د. سليمة مسعودي - يا صدى في موغلا في دمي..

يا صدى في موغلا في دمي..
أيها النهر.. يا لحظة ماضية..
لحظة آتية..
كلها اللحظات سواء..
غبش.. حلم.. كم نهوم فيه..
مدى للمدى..!
مثل صوت الكمان الشجي..
أيها الهذيان...
جريان المياه التي تتلألأ في لمعة الشمس..
تشعل رغبتنا بالحياة
و نحن على ضفة من رؤاك..
مثلما نرتمي في هجوع المساء..
لحظة الحزن فينا..
و نكسر أوهامنا..مرمرا من عناء ..
نتطاول يا شجر اليتم فينا..
لكي نبلغ الروح منك و فيك..
يتجلى لنا الشوق يا توأم الكبرياء..
يتجلى الشروق يؤاخي الغروب..
الظلام يعانق مجرى الضياء..
و نحن.. كلانا.. يهاجر فينا..
دماء من الوجد.. قيثار ماء..
أيا خافقا من حضور غياب..
لقاء و شوق..
و لوم عتاب..
زوارق مد و جزر.. تمور..
تخاتل صمت الهدوء..
الذي كان فينا..
و تمهر أوباتنا في ارتجال العباب..
تعمد شمس الملاك الذي يصطفينا..
ترج المكان الزمان..
تزلزل فينا كيان المواجد..
تطعمنا عشبة الوهم..
تكسرنا جرة القلب..
أضحية لطقوس النماء..
ترى.. يا خرير المياه التي تمخر القلب..
من أين تأتي البدايات.. و كيف تكون النهايات؟!
لكل حضور غياب..
و كل البدايات موغلة في نهاياتها..
تشرئب إلى لحظة تتدفق فينا..
و فيها القصائد.. وشم البقاء..
تؤكد أن الغياب حضور..
و كل حضور ينادي الغياب..

سليمة مسعودي :جويلية 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى