لم أكن أسأله عن حيه وبيته والشجرة التي تنبت في فناء الدار ولا كنت اسأله عن اللون الرمادي الذي يرتديه دائما ولا عن تعلقه بتلك الدراجة .لم اخبره بالهواء الذي يتخلل شعري إذ اراه حتى ولو كان الشجر ساكنا ولا عن كفي التي تتعرق رغم الصقيع ولا عن طيور الدوري التي تصاحبني إذ اقف على الرصيف أنظر إليه...
النصوص الكبرى لا تنكتب
تظل محبوسة بين الحلق والقلب كالغصة
النصوص الكبرى تجرحك فقط
وانت تبحث لها عن منفذ
كسكين انزلق بين جلدك والقميص
النصوص الكبيرة
تضيع فيها كجلباب واسع
عبثا تبحث عن كمه
فلا تدرك فوهة واحدة
نصوص تشتهيها فلا تسعفك
تحاول مسكها
فتسقط من كفك كطبق ساخن
تحاول تذكرها فتسخر منك
تتشظى...
في ذكرى شهيد
صفاء السراي والملحمة متواصلة في غزة ولبنان وكل البلاد التي تنشد الحرية
إلى روح الشهيد العراقي
صفاء السراي...
إلى كل أحرار العالم
لم أكن ساعتها إلا نقطة ضوء
وأمي كانت تخيط قلبي
متكئة عليْ
قالت ماهذا الرتق يا صفاء
ألم يكن جديدا قلبك كثوب العيد
الم يكن أجمل من ثوب أخيك
وأجمل أثواب...
أنت تذكرين ذلك الرجل الاسكافي الأسمر
الذي اسمه النوري
كان في العطفة التي تؤدي إلى الجامع
وقريبا جدا من بيتكم
حتما ترين أصابعه الغليظة
وهو يمسك بالمسامير الدقيقة
ويدقها في نعل الفقراء
نحن جميعا فقراء
ولكن احذيتنا لا تتمزق بنفس الطريقة
الرجال الاتقياء
يمشون على الارض هونا
والنساء
لا يغادرن الا الى...
كنت أدفأ قليلا لو أن الريح
أشفقت بالنجوم
أو أن بيتنا غدا طينيا كما كان
أو أن صباح الخير لم تصبها هذا التشقق
وظلت على طراوة العجين
الذي يعطّر االروح كلما هبّت أمي من ظلمتها
كنت أدفا مثل الطيور الصغيرة
وأتكوّر كالهرر المدللة
لو أن المكان لم ينحرف بي
لأرى كل هذه الطرق الوعرة
وهذا الركام الذي به...
أصدق القلب
ولا ثقة لي في الزمن
لا اشك مطلقا في نية السفرجل
وهو يستعد مرتجفا
لاحتضان أحبابه
لكن من يضمن لي ان تقويم الشتاء
صحيح
والغيم الموعود للحقل
لن يخلف وعده
ربما لا ذنب للسحاب
لكن الريح تلك الريح العنيدة
تقوض كل شيء
تسوق الغيم الى السهوب البعيده
تحكم قبضة الشوق
على معصم السفرجل
فيقتله الحياء...
ذاك الذي مات وحيدا
لم أفهم سيرته إلا الآن
رغم السطور المحفورة
على جبينه الأسمر
ولم أكن أفقه شيئا من الأغنيات
التي كم كان يشرب على نخبها
ويبكي
فإذا سألناه صغارا عن دموعه
قال إن ذلك من العجاح
لم أكن أعلم أنه من مالقة
وأنه فر إلى هنا
من جحيم الجنرال فرانكو
بعد أن أشعل بلدته بالأحلام
ورسم على...
فارغ هذا العالم كفنجان خزاف
وقلبى ساحة حرب اقفرها القنّاص
من يوحي لشجرة البن ان تكبر
وللأذرع النحيلة ان تحمّص قلبي
كي اترع روحك بالقهوة
ونترشف معا رغوتها
القهوة اخت الشوق وبنت الغياب
ولابد لي من حريق هنا في ضلوعي
لكي أعرف أني عشقت ....
نايات اضلعي
وانت الريح التي لا بد منها
لايقاظ رنات الجبال...
لا شيء في التنّور إلاّ رماد الليل
ومدينة الصّلصال غافية على أسوارها . ..
نامت غزالات الضّحى ،
لم يبق في الوديان من كمإ وما…
عادت مياه النّبع صافية كما .
هذي جذوع الطّلح أخوتها الرّياح
ومواقد الرّهبان شاهدة على أخبارها…
لم ترتعب تلك العجوز
لحفيف أطيار نحاف
ستهشّها إن أقدمت ببنانها .
لا برّ في...
للخيل قلق المسافة
و هذا الليل لي
من ذا يعاقر وحشتي
ليريق خمر النجم في لغتي
من ذا يقايضني دمي
علي أعيد للافلاك دورتها
وأعيد للاشجار ما تشتهيه الطير.
الخيل ساكنة
وبي قلق المسافر في شساع الأرض
لا ظل يؤنسني
ولا حتى السراب يمنيني بطيف بماء
ما للسماء بعيدة عن خافقي
ما للهواء يجثو على عنقي
فأخالني في...
انا الان اكره الشتاء
كاي مفاجاة غير ساره
واكره هذا الثوب البدائي المطرز
الذي يبديني كراعية
في سهوب لا اعرف اسمها
لكنّي اتمثل جيدا نوع النساء
اللائي يعشن هناك
بوجوه حزينة وقلوب يقتلها العشق
ربما صورة من شريط قديم علقت برأسي
رغم أن الفلم وقتها كان بلغة أخرى
والترجمة لم تكن واضحة وتمر كالبرق...
لا شيء بيده غير آنية ماء
ينضح بها وجوه الاطفال والطيور
او يسقي بها أشجار الحناء والنرجس
لا أبراد موشاة يتّزرها
ولا نعل عنده له شكل بجعة
يرتدي ثوب الرضا وما حيك من صوف
القطعان البعيدة
يرتق بردته بالصبر
ويخصف نعله بالهوينا
يود لو لثم الثرى قدميه
حتى يقول للارض إني أنا ابنك البكر
فتاتيه طائعة
كل...
عرفناك ميتا ايا امرئَ القيس
ميْتا
ككل الطيور التي
يبست في رؤوس الجبالْ
وكل الظباءَ التي
سكنت في سَديم الخيال
عرفناك َميتا
وأوْدعتنا في صدور الروّاة
كلاما
وحمّلتنا وِزر هذي المعاني
وأهديتنا في عيون المثاني
رُفوفا من الطير ظمأى
وراحا قُراحا
وابقيتَ من نشوة العشق
نشْقا
حبيسا يوسوس في غابرات الدّنان...
كم نحن حزانى ومفقودون
وكم بعيدة اناملنا عن ذاك الفنن
وكم هجرنا جبل الريح ذاك
حيث كنا نولم فيه للنحل والميمون والنوار
كم حزين ذلك الحطاب الذي تخذله ذراعه
فيسقط الفأس
وليس يبلغ شجرة الصنوبر التي
نبتت في صخر اعوج
وكم حزين ذاك الحارس الواقف عند التلة
ليس يعرف من أين تأتيه الطلقة
كم حزانى مواسمنا إذ...