عبدالحميد شكيل - نساء النهر..!! -1-

أطل على نساء النهر..
وهن يغتسلن من وعثاء الخجل..
كانت حبات الماء..
تنزلق من سماء أجساد بيضاء،
مصقولة كحبات بَرَدٍ..
منزوعة من نصوص" هوميروس"
وهو يرتب قصائد الحرب..
عند مرتفع" ليسبوس"
التي كانت تستقبل الجرحى،
والعشاق المكلومين،
آن عودتهم من جمر المعارك،
المقامة تحت سفح" طروادة" ..
-2-
تلك الأجساد المدربة ،
على منازلة العطش،
ومقارعة فداحة الحرب..
ونذالة الصقيع،
وهو يزلزل أفئدة الأبطال،
عند سفوح الثلج،
المكدس على حِراب الجند..
كانت تهز أركان المعنى،
وفيزيولوجيا التضاد،
عند نبع العَوار،
واستقامة سدرة الغابة..
قرب منحنيات الضوء..
-3
النظر إلى تلك الأجساد
المدهونة برضاب الغزال..
تشتط في البذاخة،
والفتنة،
والسّعار ،
والضخ الآتي
من سموات بعيدة..
-4-
للجسد الفاتح..
مزايا الموت،
ومثالية الشعراء،
حين ينامون على غزل القصائد،
المسكوبة على نار اللوعة،
ودخان الخيبة..
وأمداء اللوح،
الموصول بإبزيم العطش..
-5-
كلما اشتعل الأفق..
أسارع إلى حدائق النهر،
ومطالع السرد،
لتقويض نهر الاندفاع ،
صوب حرائق تشبه ..
سقوط نيزك ..
على حاشية الريح،
عند مداخل" قاف"..
-6-
للنهر طرائد..
منسوجة من غيم الأخاديد،
ومن صمت العاشق حين يبيد..
نفترش حفيف الماء،
بذخ الجسد العامر،
ببهارات التوت،
وبخور وِرد الدراويش،
وهم يحتلبون كواعب اللغة ..
عند معابر السماء..
وفلوات الأرض..
كيما تشرق لغات البدو،
وهم يتمرغون على رمال القيظ،
في مساءات الربيع..
-7-
أنزل النهر..
أرى النساء..
منتبهات لدبيب النمل..
حين يتخطى حدود الغسق..
أرى نعومة الأجساد..
وهي تمارس عنفها ..
على حواس الموتى..
حين يخرجون إلى بقع الضوء..
قرب غدران القرنفل..
ومخيمات التوليب..
المقامة،
عند مصاطب الماء..
-8-
حين يرغو الجسد.
وتتوسل اشتعالاته..
تنهض الأشجار من قيلولتها..
تعبر شواظ المسافات..
تتهاطل على ممرات التيه..
لتسوية المواعيد المؤجلة..
وترتيب فوضى الأجساد، الملدوغة
بحبق الأقحوان..
ونمش اللغات ،
المقطوفة من دموع الغيم..
-9-
أطل على النهر..
أرى فيالق الجسد ..
وهي تسبح في لجين الصباحات..
أتأمل سروة الماء..
وهي تنفث عطرها المقطر..
على عشب الأنهار..
حين عبور نساء البدو..
وهن يبطشن بشعراء الربع الخالي..
ويمسن باتقان عال..
يدحضن نظرية المؤامرة..
وقت هطول ظباء الشهوة..
من سموات القيظ..
وماء الينابيع الموصولة،
بجبال "بني عبس" آن خروجهم
من ربعهم، لتحفيز المخيلة..
وتكييف عبق الجسد..
وهو ينماز لعقل النص..

عبدالحميد شكيل
02 جوان 2023
________________________________

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى