرفُ أنَّ غداً الليلةَ الكبيرة...
وصلَ (شحتة) القَناوي تلغرافٌ من بلدَته بمحافظة " قنا".. فتحَه الرجل وتأمَّله مضطربا. لمْ يكنْ يعرف القراءةَ والكتابة، فطرق البابَ على الأستاذ محمد عبد الظاهر الساكن بالدور الأول واستأذنة أن يقرأ عليه التلغراف. قرأ الرجل: " والدك مريض جدا احضر حالاً" / ابن عمك عامر ثُم عقب قائلا: إنْ شاء اللهُ...
المكان: ركنٌ رائعٌ على النيل، والزمان ربيع، والمناسبة عيد الزواج الثاني لماجي ومعتز. ماجي فى أبهى صورة، شَعرٌ ناعمٌ مصفَّف، ملابسُ عصرية، قد أخذت زينتها في أجمل حلة، وتعطرتْ بعطر يحبه معتز. معتز يلبس قميصا (سْبور) وبنطلوناً من نوع الجينز، شَعرٌ (مهوش) قليلاً، ذقنٌ نسي أن يحلقها أو تكاسل. بادرته...
عندما رأيتُ البشائرَ في السَّمَاءْ غيوماً فضيةً وسُحُباً بيضاءْ هتفتُ أهْلاً بِكَ .. أَعُدْتَ يا صَديقي ؟ منذُ سنواتٍ نحنُ رفقاءْ في شرفتي دائما انتظرُ هذا اللقاءْ فأنا سأرحلُ حتماً غداً لأني في خريفِ العمْر بين اليأس والرجاءْ وأنتَ باقٍ في الأزلْ هلْ سَتجدُ بعدنا رُفقاءْ؟ عاشقين الجَمال..عابدين...
تقديــم : تتألف رواية "ثقوب في جدار الزمن " للكاتبة المصرية عواطف أحمد ا لبتانوني من ثلاثة أجزاء : ـ الجزء الأول بعنوان : " غسيل الذهب " ، ص : 7 ـ الجزء الثاني بعنوان : " عيون القمر " ، ص : 119 ـ الجزء الثالث بعنوان : " حياة الشوك" ، ص : 253 والرواية من 441 صفحة من الحجم المتوسط...
يومٌ غير عادى. الشمس ساطعَة والجو حار كالصيف في شهر يونيو فى مصر. أهدأ وأستمتعُ بالنظر إلى المحبين. هناك بهاءٌ ما يَشِّعُ حولَهم. أَهو النسيم يشِفُّ ويرقُّ وهو يمر بهم، يكاد يرسم فراشات وأزهاراً ملونة ؟ هل هي الكلماتُ التي يَهمسون بها تكاد تقفز هنا وهناك كأطفال تلبسُ ملابسَ العيد، وتحتضنُ...
قسمُ الولادةِ بمستشفى حُكومى . المكان أشبه بموقف للأرياف فى يوم خميس، المرأة على طاولة الولادة تصرخ، الحكيمة " فوقية " تنادي بأعلى صوتها.. يا دكتور" تامر": "الحقني .. العيِّل نازل بالمقلوب، الولادة عسيرة.. " .يرفع الدكتور "تامر " صوته قائلاً لها بعصبية: ـ تصرفي . هل تراني ألعب! عندي عملية...
كانتْ تقف ضمنَ الطابور الطويل.. الطويل.. الواقف بمحاذاة الرصيف تنتظر دورها علّه يأتى قبلَ أن يُغلَق الشُّباك. كانت ضئيلةً ممصوصةً كأنها عُودٌ يابسٌ في أرضٍ جدباء، لم ينزل عليها الغيث منذ زمان . اجتهد الزمان في رسمِ عَشَراتِ الخُطوط الدقيقة حولَ فَمِها وَفَوْقَ جَبهتِها وَخَدَّيها، وزاد في...
عُصْفورتي الطليقة يا روحاً تعشق الحرية كنت غافيا فوق زهرة أرشف الرحيقْ قلتِ..أيها الفيلسوف الغافي تعال إلي..فعندي حقا الرحيقْ حاولت الفرار ألوذ بكتبي قلتِ .. هات كتابك فأنت قدري اكتب.. اقرأ.. وانظم الاشعارْ فالكلمات هي مَهري تعال نجرب العومَ وألقِ المجدافَ في نهري ففي بحور الكلمات ، تجد التطهر...
تقديم وتعريف بالمؤلفة: أولاً: أود أن أحيي تحية مباركة طيبة الدكتور عبدالواحد العلمي... وأشكره على المجهود المشكور فى فتح باب المعرفة للأجيال الصاعدة التى تفتقر لغذاء الروح.. القراءة والكتابة، ومن خلاله جريدة "الشمال" المغربية التي تمد جسور التواصل بين جناحي الوطن العربي ، وتربط الأواصر بين...
حدوتة واقعية مصرية.. حدثت فى قريتنا منذ ما يقرب من خمسين سنة كان حر بوونه ساعة الظهيرة، والطريق بين الحقول يبدو خاليا صامتا حتی من شقشقة العصافير، والأرض تتنفس أمواجا من السراب يحسبه الظمان ماء، عندما لاح من بعيد شبح امرأة فارعة الطول تترنح إعياء، تحمل فوق رأسها مشنة...

هذا الملف

نصوص
13
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى