د. سليمة مسعودي

ما تأجل كان مغامرة صوب الريح.. و ما كنا لنتوزع في شتات الجهات.. لو أن ركضا نحونا لقننا كيف تبدو الأسئلة واضحة الغباء.. و متعبة من سفر طويل طويل.. لاهثة وراء جواب جاهز سلفا لكل الاحتمالات.. و مبرمج أصلا كي يبيح نزفنا للانهائية المسافة.. كان صمتا واسع الكلام ما كان.. و ها هو الصمت الخواء.. الصمت...
الذات والمرآة "هو العنوان الذي فرض نفسه بنفسه على ما يشكل دراسات تطبيقية لنصوص من الشعر المعاصر وفق منطق المقاربة التأويلية، حيث تشكل القراءة المحايثة للنصوص في رؤاها وأبينتها التشكيلية من زاوية تأويلية، ووفق حساسية أقرب إلى الشعرية بمفهومها الفلسفي والجمالي الواسع، تقوم على محاورة هذه النصوص في...
كاللعبة الأزلية بين البقاء و الرحيل.. أقص عليك حكاياي.. أنا التي لا تشيخ الخطوات منها.. و ينبت الربيع على الضفاف.. وتنبت للنبض أجنحة جديدة.. .. المسافة إيقاع مدهش من الصفاء.. رغم الريح التي تكسر الأغصان.. و لا تخلف سوى يتم الناي.. وحيدا في مساحات شاسعة من بياض يشبه العدم .. يعزف موسيقاه.. و...
هنالك.. في تلك المسافة من العلو الشاهق.. حيث الثلوج تكلل قمم القلب.. و تزهر الأصداء التي تناديه.. تنهيدات طويلة يطلقها.. هناك كان مضطجعا قلبي.. يتأمل نوار الشمس..يكلل الشرفات.. و بياض السماوات في لوحة الحقيقة.. كل يسير في تحولاته.. و هذه السحب تشكل فضاء تحولات السماء.. و هذا الجرح وحده يبقى...
ما زال.. هناك.. حيث ذاكرة القلب الخفية.. الماضي الذي صيرنا أغرابا.. هناك حيث تتقد أسرار الروح.. متشظية في الكتابة.. كأنها القنابل الموقوتة.. تنتظر فقط.. لحظة أن ندوس على اللغم.. لتنتثر الشظايا.. و تحترق الفراشات.. في اللحظة التي لا نستطيع أن ننسى.. نتذكر أننا أحياء.. و في تراجيدية محيرة.. نختار...
آه ما أقسى القصيدة..! حين تأتي.. تأسر القلب جنونا.. تملأ الكون حياة.. تغدق الفرحة فينا.. مثل سيل ينهمر.. حين تمضي.... ننكسر.... يا بياضا لا نهائي المسافات غشيت الروح.. كالريح الزؤام.. كيف فينا.. غابت الأطياف.. ماتت.. كيف فينا.. بهتت كل المرايا.. جمرة من نار معنى.. ؟! .. كم تلظت.. واستعرنا...
في عزلتك.. تمنحك الحقيقة كوة شمسها الوحيدة.. و تسكنك المجازات.. تسكنك مرغما.. كما لم تفعل من قبل.. و كل الكلام مجاز لم يعرف طريق المعنى.. و تستسلم لك صغار الخواطر.. كعصافير صغيرة.. لا تحسن الخروج من الأقفاص.. كيف يا ترى.. تتركنا الينابيع في ظمأ كبير.. و لا تهبنا الحقول.. سوى سنابل من جوع.. و...
أتأمل ظلي في المرآة.. فأراه.. لا أدري كيف أسميه.. هذا المتلبس روحي.. نبضا يفجؤني.. و اللحن خريفي الإيقاع.. يا منحدرا نحو الموت.. كم مختلف هذا الصمت..! و كل هدوء يعروني في حضرته.. من أثر البرد.. ما أوجع أن نبلغ فينا خاتمة الرحلة.. أقصى معراج الوجد...! تتوقف فينا الخطوات.. تتغير ألوان الطيف ...
ظباء تنط من القلب.. تقدح كل المسافة شوقا.. كما غيمة ماطرة..هي الذكريات.. تراودني.. ثم تلتف في شجر الروح.. زهر البداية.. يا ثمر القلب.. مفرغة في النهايات.. أغصان نبضك... تزهر.. لكنه الصفر ما تركته المواسم .. و الوقت أسطورة حائرة و تتركني..يتلألأ ضوء الصباح.. أسارير من فرح الليل بالشمس.. كم...
يا أيها الصباح.. يا رفيقي الحزين في قافلة الوقت.. أنهض بك.. و أسير معك.. إلى أن يغشانا الليل.. أنت الذي تحدد الوجهة.. و المسير.. فستان يومي.. تفاصيلي البسيطة.. يا سيد المزاج كله.. و كأم رؤوم تستطيع أن تسمع كلامي المخبأ في القلب. يا من أبوح لك.. لك وحدك.. يا من تعيدني إليك.. و المسافات...
يا ألله.. كم تجرحنا اللحظة.. لحظة تيه تتدلى من سقف الروح.. تذرونا كفراغ أبيض من صمت.. نتدفق في محتملات الظن بقايا الماء.. و التيه عميق في كيد الصحراء - المعنى.. تهجس أحلاما.. أحوالا.. رؤيا من هاجعة الوهم المتوهج بين الأضلاع .. كنقرة أزرار تخدش خارطة الدرب.. كأيقونات من وهج القلب و نجيع تسفحه...
أغانينا نداء الروح تعتقنا.. ينابيعا من الدفء... فراشات من الضوء.. عصافيرا من التوق.. و أزهارا وسال القلب أنهارا من الشوق وكان السيل مدرارا فأين تميمة الشعر ؟ و أين القمقم السحري يحوي مارد الوجدان يهدم فيه أسوارا من الصمت ويوقظ فيه أسرارا يبث بليلنا الساري حكايات وأقمارا ؟ وهذا الشوق يحدونا...
في ظلال المساء.. و خلف الهدوء الذي.. يرتمي في الشتاء.. جيوش رؤى هامدة.. و خلف زجاج النوافذ نرقب حزن المطر.. فيساقط القلب في مده المنهمر في متاهاته الباردة.. سنعبر نهر المواجد.. لا جسر يحملنا.. نحونا.. غير حلم يغامر صوب الذي كان.. ذات مكان.. و ذات زمان عبر .. فيا وردنا المشتهى.. حين تأتي...
هبوب ما.. يمر.. و يغادرُ كلُ شيء.. غير طريق ماطر.. و سحاب ينسق موسيقى وجوم طويل.. و ثلج كم صار يحرق قلبي .. كلما فرحت الأرض.. بانهماره الجميل..! و نبقى نحن.. نحن نعلم أن انتظارنا عدمي.. و مفرغ من الجدوى.. لكننا رغم ذلك.. نتوسد لحظة الدمع الأخير.. و نبقى في زاوية من القلب.. وحيدين و حيارى...
الصباحات الخريفية قاسية جدا.. لا تبالي.. بنا.. و لا بما تغرسه فينا.. من شوك الشوق.. و ريح الحنين العاصفة و لا بتوسلاتنا.. و لا بمحاولاتنا للهروب منا.. الصباحات الخريفية الغائمة... أكثر قسوة من سواها.. نتأملها.. بأعين القلب تائهة المسافات.. فترمينا في ظلمة فينا.. بئرنا التي بلا قرار.. الصباحات...

هذا الملف

نصوص
71
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى