نهى الطرانيسي

حذاء أسودُ برباط أنيق، يطرق الأرض بثبات وانتظام، قميص أبيضُ يليق باللقاء، لون واضح رسمي يدعو للوقار، يكاد قلبي يثِبُ من مكانه.. لحظة حلمت بها ونَسجتُ لها سيناريوهات مختلفة، لكنني أرجو لها نهاية سعيدة. أقلِّبُ القهوة المختلطة بالحليب، ذاك اللون البني الطيني ودورانه حول محوره، ذكّرني بأرضي الحارة...
ذكرى قمر تاه بين الغيوم فالشمس قابعة تأبى الأفول صارت الشمس ..شموسًا نلهث راغمين واجمين متعجلين ............. بين الصفوف فانوس بضوء قمري يطوف بكف صغير نادى الصغير قام من مهده نسائم البرتقال تسري الصلوات تقام التراتيل تتلى بين السماء والأرض ............. مضى الصغير اتكأ قُمير ساكنًا.. ناظرًا...
(الظاهر أمام أعيننا، وإن كذّبناه، حان وقتُه) قدَمٌ تشد من أَزْرِ أختها، تَتَناوَبان صعود الدَّرَج القديم، تشاركهما الأنفاس المتعبة المتلاحقة، عسى تخففُ عنهما، يدٌ تستند إلى الحائط، حاكَ الشقاء تجاعيدها. سيدة في العقد الخامس تدخل شقتها، وبصوتٍ خافتٍ لا يقوى على الظهور: (السلام عليكم يا حاج...
كلمات مسجوعة بإلقاء منمّق مرتّب، تارة ممزوجة بموسيقى خفيفة تطلّ على استحياء، وتارة أخرى ترى الصوت هو الآسر لملكات السمع دون منازع.. كرسي بنّيّ هيكله يبدو ضخمًا من أعلاه حتى قوائمه الأربعة التي تبدو عليها زخارف متقنة، يدرك من يبصرها مدى معاناة من قام بحفرها في قوائمه، لا تكاد ترى الجالس فوقه وأنت...
أحجار غليظة حادة الزوايا، ازدادت حدّتها مع صَفَعات الهواء والمطر، تراكم بعضها فوق بعض، أجزاء منها لونها بُنّيّ وأخرى طغى عليها السواد، تخبرك من بعيد كم عهدٍ مضى على هذا القصر الذي رُوِيَت حوله القصص، واختلفت رواياتها من فم لآخر. روى بعضهم أن صاحب القصر – ذا الشأن المهيب، واليد الطُّولَى...
متقابلان لكن ليسوا متضادين كنا كهاملت وسؤاله أنا والمرآة تقابلنا مرارا تفاوت الانعكاس بسمة لشفاة مقلوبة أخرى وجنات زُخرفت بخطوط قانية أخيرا اغتالني النصل الحاد بشق عمودي بارز الأطراف وليدتي ..أيتها الخبيئة بذرة وجداني أودعتك أمام العابرين القادمين..الراحلين لم يدركوا مقدارك جعلوك...
من الأعمال التي صدرت مؤخرًا مجموعة قصصية بعنوان "كورال الدمي" للقاصة نهى الطرانيسي عن دار البشير للثقافة والعلوم، وهي مجموعة قصصية متراوحة المستوى،إذ نشهد فيها ارتفاعًا في بعض المناطق، وهبوطًا في بعضها الآخر مما يتعلق بالمباشرة أو التناول المباشر، ولربما يعود ذلك إلى فترات مختلفة من التطور...
” قَدِّر النفسَ فهي كائنٌ هلاميٌّ خفيٌّ يثيرُ الرعب” مُشبِّكة بين أصابعي وضامة للكفّين … هكذا أكون في لحظات صمتي وشرودي، حتى تحولت لعادة تصاحب يومي، أجول بين المحلات، فيعلق نظري على قميص يضج بالحياة، اشتقت لهذه الألوان، فدخلت غُرفة القياس لتجربته؛ فقط لأشعر بدفئه يسري بداخلي، وأتأمل ازدهار عيني...
(1) هيَّأتُ نفسي لجلسة أفضي بها عن خفاياي الضمنية الموزونة وغير الموزونة، الظاهرة فوق ابتسامة ضائعة، على جفن عين أسدلت من الألم، هيأتُ نفسي لإحياء ألم خفي، طال لسنين، أجتره.. وأجتره، حتى بدا حالكًا قاتما، يفوق ظلمات البحر، ويعود يَدْمَى من جديد، لا نهاية له، فقط نسيت بدايته، هيأت نفسي لأكشف...
“كورال الدمي”: منعطف السرد .. الغمر بالمجاز – بقلم: أ. خالد جودة د.محروس بريك 17 أغسطس، 20180340 شارك على فيسبوك شارك على تويتر كورال الدمى التخصيب المجازي بالصور اللونية: مثلت قصص (كورال الدمي) للقاصة (نهى الطرانيسى) لون القصص التي تحقق (تمنع النص متعة القارئ لا المتلقي)، أي تحتاج حالة...
القرية تبدو ضئيلة في نظر القادم من بعيد، نُسجت جميعها من لون الحياة الأخضر.. لا تكاد تفرق بين الأرض والشَّبَكة المورقة المتدلية من الشرفات.. مع زوال لهيب الشمس ورضاها عن العالمين تتعالى نغمات لا يَعِيها من بعيد إلا ذوو القلوب الخضراء التي لم تلمَس الدنيا قلوبَهم بأظافرها بعدُ. (اتفرج يا سلام...
خلف نافذة المقهى الحرب دائرة أناسٌ يمرون الشمس تعلو ويتلو القمر صلواته ليلا تسكُن الأرقام ...والصور ينشق الليل عن الأحلام والرؤى خلف نافذة المقهى أجلس وسط الفراغ والهدوء أٌخيط شقي الداخلي خلف نافذة المقهى أبكي ترتفع ضحكاتي ولا يُسمع صوتي أنسى الكلمات أتمسك بالآمال ليظل ذلك الكرسي خلف تلك...
أستيقظ…أنهض بثقل من السرير… بخطى بطيئة تحثّ على الملل، بداخلي صوت يحدثني من جاء بي إلى هنا، لا أعلمه ولا أتذكره وعلى الرغم من غرابة الموقف لم أعترض… تراخى لساني عن نطقها وكأن الكلمة استلزمت وقتا لتركيبها وإطلاقها على مدفع الفم. فحسمت الشفاه القضية فانطبقتا. تبدو خطواتي بطيئة وربما رتيبة، ولكن...
أسمر اللون.. طبقات جلد غليظة، عروق بارزة من أقدام أنّتْ من الإنهاك والتمني، اتكأ الجسد على الحائط، وأطرقت الرأس بين الكفين ترجو تغير الحال. يلبي النداء مسرعًا، وإن كلفه ذلك حياته.. بمركز صحي يجلس منتظرًا على سرير، ليأتيه صاحب النداء مُحييًا إياه بكلمات مكررة لم تزد ولم تقل عن المرة السابقة،...
كبحث الوحوش الضارية عن فريستها تشتَمُّ رائحتها، نبدأ يومنا، في حالنا نكون مثل النسور آكلة الجيف، نلاحقها بصندوق أسود قاتم، يثقل الكاهل، يلازمنا حتى تآلفنا. أذهب به أنَّى اتجهت .. أهرول .. ما لي غيره ، فهو عيناي لألتقط مشاهد ولقطات أبعث بها لوكالات إخبارية بسبق أمتاز به.. رافقني لعشرات السنوات...

هذا الملف

نصوص
17
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى