أحمد الشادي - ما لا تراهُ المرايا...

عـمـرانِ لـي أيَّ عـمـرٍ كـنـتُ أقـترفُ
إذ كـنـتُ طفلاً عـلى أحزانهِ أقفُ
عـمـران لـي عـمـرُ دمـعٍ ثـمَّ عـمـرُ أسـىً
فأيُّ شيءٍ بهِ الآتي سَـيختلِفُ
عـنـدَ انـحـداراتـهـا بالصمتِ ألـتحفُ
ومن خُواءِ المنافي عدتُ أرتجفُ
مـن انـقـبـاضِ ضلوعي حولَ ذاكرتي
ســيـولـدُ الـوجعُ الآتي وَينتصِفُ
أجري كـدجـلَـةَ و الأحـلامُ تـســرقـني
وللنواعيـرِ ترميـني وتنصرفُ
أُأَرشِـــفُ الـمـوجَ حـتى تـرتـوي رئـتـي
من المواويلِ تُبكيني وَتَغترفُ
وأشــتـريـني نـهـاراً حـيـن يخنقني
ليـلٌ فـسـدفُ الليالي سوفَ تنجرفُ
فأيُّ قـلـبٍ على أعـتـابـِهِ شـُـــرَفُ
وأيُّ صـمـتٍ كـلامـاً حـولـَهُ نَـزَفــوا
وأيُّ قـافـيـةٍ حَـلَّـتْ بـأزمـنـتـي
لأرتـديـــهـا انـثـيــالاً حـيـــنَ أعـتـرِفُ
رســـالـتي يرســمُ اللبلابُ ضِحكتها
ويســـتـظلُّ بها الماضونَ والخلَفُ
إذ أنـتـقي لـغـةً لـلـوردِ أكـتـُبـُهـا
كـيــمـا أداعـبَ لـونَ الـخـدِّ إذ أَصِفُ
ولانـســـكابِ الـمـنى لـونٌ وعـافـيـةٌ
تـركـنـنـي مـفـرداً والـنـاسُ تأتلِفُ
وحـدي أنـازعُ ظـلـي إذ يـــلاحـقـنـي
لأنـَّهُ قـد يـجـرُّ الـيـــأسَ إذ أقِـفُ
وقـد يـجـرُّ طـريــقـاً طـعـمُ عـثرتِهِ
للآنَ يـنزفُ دمعي مـنـهُ والصحفُ
عُمرَانِ ما كنتُ أدري ما كتمتُ بها
زجاجة ً كنتُ وَالأسـرارُ بي تشِفُ
مَـنابـرُ الخـرَسِ الماضي لـَهَا جَـرَسٌ
ظـلـَّتْ تـُؤَرقـُني والقولُ يَنخَسِفُ
وَجهي صَحِيفة عُمري مَن يُطالِعُها
حَتى يَرَى ما أقامَ الحزنُ وَالـلـهَـفُ
وَهِمتُ أمسـي بهِ وَجهي وراحلتي
وفي زمانِ انتظاري أوغلَ السـَّرَفُ
لا موعِـداً كـنـتُ أرجـو طيَّ أمـنيةٍ
ولا الأماني بـرى شـُـبَّاكـها الكـَلـَفُ
هـذا أنـا كـُلُّ شـَيءٍ كـُنـتـُهُ تـَرَكـَتْ
نِـصالـُهُ ألـفَ جُـرح ٍ مـَلـَّهَا التـَّلـَفُ
هـذا أنـا قـائـمٌ لـَحـنـاً عـلى وَجَع ٍ
لـيـلي يَــطـولُ وَأنــواري بهِ نـُـتـَـفُ
وَحدي سَــأعلِـنُ أنـِّي كـُنـتُ خـاطِـرَة ً
بَين المرايا فما يَبدو بها شَـغـَفُ
مُـلـَبَّـداً صَـوتُ أشــلائي يُـطاردُني
مُـمَـزَعَاً في عُـيُـون القـلبِ أنكسِفُ
كحالمٍ جـئـتُ ألـقـي ظِـلَّ أشــرعتي
على المَدامِع عَلَّ الحُزنَ يَنكشِفُ
مـا لا تـَراهُ الـمَـرايـا مَحضُ أخـيـلـَةٍ
لِـشــاعرٍ عاشق ٍ بالحبِّ يَعـترفُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى