احيانا تود لو كنت حلاقا
تعيد للقلوب بعض عطرها
أو اسكافيا يرقع ما تقطع من الخطى
أو أي حطاب
يجز اظافر الجبل
تود لو كنت خياطاً تحيل في يوم
مساحة من قماش لاهوية له
قميصا واسعا منقطا بنجوم الصيف
أو معطفا فيه رائحة المطر والقهوة
أو صياد عصافير تنثر لها الحب في الزوايا
ثم تسقط عليها الغرابيل
لتبعث...
استطعنا هذه المرة أن نقفز
دون أن نسقط قرطا
أو سرا .
أو اربة
شعر...
قفزنا من أعلى التلة الى اسفل الحقيقة
ومن حافة الخطر الى زنبق الحديقة
قفزنا بلا وجل و بلا عجل
ليقيننا اننا كسرنا كثيرا في القفزات الاولى
مرة كسرت ساقنا
ومرة كسر ضلع معوج من أضلاعنا
ومرة كسرنا دورق العسل الذي كنا نحمل
ومرة...
في الماتبقى من العمر
سأجمع قواقع كي يتبعني البحر
وساكتب في الظباء نشيدا
كي لاتفر من لغتي الفلاة
واعقد مع الصقور صلحا
فلا انظر الى القاع ....
في الايام القليلة القادمة أ
و الاشهر القمرية
سأحاول أن أجمع ركام دور من غزة
كي ابني قارة من الصبر والحزن
وانصب سرادقا للعرائس
اللائي نمن قبل الزفة
وأبيع في...
بالكاد اتلمس جرح جبينها
واضع عليه مسحوق البنّ
احكم الغطاء على الجبين وامد لها كوب اللبن
لم أكن ممرضة انا الا ان ينجرح أرنب حذوي
او يسقط عصفور في كومة الأسلاك الشائكة
هي كل ما تركت الحرب من عشب الأرض
تحكم إخفاء الانتفاخ الذي في هدبها
وتتمتم
تعلق كل تعاويذها في عتبة البيت
تكسر اعواد الحطب ولا تخطو...
لا شيء ينفع الآن
لا ورق الورد لا عطره
لا لوحة الفنان المفتون بالطبيعة الميتة
لا المطر الهامي على الزجاج الصقيل
لا دفء أكواب الشاي
لا أبريق النحاس
ولا التحفة المهداة من سنغفورة
لا شيء ينفع الآن
كل شيء مسطح تافه
ككتاب في ماسورة
واغنية يتردد صداها في جلبة زلزال
كل شيء بارد كصفيح...
النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل
ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة
ومن رتق جوارب العصافير
والنسور المتغطرسة
ومن تذوق وجبات الملح
الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى
ومن فراغ قاموس الحب
الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر
والغارسات شجرا من الزيتون
في حقول الاحلام
المسجلات في دفاتر اليأس
لأنهن بتن...
كل ما في الحب يعرفنا
شجن المساء
العصافير التي ليس لها فنن
صفير القطار
بكاء بائعة الورد التي ذبلت
الباعة المتجولون بلا وطن
رائحة البنّ التي تبحث عن عاشقين
لم يسعفهما برج الميزان
كي يلتقيا
اول الغيث في تشرين
وأصوات المدينة التي فقدت أصابعها
فلم ترسم على البلّور قلوب الراحلين
كلّ ما في الحب...
لم يكن يكتب
غير أن أصابعه تشبه الاقلام
وفمه كالمحبرة
لذلك كلّما دخل مدينة أو قرية
لطّخ جدرانها
وعلّق على حبال غسيلها مشابك الشوق
واوحى للعصافير
ان تغني على قضبان السجن
الشرطة ألقت القبض عليه بامر من الملك
عندما صلبوه
طافت الطيور تنقر دمه الازرق
في صبيحة اليوم الموالي
كل الاعشاش امتلأت بالكلمات...
لم أكن أسأله عن حيه وبيته والشجرة التي تنبت في فناء الدار ولا كنت اسأله عن اللون الرمادي الذي يرتديه دائما ولا عن تعلقه بتلك الدراجة .لم اخبره بالهواء الذي يتخلل شعري إذ اراه حتى ولو كان الشجر ساكنا ولا عن كفي التي تتعرق رغم الصقيع ولا عن طيور الدوري التي تصاحبني إذ اقف على الرصيف أنظر إليه...
النصوص الكبرى لا تنكتب
تظل محبوسة بين الحلق والقلب كالغصة
النصوص الكبرى تجرحك فقط
وانت تبحث لها عن منفذ
كسكين انزلق بين جلدك والقميص
النصوص الكبيرة
تضيع فيها كجلباب واسع
عبثا تبحث عن كمه
فلا تدرك فوهة واحدة
نصوص تشتهيها فلا تسعفك
تحاول مسكها
فتسقط من كفك كطبق ساخن
تحاول تذكرها فتسخر منك
تتشظى...
في ذكرى شهيد
صفاء السراي والملحمة متواصلة في غزة ولبنان وكل البلاد التي تنشد الحرية
إلى روح الشهيد العراقي
صفاء السراي...
إلى كل أحرار العالم
لم أكن ساعتها إلا نقطة ضوء
وأمي كانت تخيط قلبي
متكئة عليْ
قالت ماهذا الرتق يا صفاء
ألم يكن جديدا قلبك كثوب العيد
الم يكن أجمل من ثوب أخيك
وأجمل أثواب...
أنت تذكرين ذلك الرجل الاسكافي الأسمر
الذي اسمه النوري
كان في العطفة التي تؤدي إلى الجامع
وقريبا جدا من بيتكم
حتما ترين أصابعه الغليظة
وهو يمسك بالمسامير الدقيقة
ويدقها في نعل الفقراء
نحن جميعا فقراء
ولكن احذيتنا لا تتمزق بنفس الطريقة
الرجال الاتقياء
يمشون على الارض هونا
والنساء
لا يغادرن الا الى...
كنت أدفأ قليلا لو أن الريح
أشفقت بالنجوم
أو أن بيتنا غدا طينيا كما كان
أو أن صباح الخير لم تصبها هذا التشقق
وظلت على طراوة العجين
الذي يعطّر االروح كلما هبّت أمي من ظلمتها
كنت أدفا مثل الطيور الصغيرة
وأتكوّر كالهرر المدللة
لو أن المكان لم ينحرف بي
لأرى كل هذه الطرق الوعرة
وهذا الركام الذي به...
أصدق القلب
ولا ثقة لي في الزمن
لا اشك مطلقا في نية السفرجل
وهو يستعد مرتجفا
لاحتضان أحبابه
لكن من يضمن لي ان تقويم الشتاء
صحيح
والغيم الموعود للحقل
لن يخلف وعده
ربما لا ذنب للسحاب
لكن الريح تلك الريح العنيدة
تقوض كل شيء
تسوق الغيم الى السهوب البعيده
تحكم قبضة الشوق
على معصم السفرجل
فيقتله الحياء...