عبدالحميد شكيل - مخطوط..

تعبتُ من السفر إلى مدن عينيكِ..
تعبتُ من الغناء، لأسراب العصافير،
وهي تطير إلى حدود البنفسج..
تعبتُ من التهجد، إلى ظل مرآتكِ..
وهي تعبر نهر هوانا المشرئب إلى نجمته القصية..
تعبتُ من التحديق إلى شفاف رؤياكِ،
منضدة في أعشاش التوليب..
وهي تنشد مزامير الرعاة..
في أنحاء طروادة..
المعبقة بعطر الموج..
المقطوف من أحواز" ليسبوس "القديمة..
تعب الرعاة من غناء" أنكيدو.."
وملّتِ الريح شكوى الدراويش..
في حارات "آشور، "
المرصوفة بعناقيد الرمل..
لاسماء ستحمل جنازات النهر..
متعانقة على شكل دواليب الغيث..
تعب الحبيب، من الحبيب..
وانهارت مآذن الوصل ..
وسارت الحيتان في غيث العنب..
لابساتين في شعاب" مكة.."
ولا نخل في ثلج "الأولمب.."
ولا طواويس في أشعار" والت ويتمان.."
وهو يتفقد طواحين غرناطة..
المكدسة في نايات "زرياب،"
آن طوافه في أزقة "مجريط" العتيقة..
خذي شجر الماء، من ذؤاباته..
وانثريه على تلة "الوادي الكبير.."
لم تعد أغاني" لوركا .."
مغسولة برنين الأجراس،
وهي في طريقها إلى اندلس الغياب..
ولم يعد "ابن زيدون " من غيابه،
ليفرش ل "ولاّدة "سجاجيد الإيناس ..
لتبوح بحبه، في أرياف "أغمات.."
تعب الهواء، من الهوى..
وتفرّد البحر بزرقته الكتيمة..
وانثالت عراجين الصبابة،
على جسر الملاذ.. !!

عبدالحميد شكيل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى