د. سليمة مسعودي - لم يعد هنالك متسع لغناء. آخر و لحن جديد..

لم يعد هنالك متسع لغناء. آخر و لحن جديد..
وقد أنهكنا انهمارنا في الفراغ..
و انهيارنا في الوقت ذي الزحام الكبير..
هناك.. حيث ننسانا تماما.. كينوتنا الممعنة في التلاشي شيئا.. فشيئا..
كينونتنا التي استعدنا فيها..
ما تسرب من عمر.. لحظة خارج الزمكانات والممكنات جميعا...
و لم نعد نملك القدرة على ذلك..
فالغناء لم يعد مستطاعنا..
و لا حياكة ألحان جديدة...
و لم نعد نستطيع النظر مباشرة في وجه الشمس..
نحترق.. و نصير رمادا.. لو حدقنا طويلا..
وتتلاشى آثارنا في الرمل..
لا تأمن الرمال على خطواتك..
فالرمال لا تحفظ ماء القلب..
لا أدري.. لكن فيزياء ما..
تشعرني أن المسافة.. لا أثر لها بيننا..
أن كيمياء الروح واحدة.. و هي تترنح في واقعها البليد.
بكل غلالة الشوق في عيون حزينة..
تنظر هناك.. حيث آثار الذاكرة.. سجن رؤوم..
هناك.. حيث الزمكان قطعة من عذاب العنكبوت..
تركت الوهم ينسج لنا بيته الواهن.
بيته الذي ضمنا على الأرض الخراب..
حيث نسرح بقصائدنا في عتمة الليل.. والشغف الكبير..
لنسبح في ملكوت السماوات من حلم.. و حلم...
و نهوي في كيد السقوط..
و نرتطم بحجر الحقيقة..
كانت لحظة خارج الزمكان..
أن ننتظر ما لا يأتي أبدا..
و أن نسكن الانتظار محطة..
لا تنتهي..و توزعنا رمادا للريح..
في برية القلب.. مهرة جامحة.. ولا أثر لحدود الوصول..
و طيور لا تكف عن التحليق..و السماء ما زالت بعيدة..
و بعض من ظمأ الروح..
نجرعه ماء المجاز..
و سؤال حاد الشفرة والجرح..
لماذا لا يتسع العالم لجنون الشاعر...
و طفولة القصيدة..؟!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى