لم يعد للحظة من معنى..
أكثر من هذا الظمأ الذي يطال عروق الوقت..
و ينسج أنشوطته حول ما كنا نحلم به..و نؤجله باستمرار..
ما كنا نريده..لكننا نخافه..و نرهبه..
كلما اقتربنا منه انتابتنا قشعريرة الصمت...
و حلق فوقنا طائر الخوف و الهلاك..
أيها الظمأ الذي يشبه الشتاء العاري..
و خيوط العنكبوت الواهية في...
كم فيك ضاعت.. كل خطواتي إليك.. ترددا..
و تبعثرا..
خجلا.. يخط الحرف .. يمحوه..
و يمسح دمعة في الخد..!
ترتبك المعاني بين هذا القلب.. بين حيائه..
و تضييع... و كم أنا....!
كم أنت تدري ماذا تعني وحشة الروح التي..
هي بيننا..!
كم ذاهب في صمته حزن يغلف لحظة الفرح الجميل..
توحدٌ بالجرح و النيران ما...
مساء الخير .. أيها الحريق الذي يشتد ضراوة في القلب.
أيتها الانهيارات التي كسرت ظهري.
أيتها العشبة الأزلية للفناء
يا ومضة الربيع الأخيرة.. وزمهرير وقتنا المرير ..
عندما يحدث الموت الكبير الكثير..
كيف لشمس ما أن تهب من جهة الصقيع...
لتبعث الدفء في أوصال .. مهترئة..
فقدت حرارة الحياة..في...
مثل ليل القوافل سرنا على أفق الروح..نحلم بالحلم..
أبعد من أمسنا كان هذا الطريق..
و أروع من جنة الخلد..كان يزخرف بلورنا المتألق في القلب..
يسكننا زرقة البحر..
يفتحنا باتجاه السماء..
أيهذا الهدوء الذي يسكن القلب عند المساء.
أعدنا إلى موطن الجرح..
تلك الطلول القديمة..برزخ أشواقنا النائمة..
في هبوب...
عميقة هذه الموسيقى..
وهي تسرح بروحي.. في بحرك البعيد..
الليل مدجج بالظلمة.. و الغياب..
ووحدي أرتق للذكرى ثوبها الوحيد..
و الأشرعة كلها ممزقة.. والشواطئ لا تؤدي..
لا تنتظر مني أن أمتلئ بك..
يا زمن الشعر الفائض في..
فقلبي متصدع كثيرا..
لا يقوى على الإبحار.. في مدك الكبير..
وليس لي.. في ظمأ...
أتأمل ظلي في المرآة.. فأراه..
لا أدري كيف أسميه..
هذا المتلبس روحي..
نبضا يفجؤني..
و اللحن خريفي الإيقاع..
يا منحدرا نحو الموت..
كم مختلف هذا الصمت..!
و كل هدوء يعروني في حضرته..
من أثر البرد..
ما أوجع أن نبلغ فينا خاتمة الرحلة..
أقصى معراج الوجد...!
تتوقف فينا الخطوات..
تتغير ألوان الطيف ...
كخيبات العائدين بهزائمهم.. أرسم الليل وحيدا .. هذا الليل..
وخاليا منك.. ومني.. ومن روح اكتسحها مد الخراب ونجت بأعجوبة..
لم يعد مكان سوى للفراغ المهول..
أعيد فيه ترتيب ذاتي.. بتدرج مغر للأولويات..
أنا.. أنا... أنا.. لكن الأنت ترفض المغادرة..
أيها اللجوج.. كان الصمت ميثاقا بيننا..
لكنه تحول فجأة...
الخذلان..
طعنة غدر قاسية في الظهر..
أوجع من كل نزيف.. من كل جراحات الدنيا..
لا تقصم فينا ظهر الروح..
بل تغرس فينا سكين هزائمنا..
تنزف منا.. تنزف... نبقى شبه الأحياء..
لا موتى نحن .. فيوقف فينا الموت نزيف القلب..
و لا.. أحياء.. نبصر دون دموع غائرة فينا..
خطوات الدرب...
الخذلان أن تحرق...
انتظرتك..
كان المكان يعج بالمارة..
و كنت أحتمي بك من صمتي..
أو ربما أحتمي بصمتي منك..
أو ربما أحتمي منكما معا.. .. بكما. .
لقد صرتما واحدا مذ عرفتك..
تكسرت النوافذ كلها.. بنقر عصافيرالذكرى..
لم يكن ذنبها.. لكن زجاج قلبي كان هشا..
لدرجة لم يحتمل نقر العصافير..
كيف يمكن أن أصدق.. أننا التقينا...
ياحنيني المعتق من وردة الروح..
يا ولهي.. و احتراقي..
جنوني إذا لفني مهمه الاشتياق..
يقيني و شكي معا..
و جهري و سري...
اعتقادي.. و كفري..
كيف تمضي إلى سدرة المشتهى دون قلبي..
و تنثرني في احتمال المجاز..؟!
المجاز هباء ..
و الهباء ظلال المحبين..
حين تنأى الطريق إلينا..
والهباء انكسار..
و تيتم...
الفراغ امتداد الأبيض فينا.. لغة العدم..
و ميتافيزياء الصمت..
الفراغ.. صدأ الوقت.. و موت التفاصيل..
و ضياع في زحام المسافة..
معركة خاسرة.. ضدنا.. نحن المترفين بما يجرح الذكرى..
و ما يومئ للغد.. أن التصويب جهة الوقت.. يقتل ما تبقى من عصافير .. و لا شجر يدفئها..
الفراغ غياب.. يعرش في النبض.. و ما...
الفراغ الذي عمق الجب ما بيننا..
و استحالت حقول البنفسج أرض اليباب
الفراغ الذي.. حفنا بالنهايات..
واغتال فينا بهاء البدايات..
كم موغل في العذاب..!
الفراغ الذي...عتق الصمت ما بيننا...
عتق الموت ما بيننا...
غادرتنا به هاجعات القصائد... أسراب أحلامنا..
و استبد بنا القفر و البرد.. و الجوع.. والظمأ...
ظلك هذا الذي يستريح اعتلالا ..
كربح تهب.. على وجنتي.. دمعة.. كهطول السحاب..
ترى. ما ترى.. سر هذي المياه تجرّح فينا تآويلنا..
و تذخرنا..نهر شوق..يغالبنا
حين يهتز فينا.. جموح الغياب..
و ينقش فينا المتاهات..
يرتد حقل يباب
هي تعلم كم يتصحر نبع الذي بيننا..
حين يمتد مد الشروخ العميقة ..
يا موعد...
لم يعد هنالك متسع لغناء. آخر و لحن جديد..
وقد أنهكنا انهمارنا في الفراغ..
و انهيارنا في الوقت ذي الزحام الكبير..
هناك.. حيث ننسانا تماما.. كينوتنا الممعنة في التلاشي شيئا.. فشيئا..
كينونتنا التي استعدنا فيها..
ما تسرب من عمر.. لحظة خارج الزمكانات والممكنات جميعا...
و لم نعد نملك القدرة على...
ثمة لحن ما.. يجتذب قلبي إليه..
في هذا الرمادي. الصامت الكئيب.. .
لحن أبيض.. يشبه قطرة المطر الأولى..
هادئ كجناحي حمام.. يعرف طريقه للرجوع..
شفاف.. كالنوافذ التي أطل بها علي..قبل أن يجرح زجاجها قلبي..
اصغ إليه..كتدفق ماء في صميم القلب..
كهسهسة اللغة في قلب الظلام..
كهمستك في أذني ..و إطراقتي...