عواطف أحمد البتانوني - منتهى الرومانسية!!!

المكان: ركنٌ رائعٌ على النيل، والزمان ربيع، والمناسبة عيد الزواج الثاني لماجي ومعتز.
ماجي فى أبهى صورة، شَعرٌ ناعمٌ مصفَّف، ملابسُ عصرية، قد أخذت زينتها في أجمل حلة، وتعطرتْ بعطر يحبه معتز.
معتز يلبس قميصا (سْبور) وبنطلوناً من نوع الجينز، شَعرٌ (مهوش) قليلاً، ذقنٌ نسي أن يحلقها أو تكاسل.
بادرته ماجي بالقول :" كل سنة وأنتِ طيب يا حبيبى عقبال مائة سنة."
رد معتز: "وأنتِ طيبة. شكراً على هذه الدعوة الكريمة. أنت سبقتِني. هو لم يكنْ يذكرالمناسبة ـ
قالت ماجي فى سعادة: " ما رأيك في ذوق زوجتكَ. أتذكرُ هذا المكان؟ " معتز يشحذ ذاكرته. آه طبعاً، عندما عَزمَنا حُسام ومُنى زوجتُه على عيد ميلاد ابنه هاني. كانت ماجى تشير إلى أنه أولُ مكانٍ تقابلا فيه. ماجي فى محاولة لإثارة عواطفه: " تعرف يا ميزو؟ النيلُ هنا يذكرني بجمال هذا النهر فى أسوان . هل تذكر؟ " أجاب معتز في فخر: " آه.. قَصْدُك الباخرة النيلية التي أخذناها منَ الأَقصُر إلى أسوان في عيدِ زواجنا الأول، وهل تذكرين التخفيضات والمعاملة الممتازة؟. أجابت ماجي في رقة متناهية: " شكرا يا ميزو". كانت رحلة العُمر.. ربنا يحفظك لي.. يــاه! آثار.. طبيعة ساحرة.. جزيرة النباتات.. أماكن مدهشة.. أجهز معتز على "السَّلَطَات" وهو يكمل حديثه: "اسألي أصحابَك يا ماجي هل يقدر أحد يقوم بمثل هذه الرحلة بهذا الثمن، وإيه يعني خمس نجوم؟ طفقت ماجي تحلق بخيالها: " يا ربي. النيلُ والليلُ والقمر، وطيورُ المساءِ الجميلة. أسوان حقا رائعة. رد معتز: " هل تذكرينَ الطعام؟ كان من ألذ أنواع الأطعمة.
قالت ماجى: "والجلابية بارتى"، والأجانب من كل الجنسيات ولكن ما رأيك.. الكل كان معجباً بجلبابي. سألتني أكثر من سيدة. من أينَ ابتعتُه؟
رد معتز: ولكنَّ البِنتَ التي رقَصَتْ رقصاً شرقياًرائعاً .. كانت حلوة جميلة. حاولت ماجى إثارة غيرته: وأنتَ هل تذكر.. وادى الملوك والمعابد في الأقصر. حقاً الإنسان القديم كان عظيماً. لكن ألم تلاحظ أن المرشدَ الشاب الذي كان يصاحبنا، ظلت عيناه تسترق إلي النظر طيلة الوقت؟ خشيتُ أن أخبرك، لأني أعرفُ أنك غيور كان من الممكن أن تحدث لنا مشكلة." قال معتز وقد انتهى من طعامه مستمتعاً بالحلوى:
" يا ستي.. أكيد . لقد كان ولداً سخيفاً. لكن، هل تذكرين (التُّورتَة) التي طلبتُ منهم إعدادها خاصةً للمناسبة؟ كانوا أناساً ذوي ذوق رفيع حقاً "
قالت ماجي، وقد أصابها الإحباط تماما: " أنا أحسست ببرد شديد. كلُّ أعضائي تثلجَتْ. أتسمح أن نقوم!"
ردَّ معتز في دهشة: "طبقُكِ كما هو. لمْ تَأكُلي أيَّ شيء، ثُمَّ ، أيُّ برد تتحدثين عنه، والشمس طالعة في كبدِ السماء، والجو دافئ والأكل أدفأ ؟ جَرِّبي إنَّه أكلٌ لذيذ.. "


منشورة بجريدة " الشمال" عدد يوم السبت 23 يناير 2022 .



1643185179861.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى