محمود سلطان - نزار قباني تعلم الرسم والموسيقى وعزف على العود

علمتُ من "عمر" نجل الأستاذ نزار قباني، أن والده تعلم "الخط".. فكان يخطط اللافتات لجده الذي اعتمد عليه لعمل ذلك. وتعلم الرسم، والمفاجأة أنه درس الموسيقى والعزف على "الكمان" وعلى "العود".
المدهش.. هنا أنني مررت بذات المراحل التي مر بها الأستاذ نزار: تعلمت ـ في عمر مبكر ـ الرسم وأصول الخط العربي، وأذكر أن صديقي وجاري في قريتنا "شيبة النكارية" أنس مرسي ـ وهو فنان تشكيلي ـ كنا نقضي الساعات في عرض طريقة كتابة الخطوط. ثم درست الموسيقى والمقامات وعزفت على العود ـ قبل عملي بالصحافة محترفًا ـ ثم كتبت الشعر شابا، ثم انقطعت سنوات طويلة عنه للتفرغ لمهنة المتاعب وصاحبة الجلالة "الصحافة" واكتشفت خلال سنوات عملي أن الجملة المكتوبة مثل الجملة الموسيقية لا أكتبها إلا إذا شعرت بإحساسها نسقًا ومعمارًا وجمالاً. واستقر في رأيي أن أية ممارسة كتابية تخلو من جمال اللغة ـ هي عندي ـ مثل براد حفظ جثث الموتى.
المهم أني اكتشفت ـ وبدون أن أدري ـ أنني ونزار "طبعتان متشابهتان" في مرحلة التأسيس.. رحمه الله تعالي.. ورمضان كريم
بعض الشعر:
أيا زبَّاءُ..
تسْألُني نِسَاءُ دِمَشقْ
تُسَائلُني..
وتَسْألُني..
عَنِ الأشعارْ
وعنْ مِشكَاةِ شِعرِ نِزَارْ
وعنْ قارُورةِ الأحبَارْ
جَريدتِهِ..
وَمِعطَفِهِ ..
سَجَائِرِهِ..
وقَهْوَتِهِ .. وَكَمْ يَحتَاجُ مِنْ سُكَّرْ
فكم نَامتْ ضفائرهنْ
على أكْتَافِ دَفتَرِهِ
يُمَشِطُهَا..
ويَعقِدُ مِنْ قَصَائِدهِ.. "فِيُنكاتٍ"
تُناسبُ لونَهَا الأسمرْ
ويُطعمهنَّ تُفاحًا وبَرقُوقًا
مَنَ الكَلِمَاتِ ..
واليَاقُوتِ والعنبرْ
ويَرسمُ مِنْ "شَفَايفهنْ"
عناقيدًا تُقبّلُ أَحرُفَ الدّفتْر

* شعر محمود سلطان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى