فوزية العلوي

انتظرك دائما بقلب مشفق وكف شفافة كاثواب العصافير طفلي انت الضائع في أزقة الضوء أم بعض اطيافي القديمة سورة الإخلاص في خلوة ابي رائحة السعف المغبر ونحن نرقب تسريح المؤدب لنا كي نأكل البسر الحلو من مصطبة الجريدي الأسمر جلجل الفرس البيضاء التي يبخرها عمي بالجاوي والملح صخبنا ونحن نجري لنتسلق...
فارغ هذا العالم كفنجان خزاف وقلبى ساحة حرب اقفرها القنّاص من يوحي لشجرة البن ان تكبر وللأذرع النحيلة ان تحمّص قلبي كي اترع روحك بالقهوة ونترشف معا رغوتها القهوة اخت الشوق وبنت الغياب ولابد لي من حريق هنا في ضلوعي لكي أعرف أني عشقت .... نايات اضلعي وانت الريح التي لا بد منها لايقاظ رنات الجبال...
راحلون وراحلة قوافيهم وما سكبوا من ماء غلتهم وما تمنوا وما رصدوا من ياسمين الشوق وما غنموا من طيف ذاك الحب مشتتة خواطرهم وأبيات لهم صفرت وغزلان لهم شردت وأنغام من الأحلام طائرة رحلوا وأسفار قد احترقت وأشعار كما هشيم العمر تذروها الرياح بادوا وما بدتًُ وأزهار من الأشواق سامقة في أرض روحي وأقمار...
لا تستقطر الحب من أحد ولا تترك دلاءك للريح غيمة ماطرة تفاجئك فتترع أكواب قلبك حتى يسحً الماء على الأرصفة والشرفات ويغرق أحذية المارة فيحملقون في وجهك المعشوشب وفي السوسن المزهر فوق حاجبيك لا تنثر الحَبَّ للحساسين هي وحدها تبحث عن برعمك المخفيّ في هسهسات النّسغ تنتظره حتى إذا بزغ جاءته زمرا وطافت...
كاد حيّنا يصبح بستانا لو أن تلك المرأة بقيت امام بيتها إلى الظهيرة كل الابواب التي كانت أشارت اليها اخضرّت وبدت تطلق روائح الغابة الحطاب الذي اعتاد قطع الجذوع أصابه الارتباك وهو ينظر إلى الاصابع التي بدأت تنمو مع الاوراق بلا طلاء أظافر النجار الذي كان سعيدا بصناعة الكراسي لم يعد قادرا على فهم...
من اين عدنا؟ كل الطرق موصدة صرنا هواء وتسللنا عبر ثقوب الشوق. متى وصلنا؟ نحن لم نذهب ظللنا عالقين في اصوات البكاء الذي سفحته امهاتنا. لأننا كبرنا ماذا حملنا في قلوبنا افرغناها من الحنين فامتلات من جديد حتى جرفتنا إلى هنا الى قاع الحجر والطين والسلاحف المحنطة نحن نذهب لكننا نعود حتما إلى حفر...
فارغ هذا العالم كفنجان خزاف وقلبى ساحة حرب اقفرها القنّاص من يوحي لشجرة البن ان تكبر وللأذرع النحيلة ان تحمّص قلبي كي اترع روحك بالقهوة ونترشف معا رغوتها القهوة اخت الشوق وبنت الغياب ولابد لي من حريق هنا في ضلوعي لكي أعرف أني عشقت .... نايات اضلعي وانت الريح التي لا بد منها لايقاظ رنات الجبال...
تنتهي الحرب ونتزوج وندعو للحفل ما تبقى من المدينة الفتاة التي بعين واحدة ستحمل ذيل فستاني والشاب الذي على العجلة سيعزف لي فوق النخل فوق والمراة التي فقدت كل أبنائها ستناديهم جميعا وسيطلون من تحت الركام برؤوس عفرها الوقت تنتهي الحرب وابوح لك بالحب وساهديك ديوان ابن زيدون وقميصا كنت خباته لك من...
القهوة الأولى يتيمٌ المساحات أناَ ورحيل شمس الوقت من شُرُفاتها الصّباحات التي لا معنى لزرقتها وحجارة القبو القديم تشيرفي قلق إليْ القهوة الثانية مرارة اللّحظات إذ لا يسائلني عن محنة المعنى ولا عن الطّير التي كانت تسافر في حرير النّبض تبدّد الفنجان في خزفٍ كانت خسارته مضاعفةَ إذ لم يستعد...
تلك المرأة أكرهها بقدر كرهي لللبن الحامض تبدو لزجة وسائلة ورموشها لا تتطابق مع نظرتها. لا ادري لماذا يبدو حديثها مكعّبا كلما جاءت سيرة الحرب على لسانها مع أن كل البيوت تشظت والجماجم طارت شهبا في السماء والبيت الذي كانت تسكنه صار أشبه بخيوط العنكبوت حديثها عن الحبّ اكثر بؤسا من حديث الحرب...
بلا حلم يتكسر الضوء فينا وتنتهي آخر غيماتنا يسافر الزيتون إلى بلد لسنا فيه وينإى الفل عن شرفاتنا وينسانا الخطاف بلا حلم يكبر الطفل الذي كان يلاعبنا وراء شجر الصفصاف يصير رجلا بقبعة سوداء وغليون من شجر الزان ومعطف كمعطف أمن الدولة لا بهجة فيه تصيبنا العدوى من كل أصحاب الجرائد نتعلم تزويق...
كان لابد لذلك الغزال أن يفرّ من فضتك ليدلني عليك حصاة حصاة ورقة ورقة وثجّاج ماء ساكنة كنت في صخبي كنجم يمور في مجرّة خامسة ومشرئبة طيور عطشي للغدق الأرض شبر حتى تشمّر للتطهّر والسماء سجلّ وأنا كل الشجر الذي مازالت تنمو اوراقه وتحبو حتى يبلغ مجمع البحرين العصا ألف والغبار جلباب الغريبة لا زيت...
قلت يأتي الصيف وأرحل فلأنتظر أن يجمعوا الحَبّ كله في المطامير وأن يكوّموا التبن تحت جبال الطين وليقطفوا العنب ويهبوا للنحل حصته وما تبقى فزبيب للأعراس ليس لطيفا أن أترك الصيف وأرحل سأقاسمهم أقمارهم وهذر الليل وسأحسوا شايهم بعبق الجمر وما بقي من حديث القلب وليقسموا علي بدراقهم وماء القطران المثلج...
كل ما في الحب يعرفنا شجن المساء العصافير التي ليس لها فنن صفير القطار بكاء بائعة الورد التي ذبلت الباعة المتجولون بلا وطن رائحة البنّ التي تبحث عن عاشقين لم يسعفهما برج الميزان كي يلتقيا اول الغيث في تشرين وأصوات المدينة التي فقدت أصابعها فلم ترسم على البلّور قلوب الراحلين كلّ ما في الحب...
لم أخبره بأن الشمس تأخرت اليوم لا بسبب تبدل الوقت أو انتشار الغيوم بل بسبب المظلة التي اعتمرتها لم أخبره بتغير ملامح الطريق لا بسبب الأشجار التي غرستها البلدية أو اللوحة الجدارية التي رسمها الشهداء العائدون إنما بسبب النظارات الملونة التي اقتنيتها سأخبره الآن بأني افرغت أدراجي جميعا من الاوراق...

هذا الملف

نصوص
309
آخر تحديث
أعلى