يا صدى في موغلا في دمي..
أيها النهر.. يا لحظة ماضية..
لحظة آتية..
كلها اللحظات سواء..
غبش.. حلم.. كم نهوم فيه..
مدى للمدى..!
مثل صوت الكمان الشجي..
أيها الهذيان...
جريان المياه التي تتلألأ في لمعة الشمس..
تشعل رغبتنا بالحياة
و نحن على ضفة من رؤاك..
مثلما نرتمي في هجوع المساء..
لحظة الحزن فينا...
أغانينا نداء الروح
تعتقنا.. ينابيعا من الدفء...
فراشات من الضوء..
عصافيرا من التوق.. و أزهارا
وسال القلب أنهارا
من الشوق
وكان السيل مدرارا
فأين تميمة الشعر ؟
و أين القمقم السحري يحوي مارد الوجدان
يهدم فيه أسوارا من الصمت
ويوقظ فيه أسرارا
يبث بليلنا الساري
حكايات وأقمارا ؟
وهذا الشوق يحدونا...
المعاني.. هي النحن* .. فينا.. نموت احتراقا.. و لا ننصهر..
نموت لنحيا.. وفي كل شمس.. وفي كل ضوء.. وفي كل ليل.. وفي كل درب.. وفي كل قلب..
نحِن إلينا.. نحِن.. نحِنّ.. و لا من خبر..
طريق بلا هدف.. لانهائية الخطوات..
و سيمياء شوق يجيش.. يجيش.. و لا ينكسر..
المعاني هباء.. و لا شيء غير الهباء...
و يجيش قلبي بالسؤال.... ترى متى..
تنزاح عن عيني الغشاوة أبرح الأشواق..كونا إرتجاليا..
يكوكب سيرتي في متنها..؟!
.. و متى متى.. تتبدد الأوهام.. تنكسر الحقائق واضحات كاليقين على جباه الوقت.. تشرع غربتي أمداءها..؟!
و يطير مرتحلا وراء الأفق هذا الكائن الإنسي لا أدري بما..؟!.. لا يمكن الأسماء و...
ترنو بعين الشمسِ للشمسِ الحقيقةُ..
تغمر الألوانَ لونا خارج الألوانِ..
تنتبذ المدى غيبا يسافر في ظلام الروح شطآنا من التيه
المكابر في دمي..
يا رعشة تنمو بقلبي سوسنات من وجع..
و ترتل القداس من وحي السماوي الجريح الدافيء المكنون
بين الروح و الروحِ انبهارا و انهمارا.. و انهيارا..
ويل هذا الماء...
إن انفتاح الشعر على الأسئلة الفلسفية الكبرى والآفاق المعرفية الشاسعة جعله في عودة دائمة إلى ذاته ليفكر فيها، عبر حركية التأمل والمحاورة وفتح الاستشكالات العميقة، لذا كانت التجارب الوجودية الكبرى تجسيدا رؤيويا وشعريا لارتحالات الذات عبر سؤال الحقيقة والمعرفة . وإذا كانت المعرفة تفكيرا يخضع للعقل...
ظباء تنط من القلب..
تقدح كل المسافة شوقا..
كما غيمة ماطرة..هي الذكريات..
تراودني.. ثم تلتف في شجر الروح..
زهر البداية.. يا ثمر القلب..
مفرغة في النهايات.. أغصان نبضك...
تزهر.. لكنه الصفر ما تركته المواسم ..
و الوقت أسطورة حائرة
و تتركني..يتلألأ ضوء الصباح..
أسارير من فرح الليل بالشمس..
كم...
غارقة في سكوني الطيني..
و مني.. تسيل دماء القلب..
كطقوس القرابين القديمة..
كيف نصعد سلالم الأحلام..
بحثا عن قمر يشبه طفولة ما بيننا الشريدة.
و طرق السماء لانهائية..
و لم يكن لنا سوى شرف العبور..
يا درج الشوق
أحيانا.. تتجحر الكلمات في شفتي..
أقطع طريق القلب.. فتمزقني التقاطعات..و ما خطته...
آه ما أقسى القصيدة..!
حين تأتي..
تأسر القلب جنونا..
تملأ الكون حياة..
تغدق الفرحة فينا..
مثل سيل ينهمر..
حين تمضي....
ننكسر....
يا بياضا لا نهائي المسافات غشيت الروح.. كالريح الزؤام..
كيف فينا.. غابت الأطياف.. ماتت..
كيف فينا.. بهتت كل المرايا..
جمرة من نار معنى.. ؟! ..
كم تلظت.. واستعرنا..!
يا...
ياااه.. كم كنا كالقشة في كفة ريح..
ترمينا من زاوية قفر..
نحو تخوم أخرى.. للأسئلة الحيرى..
كم تخصب فينا دمعتها..
تعشوشب فينا.. ضنك الروح..!
يا أغنية الحرقة ما سر هواجسنا..
ميراثا من شجر أصفر.. يساقط في لفح البرد..و يمتد رؤى..؟! ما أغبى رؤيا القلب..!
تجرحنا.. ظلا ضِلِِّيلا..
يرقص في نار خطيئته و...
مثل أشباح تراءت في الظلام..
كان قلب الغابة الموجوع حد الموت..
في ليل الرماد..
أيها الصمت العميق..
صوتك الباكي يحاكي رعشة الدهشة في كل الجهات.. ..
يتعالى في صراخ الحجر المكلوم يأسا صادحا باليتم في حزن السديم..
كوة الأفق تضيق..
ورياح الحقد.. لم تترك لنا غير الهشيم..
آه يا قلبا تلفع بالأسى بعد...
أتدفق سرا..
يتسلل من بين رؤاك قناديل سلام..
تنشر بهجتها..
أتدفق ضوءا يختال بأرض سمائك..
زهرا و فراشات و حمام.
موسيقى تغرقنا قي الوجد معا...
فنطوف بها.. و تطوف بنا
مثل الصوفي يشد الرحلة في أرض الله..
بحثا.. عن شمس.. تسكنه..يسكنها..
يا رحلتي الحيرى..
نحو ظلال الحزن الغائم في عينيك..
نحو صهيل...
ولأنك الحقيقة الوحيدة.. في احتمالات الشك واليقين..
وكل ما سواها قابل للمفاوضات..
لأنك طقس السري الذي تنجلي فيه الروح عارية في مراياها الكثيرة..
الذاكرة.. الوقت.. الندم.. الخوف.. الحزن.. الكبرياء..
لأنك طعم الملح في دمع أنهكه الغياب الطويل..
لأنك ارتجاج الموسيقى في ارتجافة المشاعر...
كأنه النهر فيّ يسابق خطوه نحو منبعه الأول..
منبعه الأوحد.. ومصبه الأخير..
عدت من خيبتي.. مزدحمة.. بك..
كأنها السماء ليست إلا طريقا للتيه..
حين أذهب فيها.. وراء تأملي..
أنا الباحثة عني.. و كلي حيرة المتاه..
وقد بلغت نقطة اللارجوع..
متى خلت شوارع الروح من لحظة كنت فيها..
و ما زلت..؟!
يا شعر...
انتظرتك..
كان المكان يعج بالمارة..
و كنت أحتمي بك من صمتي..
أو ربما أحتمي بصمتي منك..
أو ربما أحتمي منكما معا.. .. بكما. .
لقد صرتما واحدا مذ عرفتك..
تكسرت النوافذ كلها.. بنقر عصافيرالذكرى..
لم يكن ذنبها.. لكن زجاج قلبي كان هشا..
لدرجة لم يحتمل نقر العصافير..
كيف يمكن أن أصدق.. أننا التقينا...