د. محمد الهادي الطاهري

مدخل: نشر فؤاد خطيب، بعد مرور أقلّ من شهر على سقوط نظام الرئيس بن علي في 14 جانفي 2011، مقالا بعنوان "الثورة الشعبية في تونس... بداية عصر النهضة العربية؟"[1] تساءل فيه إن كانت هذه الثورة البداية الحقيقيّة لما يعرف بعصر النهضة العربيّة. ولئن بدا هذا السؤال غريبا لما ينطوي عليه من عدم اعتراف...
وصلنا إلى حمام ملاق في الفاتح من شهر أوت سنة 1992. كنّا ثلاثة، أنا والخالة حفصيّة رحمها الله وزوجها عمّي المختار الديمقراطي رحمه الله. أمّا هو فقفل راجعا في السيارة التي أقلّتنا إلى هناك بعد أن جلس بضعة دقائق قضّاها في إملاء الكثير من النصائح والتوصيات، وأمّا أنا فقد كنت متطوّعا لمرافقة الخالة...
رياحنا أعتى الرياح وأحلامنا أحلى وأكبر ومن نصف عام وأكثر ونحن هنا واقفون فلا نتأخّر نساءؤنا يا عدوّ السماء يضعن مواليدهن وقوفا وأطفالنا يولدون وقوفا يطيرون نحو السماوات دون جناح ويقتحمون المعارك دون سلاح ومن نصف عام وأكثر ونحن نجوع ونعرى ولكننا لم نساوم نموت ونحيا على أرضنا ونقاوم نموت بكل سرور...
تمهيد: ظهرت "شط الأرواح" في طبعتها الأولى سنة 2020، ولآمنة الرميلي، قبل هذه الرواية وبعدها، روايات أخرى وأقاصيص كثيرة فضلا عن كتاباتها الأكاديمية. بدأت آمنة الرميلي رحلتها مع الكتابة الروائية سنة 2003 برواية "جمر وماء" التي نالت جائزة الكومار الذهبي، وظهرت لها، سنة 2013، رواية ثانية بعنوان...
وقفت في مكتبتي أكثر من ساعة أقلب النظر في أوراق قديمة يعود بعضها إلى أكثر من ثلاثين سنة . ثقارير تفقد، صور فردية وأخرى جماعية. جداول أوقات، شهادات طبية بعضها لأطفالي وأغلبها لزوجتي، دفاتر مدرسية، شهادات شكر، شهادات تقدير، دعوات أفراح، كشوفات لحسابات بنكية من فروع مختلفة، تحاليل طبية من مخابر...
كان عليٌ، قبل يومين من موعد العودة إلى الديار، أن أقتني هدايا لزوجتي وطفليٌ. ومن بين ما اقتنيته دراجة صغيرة تعمل بالطافة الكهربائية. قلت في نفسي: سيجد إياد ومرام في هذه الدراجة متعة كبيرة. دفعت ثمنها، وكان أقل بكثير من ثمن صحن السباڨتي واللوشة، وحملت الهدية في صندوقها الكرتوني. في مقر إقامتي خطر...
أنا، كما يعرفني الكثير منكم، مولع بالتدخين. ولا أكاد أترك السيجارة إلا عند النوم. وكيفما كان حالي كانت السيجارة بين يدي. لذلك كانت عدتي الوحيدة في رحلتي إلى لندن عشر علب من السجائر التونسية بحساب علبة لكل يوم. هكذا خططت، ولكن النظرية شيء والممارسة شيء آخر. إذ أتيت على العلب العشر في أقل من خمسة...
موقف محرج 3 كان من المفترض أن تكون الرحلة إلى لندن رفقة أستاذي المؤطر الدكتور مصطفى التواتي، ولكن لأسباب لا أعلمها تحتم علي أن أسبقه إلى لندن بليلة واحدة.، وكانت حصيلة هذا السبق كما تعلمون للوشة. وفي انتظار أن يلتحق بي أستاذي قصدت من صباح الغد معهد الحضارة الإسلامية وكان على مقربة من الوكالة...
تيسر لي العبور والصعود إلى الطائرة بفضل المغربية الرقيقة الأنيقة. في مطار لندن سألوني وأنا أتهيأ للعبور: ما سبب زيارتك لنا؟ قلت باختصار: في مهمة علمية. لم يعجبهم الرد. فقالوا: وأين ستكون هذه المهمة؟ قلت في معهد الدراسات الإسماغيلية، وبدعوة من الأستاذ الدكتور المنصف بن عبد الجليل. رأيتهم...
موقف محرج ولكنه طريف ممتع: في مطار جينيف كنت أنتظر موعد الرحلة إلى لندن بعد هبوطي قادماً من تونس. سألت بعض الأعوان إن كنت ملزما بشخن حقيبتي من جديد أم أن ذلك يتم آليا باعتبار رحلتي الأصلية هي من تونس إلى لندن عبر جينيف فقيل لي كن مطمئنا فحقيبتك قد تم شحنها فسألت وهل علي أن أسجل في هذه الرحلة من...
يقولون هذا زمان الشعوب ونحن مع العدل والأمن والحريات وهم كاذبون منظمة العفو أكذوبة ومحكمة العدل أكذوبة وكل تقاريرهم ترهات. فلسطين تشهد أنهم كاذبون وغزة من زمن آخر غير زمان اللصوص هنالك، حيث نراهم يموتون هم يولدون فعنترة الفارس عاد سمعته ينشد: لا تسقني ماء الحياة بل فاسفني كأس الشهادة وعاد عليٓ...
اكتشفت اليوم أن معرفتي بالضباب محدودة جدا. كنت أراه من بعيد وبنيت له في خيالي صورا شتى أغلبها مشتق من قصائد الشعراء الرومنطيقيين. واليوم دخلت في الضباب دخولا فلم أجد فيه شيئا مما قالت الشعراء. الضباب يا سادتي ظلمات تكتنف الطريق فلا تدري وأنت تقطعها إن كنت في صعود أم هبوط. تقاوم الظلمات المنحطة...
شاع الخبر في الولايتين وتناقلته الأفواه في المقاهي والأسواق والمدارس والمعاهد. فقد قالوا في ولاية سليانة إن فلانة بنت خدوجة ستشتري سيارة. تستحق ذلك المسكينة فقد نشأت يتيمة وكافحت حتى صارت أستاذة. وقالوا في ولاية الكاف فلان بن فلان سيشتري سيارة. أنعم الله عليه براتب شهري لم يكن يحلم به أحد...
من أين يؤتى العدوٓ؟ يقول المعلم: يوتى العدوٓ قبيل الطلوع وبين الضلوع وفي المعمعه. ويؤتى بسبابة من رصاص ويؤتى من الميمنه ويؤتى من الميسره ويؤتى من الخلف إن كان في المركبه أتذكر يوم انتهينا إليه صباحا؟ أتيناه من كل باب وباب فلم يدر من أين جئنا ولا كيف جئنا ولم يدر من نحن حتى تلونا الكتاب عدونا...
ومن أحاديث الإشكيمو أن رجلا من أبناء بلدته مرضت زوجته فلم تقو على الوقوف فضلا عن المشي فكان بحملها بين يديه كما يحمل الأب ابنته ويقطع بها المسافة بين باب داره ومحطةالحافلات فإذا توقفت الحافلة صعد بها السلم وأجلسها في حجره وكان يناغيها كما يناغى الرضيع فإذا بلغ المستشفى دخل بها قاعة التمريض وكان...

هذا الملف

نصوص
70
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى