عبدالحميد شكيل

نخرج من شفق الوقت.. من شظف الذاكرة.. لا افق سيحدد وتر القصيدة.. أو أزيز الطائرة.. نسكن عبق البنفسج.. حين تضيق بنا الأرض .. وتهجرنا الفراشات. نتستفُّ الغيم.. نذهب صوب سموات أخرى.. لها ذَكَرُ الريح.. شطح الخاطرة.. لانهر في رمل الموتى.. حين تجيء رياح المواسم.. مثقلة بغبار الجهات .. قهر الذين...
لعلّي لا أغالي إذْ أقول إن جيل السبعينيات من القرن الماضي كان معظمه من العصاميين، لأنهم وجدوا أنفسهم غداة الاستقلال في منظومة تربوية تحبو وئيدة. وحتى حين أخذ عودها يشتدُّ تدريجياً لم تكن مناهج تدريس اللغة العربية وآدابها في مستوى كثير من البلدان التي سبقتنا أو ساعدها خطابُ القومية العربية على...
ك وردة في مهب ريح.. ك مشكاة موصولة بذيل ذئب.. ك سماء مغبرة .. ك نهر يعبر أفراح موتى.. ك أغاني رعاة على جبال نار.. ك سيدة تفتل أوجاع عشاق.. ك مزولة مرفوعة ... ك نايات موجوعة بالصّدّ.. ك مرايا مغطوسة في رفيف وردة.. ك مرابض في قلاع ثلج.. ك لغة مسكوبة في بياض .. ك أسماء غبار على مشجب .. ك جسر نعبره...
لم أر ظلها.. وهو يخرج من ظلي.. كنتُ أترصّد غزالة التفاحة.. قرب قوس قزح.. لا عشب في سماء الشجرة.. ليتسلل إلى عطر شَعرها.. كيف أفسر ماهية الناي..؟ كيف أحدّق - جيدا- في نسر جيدها..؟ عبرتُ مابين النهرين.. مقتنصا طيرها الآخر.. لو كنتُ السهم.. او كنتُ الرصاصة.. لفتحتُ مابين الشيئين.. انتصرتُ على رمح...
* (نص مهدى إلى الراحل عبدالله بوخالفة) كان بسيطا كالشجر.. وشجيا كالندى العالق بأهداب الزّهر.. كان يهوى اصطخاب الموج، ومكوّرات العذارى.. كان- يرحمه الله- يقصف الرعدبأشتات الكلام..!! ويسمي الأشياء، بأسمائها دون ارتعاش.. وبعينيه بريق لامع يشي بالفجيعة.. كان يمشي في اعتداد.. شاردا، ساهما، يتمتم...
رسمتُ الموج على ذراع الوقت.. لا اللون استجاب لرغبتي.. ولا الفُرشاة باحت بأوجاعها.. على غبار الطريق البعيد.. كان اللون يتصيّد فراشات العاصفة.. كنتُ منهمكا في تفسير لون المحبة، و تأويل معنى: تصاريف الزمان..!! لم تكن اللغة ممكنة .. على شاطىء الأقحوان.. ولم تكن العصافير .. على موعد في أعالي الجبل...
لاماء في شرفات الشرق.. لا رمل في وِردِ الصحراء.. أتشبث بحبل الساعة.. كيما أجتاز غيمات الميقات.. لا ضبح في واد النمل.. لأطل على فلوات الهدهد.. لأرى بلقيس باذخة في زهو الماء.. راسخة في عشق النخل.. ممتنة لشرفات الأنحاء.. لسليمان: الريح، والطير، وبرق الرعد، والجن، ولغات الإنس، الماثل في...
وأنا أمر إلى وردة الوقت.. كنتُ حزينًا، ووحيدًا.. أرى إلى وجد القصيدة.. والأسيرْ.. لاأسير، إذ أسيرْ.. أوجعتني الرفرفات النبيهات.. وسيجتْ أفقي السماء.. عبرتُ دورة الأرض وحدي..! وانتصرتْ لدمي سيوف المعنى.. ياصديقي..أنتَ أيها العمر المكدّس، على رتابات الغيم، وحالات النرجس.. على سور الحياة.. نفرتْ...
تعبتُ من السفر إلى مدن عينيكِ.. تعبتُ من الغناء، لأسراب العصافير، وهي تطير إلى حدود البنفسج.. تعبتُ من التهجد، إلى ظل مرآتكِ.. وهي تعبر نهر هوانا المشرئب إلى نجمته القصية.. تعبتُ من التحديق إلى شفاف رؤياكِ، منضدة في أعشاش التوليب.. وهي تنشد مزامير الرعاة.. في أنحاء طروادة.. المعبقة بعطر الموج...
كان على الموت أن يأتي متاخرا.. كان على الأشجار ان ترخي سدولها عليك كان للرياح أن تنهض باكرا، لتطرد الوحش اللعين خارج أسوار "عكا.." كان على الشمس أن تشرق باكرا، لتكشف القتلة.. وهم يتسللون إلى حديقة المعنى.. كان على شجر البرتقال.. أن يقذفهم بوابل من حباته.. ليندحر القتلة.. كان على طائر الماء.. أن...
أن تمر على شارع الضوء.. أن تدخن غليون الموتْ. دون أن تصاب بالتخمة.. أن يأتي الإشراقي من بطن الحوتْ.. أن تحفر وجدك على لِحاء التوتْ.. أن ترى المرأة على موج التابوتْ.. دون شراع يطوف على ساحل البرق.. أن تشرق شمس الرؤيا.. من عباقات الخطو البلورْ.. أن تتعلم كيف تخيط ثوب الظلمة.. وتنسج بردة القول...
أطل على مدينتي.. لا الريح تدركني، ولا المغيب.. ولا غمازة البحر، التي في جبين" باية" ولا نخلة الأندلس، وهي تطلب دمها الموزع، على غصون الموج وساعات "عكا" القديمة، أعلو مع سعف النخل، أهفو إلى غابات نفسي، ويجرفني الحنين.. إلى درب ضيعني، واستحب المكوث.. في أعالي سَرْوَةِ المعراج، وأسلم صبوتي إلى...
تغير الوقت.. ولم تتغير الذاكرة.. كنت أسير على درب الرعاة.. وعلى حواف نهر.. تكون أسماكه قد غادرته.. كان الرعاة البدو.. يقطعون أشجار الوهم.. بسكاكين الرغبة ال........ يعزفون مشاعرهم ال.... على نايات من خشب "القفش.." يرقصون فوق حجر من صمت.. كان النهار .. يتجول على زرقة ماء.. المرايا تتأبط...
توجعني القصيدة.. وأنا عبر تلك الظلال البعيدة.. ممتلئا بالفراغ، والأغاني القديمة.. بنساء الفجر، حين تجيء نصوص" هوميروس" على فرس الليل.. و نهار الذكريات.. وعطش الروح، على منخفض في التّولّه، وعلى مسالك من نثر "ابن المقفع" وهو ينسج منازله على أنوال الكتابة.. نرتدي سترة الليل في توحده...
أطل على نساء النهر.. وهن يغتسلن من وعثاء الخجل.. كانت حبات الماء.. تنزلق من سماء أجساد بيضاء، مصقولة كحبات بَرَدٍ.. منزوعة من نصوص" هوميروس" وهو يرتب قصائد الحرب.. عند مرتفع" ليسبوس" التي كانت تستقبل الجرحى، والعشاق المكلومين، آن عودتهم من جمر المعارك، المقامة تحت سفح" طروادة" ...

هذا الملف

نصوص
60
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى